اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم عجل فرج مولانا صاحب الزمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}.. لو طبقنا هذهِ الآية في حياتنا، هل يبقى قلق في الحياة؟!.. كل واحد منا هذهِ الأيام لهُ: هاجس، وخوف، وقلق.. كل واحد منا أسير أمرين لا ثالث لهما: إما خوفٌ من المستقبل، أو حزنٌ على الماضي.. هكذا حياتنا؛ مزيج من الخوف والحزن: الخوف مما سيأتي، وهذهِ الأيام الكرة الأرضية ملتهبة، يصبح الصباح وإذا بالعالم قد تغير، لا نعلم ماذا سيحصل؟!.. وهنالكَ حزنٌ على الماضي، من منا راضٍ عن ماضيه؟!.. الإنسان دائماً يقول: لو كانَ كذا، لكانَ كذا.. ولذا جاء في الأدب النبوي قوله -صلى الله عليه وآله و-سلم: (فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا؛ لكان كذا وكذا.. ولكن قل: قدر الله وما شاء الله فعل.. فإن لو تفتح عمل الشيطان).. في عالم المادة لا تقل: لو اشتريت هذهِ القسيمة قبل عشرين سنة، كنت اليوم من أصحاب الملايين؛ نعم هذه الـ(لو) لو شيطانية؛ أما إذا قلت: لو قمت بهذا العمل الرحماني لكانَ كذا؛ هذه الـ(لو) لو رحمانية؛ لأنَ التدارك ممكن.. فالذي يقول: لو كنت أحسنت علاقتي مع زوجتي، لما كنت الآن كذا وكذا!.. ما عليه إلا أن يحسم أمره من الآن، ويرفع عنه سوء المزاج والحدة والغضب.. في القضايا الإلهية، رب العالمين يقبل التوبة من عباده، ويكفر السيئات.
فإذن، إن كل واحدٍ منا إما أنه يعيش: حالة الخوف، أو حالة الحزن.. والقرآن الكريم يقول: إن أردت أن تتخلص من هذين الكابوسين، عليك بقوله سبحانه وتعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.. فالولي هو الذي لا يخاف ولا يحزن، أما أبناء الدنيا فكلهم خوف، وكلهم حزن؛ لأنهم لم يرتبطوا بالمطلق، لم يرتبطوا بالحي القيوم.. النبي الأكرم (ص) كان العدو خلفه، والغار أمامه، فدخل الغار، وإذا بالعنكبوت تنسج بيتها، والحمامة تضع بيضها.. ربُ العالمين إن أرادَ أن يوجد المخرج، هكذا يفعل.. {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}:
لاحرمتم نصرة صاحب العصر والزمان عليه السلام
تحية لكم موفقين
الســـــــراج