بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لقد واكبت السيدة زينب حوالي ثلثي عمر أبيها وحياته فحينما ولدت في السنة الخامسة للهجرة كان عمر أبيها ( 28 سنة ) ، وعاصرته وهو يتقلب بين المعارك والحروب في عهد رسول الله، ثم عايشت معه مصيبة فقد رسول الله صلى الله عليه وآله والأحداث التي تلتها ، من مصادرة حقه في الخلافة ، ومن ثم انعزاله وانكفاؤه لفترة في منزله وخاصة عند فقد شريكة حياته الزهراء ، ورافقت أباها حينما تولى الخلافة والحكم وصحبته الى الكوفة وبالتالي عايشت الظروف الصعبة القاسية التي مرت بأبيها فترة السنوات الخمس ، من تمرد الناكثين والمارقين والقاسطين ، حيث اضطر الإمام علي لخوض ثلاث معارك مؤلمة : 1 ـ معركة الجمل .
2 ـ معركة صفين .
3 ـ معركة النهروان .
فــلم تكن السيدة زينب بعيدة عن الآم أبيها ومعاناته ، فهي تسمعه أو يبلغها عنه ما كان يخطب به جمهوره على منبر الكوفة وهو يصرخ فيهم موبّخاً معاتباً يستثير همهم ويستنهض حميتهم قائلاً : « يا أشباه الرجال ولا رجال ! .
حلوم الأطفال ، عقول ربّات الحجال ! .
لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرّت ندماً ، وأعقبت سدما ! .
قاتلكم الله ! .
لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظاً ، وجرّعتموني نُغَبَ التهمام أنفاساً ، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان . . »
ويأتيه خبر إحدى غارات معاوية وعبثه وفساده في منطقة الأنبار ، فيمتلئ قلبه حزناً وألماً لما أصاب الناس الآمنين من بطش جيش معاوية ، ويتمنى الموت ولا يراه كثيراً أمام تحمل هذه الآلام والمأسي ، وتسمع زينب أباها وهو يبث همومه ومعاناته قائلاً : « ولقد بلغني أن الرجل منهم ـ من جيش معاوية ـ كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة ، فينتزع حجلها وقلبها ، وقلائدها ورعثها ، ما تمتنع منه الا بالاسترجاع والاسترحام .
فلو ان امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديرا ! .
فياعجباً ! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم » .
ويبلغها عن أبيها موقفه على مصارع خلّص أصحابه في صفين كعمار بن ياسر وهاشم المرقال ، وهو يتضجر من الحياة ويتمنى الموت ،وينشد باكياً :
ألا أيها الموت الذي لست تاركي * ارحني فقد أفنيت كل خليل
أراك بـصيراً بالـذين أحبهم * كأنك تنحو نحوهـم بدليل
ترى و تعاين أباها و قد اشتدت محنتــه وأحاطت به الآلام ، فصار يستعجل الرحيل عن هذه الدنيا وأهلها ، ويتشوق الى لقاء الله لكن عبر أفضل سبيل وأسرع طريق وهو الشهادة ، فهو يكره مغادرة الحياة بموت بارد ساذج ، ويرغب العروج الى الله متوشّحاً برداء الشهادة مضمخاً بدمها الطاهر . . أو ليس هو القائل : « أن أكرم الموت القتل ! » .
والذي نفس ابن أبي طالب بيده ، لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على الفراش في غير طاعة الله » وهو الذي كان يدعو ربه قائلاً :« اللهم . . فارزقنا الشهادة » ؛
وحانت ساعة اللقاء . . واقترب موعد الرحيل . ودنت لحظة الفوز بالشهادة التي طالما انتظرها الإمام . . كان ذلك في فجر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك ( سنة 40 هـ ) .
وشاء القدر أن يكون علي تلك الليلة ضيف ابنته زينب ، وأن ينطلق للشهادة من بيتها . . وتسجل لنا روايات التاريخ بعض اللقطات عن تلك الليلة الخطيرة والساعات الحساسة في بيت العقيلة زينب .
فقد كان الإمام يفطر في شهر رمضان ليلة عند الحسن ، وليلة عند الحسين ، وليلة عند عبدالله بن جعفر زوج زينب ابنته لأجلها ؛ وكانت ليلة التاسع عشر من رمضان حيث يتناول الإمام افطاره عند ابنته زينب ولاحظت أن أباها تلك الليلة كان في وضع استثنائي ، وحال لم تعهده منه ، تقول : لم يزل أبي تلك الليلة قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ، ثم يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء وينظر الكواكب وهو يقول : « والله ما كَذبت ولا كُذبت وانها الليلة التي وعدت بها . . هي والله الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله » . ثم يعود الى مصلاه ويقول :« اللهم بارك لي في الموت ، اللهم بارك لي في لقائك ». ويكثر من قول :« إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . . ويستغفر الله كثيراً » .
