بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ذكرنا في الجزء الأول قصة معمر بن أبي الدنيا و ماء الحياة عندما خرج مع أبيه في طلب الماء و وجـد نهر ماء أبيض اللون عذب لذيذ لا بالصغير من الأنهار ولا بالكبير يجري جريا لينا فدنا منه وغرف منه بيده غرفتين أو ثلاثا فوجده عذبا باردا لذيذا، فبادر مسرعا إلى الرحل فبشر الخدم بأنه قد وجدت الماء فحملوا ما كان معهم من القرب والاداوى ليملئوا وكان والده في ذلك الوقت غائبا عن الرحل مشغولا بالطلب فطافوا ساعة لطلب النهر فلم يهتدوا إليه حتى أن الخدم كذبوه وقالوا له لم تصدق .
نكمل في في هذا الجزء قصة صاحب أمير المؤمنين مع ماء الحياة و بعض من سيرته :
قال معمر رضي الله عنه : فلما انصرفت إلى الرحل وانصرف والدي أخبرته بالقصة فقال لي :
يا بني! الذي أخرجني إلى ذلك المكان وتحمل الخطر كان لذلك النهر، ولم أرزق أنا وأنت رزقته وسوف يطول عمرك حتى تمل الحياة، ورحلنا منصرفين وعدنا إلى أوطاننا وبلدنا وعاش والدي بعد ذلك سنيات ثم مات رحمه الله.
فلما بلغ سني قريبا من ثلاثين سنة وكان قد اتصل بنا وفاة النبي صلى الله عليه وآله ووفات الخليفتين بعده خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان.
فمال قلبي من بين جماعة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأقمت معه أخدمه وشهدت معه وقائع وفي وقعة صفين أصابتني هذه الشجة من دابته فما زلت مقيما معه إلى أن مضى لسبيله (عليه السلام) فألح علي أولاده وحرمه أن اقيم عندهم فلم اقم، وانصرفت إلى بلدي وخرجت أيام بني مروان حاجا وانصرفت مع أهل بلدي إلى هذه الغاية، ماخرجت في سفر إلا ما كان الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري وطول عمري فيشخصوني إلى حضرتهم ليروني ويسألوني عن سبب طول عمري وعما شاهدت وكنت أتمنى وأشتهي أن أحج حجة أخرى فحملني هؤلاء حفدتي وأسباطي الذين ترونهم حولي وذكر أنه قد سقطت أسنانه مرتين أو ثلاثة.
فسألناه أن يحدثنا بما سمع من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فذكر أنه لم يكن له حرص ولا همة في طلب العلم وقت صحبته لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) والصحابة أيضا كانوا متوافرين فمن فرط ميلي إلى علي (عليه السلام) ومحبتي له لم أشتغل بشئ سوى خدمته وصحبته والذي كنت أتذكره مما كنت سمعته منه قد سمعه مني عالم كثير من الناس ببلاد المغرب ومصر والحجاز وقد انقرضوا وتفانوا وهؤلاء أهل بلدي وحفدتي قد دونوه فأخرجوا إلينا النسخة وأخذ يملئ علينا من خطه :
حدثنا أبوالحسن علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد الهمداني المعروف بأبي الدنيا معمر المغربي رضي الله عنه حيا وميتا قال: حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب أهل اليمن فقد أحبني ومن أبغض أهل اليمن فقد أبغضني.
وحدثنا أبو الدنيا معمر قال: حدثني علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أعان ملهوفا كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سعى في حاجة أخيه المسلم لله فيها رضى الله فيها صلاح فكأنما خدم الله ألف سنة ولم يقع في معصيته طرفة عين.
حدثنا أبوالدنيا معمر المغربي قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: أصاب النبي صلى الله عليه وآله جوع شديد وهو في منزل فاطمة قال علي فقال لي النبي: يا علي هات المائدة فقدمت المائدة فاذا عليها خبز ولحم مشوي.
حدثنا أبوالدنيا معمر قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: جرحت في وقعة خيبر خمسا وعشرين جراحة فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله فلما رأى مابى بكى وأخذ من دموع عينيه فجعلها على الجراحات فاسترحت من ساعتي.
وحدثنا أبوالدنيا قال: حدثني علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.
وحدثنا أبوالدنيا قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كنت أرعى الغنم فاذا أنا بذئب على قارعة الطريق فقلت له: ما تصنع ههنا؟ فقال لي: وأنت ماتصنع ههنا؟ قلت أرعى الغنم قال مر أو قال ذا الطريق قال: فسقت الغنم فلما توسط الذئب الغنم إذا أنا به قد شد على شاة فقتلها قال: فجئت حتى أخذت بقفاه فذبحته وجعلته على يدي وجعلت أسوق الغنم.
فلما سرت غير بعيد وإذا أنا بثلاثة أملاك جبرئيل وميكائيل وملك الموت صلوات الله عليهم أجمعين، فلما رأوني قالوا هذا محمد بارك الله فيه فاحتملوني وأضجعوني وشقوا جوفي بسكين كان معهم وأخرجوا قلبي من موضعه وغسلوا جوفي بماء بادر كان معهم في قارورة حتى نقي من الدم ثم ردوا قلبي إلى موضعه وأمروا أيديهم على جوفي فالتحم الشق باذن الله تعالى فما أحسست بسكين ولا وجع، قال:
وخرجت أغدو إلى امي يعني حليمة داية النبي صلى الله عليه وآله فقال لي: أين الغنم فخبرتها بالخبر فقالت: سوف تكون لك في الجنة منزلة عظيمة.
نكمل إن شاء الله في الجزء الثالث و الأخــير .
المصدر : بحار الأنوار
(باب 14)
(ذكر أخبار المعمرين لرفع استبعاد المخالفين عن طول غيبة مولانا القائم صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين)
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أختي،، ناصرة الزهراء
جزاك الله كل خير ونشكر حضورك الرائع
عظم الله لك الأجر بذكرى استشهاد شهيد المحراب عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (ياغفار بنورك اهتديت, وبفضلك استغنيت, وبنعمتك أصبحت وأمسيت, ذنوبنا بين يديك نستغفرك منها ونتوب إليك).
بارك الله فيكم ...
حفظكم الله ورعاكم وقضى حوائجكم ويسر اموركم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين