السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم واهلك عدوهم
الحمد لله تعالى رب العالمين ان جعلنا من شيعه علي ع
ابن تيمية يُثبت أنّ الخلافة لعلي بن أبي طالب من حيث لا يدري (حديث التشبيه)
قال ابن تيمية الحرّاني:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وكل من كان به أشبه فهو أفضل ممن لم يكن كذلك والخلافة كانت خلافة نبوة لم تكن ملكا فمن خلف النبي وقام مقامه كان أشبه به ومن كان أشبه به كان أفضل فالذي يخلفه أشبه به من غيره والأشبه به أفضل فالذي يخلفه أفضل".(1)
بناءً على كلام ابن تيمية فمن كان أشبه بالنبيّ صلى الله عليه وآله كان أفضل وأليق بمقام الخلافة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله؛ لنرى هل هذا الأمر ينطبق على أمير المؤمنين علي سلام الله عليه؟
بالطبع منطبق تمام الانطباق -حسب قواعد أهل السنّة والجماعة- بأصح أسانيدهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من خلال حديثين:
أ. حديث التشبيه.
ب. آية المباهلة وكون أمير المؤمنين هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله.
أ. حديث التشبيه
- قال ياقوت الحموي (626هـ) في ترجمة محمّد بن عبد الله المفجع:
" وله قصيدته ذا الأشباه، وسميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في محفل من أصحابه: (إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في همه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنه، ومحمد في هديه وحلمه، فانظر إلى هذا المقبل). فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام" (2).
- قال المحدّث أحمد بن الصديق المغربي:
قال ابن بطة: ثنا أبو ذر أحمد بن الباغندي، أنا أبي، عن مسعر بن يحيى، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي.
مسعر بن يحيى الهدي ذكره الذهبي في الميزان وقال: لا أعرفه وأتى بخبر منكر، ثم ذكر هذا الحديث، وقد عرفت أن النكارة عند الذهبي هي فضل علي بن أبي طالب (3).
- قال الحاكم الحسكاني:
أخبرناه جدي الشيخ أبو نصر بقراءتي عليه من أصل سماعه غير مرة حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المذكي إملاءا، قال: حدثني محمد بن حمدون بن عيسى الهاشمي قال: حدثني جدي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا أبو عثمان الأزدي عن أبي راشد: عن أبي الحمراء قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل علي فقال رسول الله: من سره أن ينظر إلى آدم في علمه، ونوح في فهمه وإبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب (4).
- قال ابن عساكر الدمشقي:
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على سعيد بن محمد البحيري أنا أبو نصر النعمان بن محمد الجرجاني أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سعيد نا محمد بن مسلم بن وارة نا عبيد الله بن موسى العنسي نا أبو عمرو الأزدي عن أبي راشد الحبراني عن أبي الحمراء قال:
قال رسول الله (ص) من أراد أن ينظر إلى ادم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب (5).
- قال الموفق الخوارزمي:
وبهذا الاسناد [الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ] عن أحمد بن الحسين هذا [البيهقي]، أخبرنا أبو عبد الله - الحافظ في التاريخ - حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد حدثني محمد بن مسلم بن وارة حدثني عبد الله بن موسى العبسي حدثنا أبو عمرو الأزدي عن أبي راشد الحبراني عن أبي الحمراء قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد ان ينظر إلى آدم في علمه، والى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، والى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال أحمد بن الحسين البيهقي: لم أكتبه إلّا بهذا الإسناد، والله أعلم (6).
- قال محمد بن طلحة الشافعي:
ما رواه الإمام البيهقي -رضي الله عنه- في كتابه المصنف في فضائل الصحابة يرفعه بسنده إلى رسول الله (ص) أنه قال:
من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام (7).
- قال ابن الصبّاغ المالكي:
ما رواه البيهقي في كتابه الذي صنفه في فضائل الصحابة (رض) يرفعه بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام (8).
- قال القندوزي الحنفي:
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده، وأحمد البيهقي في صحيحه عن أبي الحمراء قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في عزمه وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (9).
- قال محب الدين الطبري:
ذكر تشبيه علي بخمسة من الأنبياء عليهم السلام
عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله (ص): "من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه". أخرجه أبو الخير الحاكمي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله (ص): "من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه وإلى نوح في حكمه وإلى يوسف في جماله فلينظر إلى علي بن أبي طالب". أخرجه الملا في سيرته (10).
ب. آية المباهلة وكون أمير المؤمنين هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله
قال تعالى: " فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِين"(سورة آل عمران، 3 / 61)
- روى الواحدي النيسابوري:
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن الحافظ فيما أذن لي في روايته حدثنا أبو حفص عمر ابن أحمد الواعظ ، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الأشعث، حدثنا يحيى ابن حاتم العسكري، حدثنا بشر بن مهران، حدثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال:
قدم وفد أهل نجران على النبي (ص) العاقب والسيد، فدعاهما إلى الاسلام، فقالا أسلمنا قبلك، قال كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام: فقالا: هات أنبئنا، قال: حب الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه على أن يغادياه بالغداة فغدا رسول الله (ص) فأخذ بيد علي وفاطمة وبيد الحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا، فأقرا له بالخراج فقال النبي (ص) : والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي نارا.
قال جابر: فنزلت فيهم هذه الآية - فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ - قال الشعبي: أبناءنا: الحسن والحسين، ونساءنا: فاطمة، وأنفسنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (11).