تقول السيدة زينب : فلما رأيته في تلك الليلة قلقاً متململاً كثير الذكر والأستغفار أرقت معه ليلتي . . وقلت : يا أبتاه مالي أراك هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد ؟ يا أبا مالك تنعى نفسك ؟ . قال : بنيّة قد قرب الأجل وانقطع الأمل . قالت : فبكيت ثم قال لي : يا بنيّة لا تبكي فإني لم أقل لك ذلك الا بما عهد اليّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
ثم انه نعس وطوى ساعة ثم استيقظ من نومه ، وقال : يا بنيّة اذا قرب الاذان فاعلميني . . ثم رجع إلى ما كان عليه أول الليل من الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله ( سبحانه وتعالى ) . قالت : فجعلت أرقب الأذان فلما لاح الوقت أتيته ومعي إناء فيه ماء ، ثم أيقظته ، فأسبغ الوضوء ، وقام ولبس ثيابه ، وفتح بابه ثم نزل الى الدار وكان في الدار أوزٌ قد اُهدين الى أخي الحسين ، فلما نزل خرجن وراءه ورفرفن ، وصحن في وجهه ، ولم يحدث ذلك من قبل ، فقال عليه السلام : « لا إله إلا الله صوارخ تتبعها نوايح وفي غداة غد يظهر القضاء . فقلت : يا أبتاه هكذا تتطير ؟ قال : يا بنية ما منا أهل البيت من يتطير ولا يتطير به ، ولكن قول جرى على لساني ، ثم قال : يا بنية بحقي عليك الا ما أطلقتيه ، وقد حبست ما ليس له لسان ، ولا يقدر على الكلام ، إذا جاع أو عطش ، فأطعميه واسقيه ، و إلا خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض . قالت: وكنت أمشي خلفه فلما سمعته يقول ذلك ، قلت: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسك منذ الليلة ! ! . قال : يا بنية ما هو بنعاء ولكنها دلالات وعلامات للموت يتبع بعضها بعضاً . . ثم فتح الباب وخرج
وما هي الا فترة بسيطة من الوقت واذا بالسيدة زينب تسمع نعي أبيها علي حيث ضربه عبد الرحمن بن ملجم من أتباع الخوارج بالسيف على هامته حين رفع رأسه من السجدة الأولى من الركعة الأولى لصلاة الصبح ، ووقع الإمام علي في محرابه صريعاً قائلاً :« فزت ورب الكعبة » .
ونقل الإمام الى داره حيث فارقت روحه الحياة بعد يومين من اصابته أي في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك .
وقُبيل وفاته عرق جبينه فجعل يمسح العرق بيده ، فقالت السيدة زينب : يا أبه أراك تمسح جبينك ؟ قال : يا بنية سمعت جدك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إن المؤمن إذا نزل به الموت ، ودنت وفاته ، عرق جبينه ، كاللؤلؤ الرطب ، وسكن أنينه » . فقامت زينب والقت بنفسها على صدر أبيها وقالت : يا أبه حدثتني أم أيمن بحديث كربلاء وقد أحببت أن أسمعه منك . فقال : يا بنية ، الحديث كما حدثتك أم أيمن ، وكأني بك وبنساء أهلك لسبايا بهذا البلد ، خاشعين ، تخافون أن يتخطفكم الناس فصبراً صبراً .
وهكذا ودعت السيدة زينب أباها علياً ، ورزئت بفقده ، ولك أن تتصور مدى الحزن والألم الذي أحاط بها بعد أن فارقت أباها الذي كان ملئ حياتها ووجودها ، وكانت متعلقة به أشد التعلق كما كان يحبها أشد الحب و لكن كما قال أبوها علي عند فقده أمها الزهراء :
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق قليل
وان افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ * دليل على أن لا يدوم خليل
~ قراءة في حياة السيدة زينب بنت علي عليهما السلام ~
الشيخ حسن الصفار
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب مولانا أمير المؤمنين وسيد المتقين علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام
اختي الكريمة
طرح قيم ، بارك الله بكم
مأجورين
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد مولانا أمير المؤمنين وسيد المتقين علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام
جزاك الله خيرا على الطرح القيم
بارك الله بك
رزقكم الله تعالى التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة
------------------ اللهم العن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام لعن عاد وثمود
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكِ يا أم المصائب ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح القيم المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
بحقه وبحق محمد وال محمد
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد