
اللّهمّ صلِّ على الامام الوصي والسيد الرضي والعابد الأمين علي بن الحسين زين العابدين إمام المؤمنين ووارث علم النبيين، اللّهمّ اخصصه بما خصصت به اولياءك من شرائف رضوانك، وكرائم تحياتك، ونوامي بركاتك، فلقد بلغ في عبادته، نصح لك في طاعته، وسارع في رضاك، وسلك بالأمة طريق هداك، وقضى ما كان عليه من حقك في دولته، وادّي ما وجب عليه في ولايته حتى انقضت ايّامه وكان لشيعته رؤوفاً وبرعيّته رحيماً، اللّهمّ بلّغه منا السلام واردد منه علينا السّلام والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته،

لقد إعتاد الشيعة في كل محرم على سماع بعض الجمل والكلمات من خطبة الإمام زين العابدين (عليه السلام ) ... الخطبة التي أبكت العيون ... وأوجلت القلوب
ما إن نسمع هذه الكلمات (( أنا إبن محمد المصطفى ... ))
فنعرف فوراً إنها كلمات مولانا السجاد (ع) ...
فيا ترى ما فائدة هذه الخطبة العظيمة ... التي في كل محرم نستلهم معانيها ..فهذا محور البحث لباقتنا السجادية الأولى ...
~*~*~خطبة الإمام السجّاد عليه السّلام في مجلس يزيد ~*~*~
قال الإمام عليّ بن الحسين عليه السّلام: يا يزيد، إئْذَنْ لي أن أصعد هذه الأعواد ( أي المنبر ) فأتكلّم بكلماتٍ للهِ فيهنّ رضىً ولهؤلاء الجلساء فيهن أجرٌ وثواب. فأبى يزيد عليه ذلك، فقال الناس: يا.. إئذَنْ له فَلْيصعد المنبر؛ فلعلّنا نسمع منه شيئاً! فقال يزيد: إن صَعِد لم ينزل إلاّ بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان! فقيل له: يا.. وما قَدْرُ ما يُحسِن هذا ؟! فقال يزيد: إنّه مِن أهل بيتٍ قد زُقُّوا العلمَ زقّاً.
قال الراوي: فما يَزالون به حتّى أذِن له، فصعد المنبر، فحَمِد الله وأثنى عليه، ثمّ خطب خطبةً أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب..
ثمّ قال: أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع، أُعطينا: العلمَ والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفُضِّلْنا: بأنّ منّا النبيَّ المختار محمّداً، ومنّا الصدِّيق ( أي أمير المؤمنين عليّ )، ومنّا الطيّار ( أي جعفر )، ومنّا أسد الله وأسد رسوله ( أي حمزة )، ومنّا سبطا هذه الأمّة ( أي الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين ). مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني أنبأتُه بحسبي ونسبي.
أيًّها الناس، أنا ابنُ مكّةَ ومِنى، أنا ابنُ زمزمَ والصَّفا، أنا ابنُ مَن حَملَ الركن بأطراف الرِّدا ( أي أنا ابن النبيّ )، أنا ابن خير مَن ائتزر وارتدى، أنا ابن خير مَن انتعل واحتفى، أنا ابن خيرِ مَن طاف وسعى، أنا ابنُ خير مَن حجّ ولبّى، أنا ابنُ مَن حُمِل على البُراق في الهواء، أنا ابن مَن أُسرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابنُ مَن بلَغَ به جبرئيلُ إلى سِدرة المنتهى، أنا ابنُ مَن دَنا فتدلّى، فكان قابَ قوسَينِ أو أدنى، أنا ابنُ مَن صلّى بملائكة السماء، أنا ابن مَن أوحى إليه الجليلُ ما أوحى، أنا ابن محمّدٍ المصطفى.
أنا ابنُ عليٍّ المرتضى، أنا ابن مَن ضرَبَ خَراطيمَ الخَلْق حتّى قالوا: لا إله إلاّ الله، أنا ابن مَن ضرب بين يدَي رسول اللهِ بسيفَين، وطعن برمحَين، وهاجَرَ الهجرتين، وبايع البيعتين، وقاتَلَ ببدرٍ وحُنَين، ولم يكفر بالله طَرْفةَ عين، أنا ابنُ صالحِ المؤمنين ( أي عليّ بن أبي طالب )، ووارثِ النبيّين، وقامعِ الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزينِ العابدين، وتاجِ البكّائين، وأصبرِ الصابرين، وأفضل القائمين مِن آل ياسينَ رسول ربِّ العالمين. أنا ابن المؤيَّد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتلِ المارقين والناكثين والقاسطين، والمجاهدِ أعداءه الناصبين، وأفخرِ مَن مشى مِن قريشٍ أجمعين، وأوّلِ مَن أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين، وأوّلِ السابقين، وقاصمِ المعتدين، ومُبيدِ المشركين، وسهمٍ مِن مَرامي الله على المنافقين، ولسانِ حكمةِ العابدين، وناصرِ دِين الله، ووليِّ أمر الله، وبستانِ حكمة الله، وعيبة علمه. سَمحٌ سخيٌّ بهيّ، بُهلولٌ زكيّ أبطحيّ، رضيٌّ مِقدامٌ همام، صابرٌ صوّام، مهذَّبٌ قَوّام، قاطعُ الأصلاب، ومُفرِّق الأحزاب، أربطُهم عِناناً، وأثبتُهم جَناناً، وأمضاهم عزيمة، وأشدّهم شكيمة، أسدٌ باسل، يَطحنُهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنّة، وقَرُبت الأعنّة، طَحْنَ الرَّحى، ويذروهم فيها ذَرْوَ الريح الهشيم، ليثُ الحجاز، مكّيّ مدنيّ، خَيفيٌّ عَقَبيّ، بَدريٌّ أُحُديّ، شَجَريٌّ مُهاجريّ، مِن العرب سيّدُها، ومِن الوغى ليثُها، وارثُ المشعرَين، وأبو السبطَين، الحسن والحسين، ذاك جَدّي عليُّ بن أبي طالب.
قال: أنا ابن فاطمةَ الزهراء، أنا ابن سيّدة النساء.. فلم يزل يقول: أنا أنا، حتّى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشِيَ يزيدُ لعنه الله أن ينقلب الأمر عليه، فأمر المؤذّنَ فقطع عليه الكلام
فلمّا قال المؤذّن: اللهُ أكبر، الله أكبر.. قال عليّ: لا شيءَ أكبر من الله. فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله.. قال عليّ بن الحسين: شَهِد بها شَعري وبَشَري، ولحمي ودمي.
فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله.. التفتَ مِن فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمّدٌ هذا جَدّي أم جَدُّك يا زيد ؟! فإن زعمتَ أنّه جَدُّك فقد كذبتَ وكفرت، وإن زعمتَ أنّه جَدّي فلِمَ قتلتَ عترته ؟!

~*~*~*~ثانياً : محور البحث~*~*~*~
فمحور البحث الآن يدور حول فوائد خطبة الإمام السجاد (ع) فما الفائدة منها ؟؟؟
أولاً : أنها كسرت غرور وكبرياء وتعالي يزيد (لعنه الله) وجعلته ينهزم أمام الناس خجلاً مخذولاً منكوباً .
ثانياً : أنها أيقضت أهل الشام من سباتهم ونبهتهم من غفلتهم وأرشدتهم إلى الهداية وعّرفتهم حقيقة الأمر من مظلومية وفضائل أمير المؤمنين علي (ع)
ثالثاً : أنه (عليه السلام ) ركّز على ذكر بعض مصائب كربلاء والسبي في خطبته فصار ذلك سبباً لمقت بني أمية ومقدمة لقيام الثورات ضدهم .
رابعاً : قد عملت الخطبة عملها وضربت الحصار على يزيد وأجبرته أن يغيّر أسلوبه الجاف مع أهل البيت (عليهم السلام) ويتنازل عن طبعه القاسي -مؤقتاً- بسبب الضغط الجماهيري والتعاطف العام مع مأساة الحسين (عليه السلام ) وأهل بيته .
ومن هذه النقاط الأربع يتبين لنا بأن أمامنا السجاد (عليه السلام) لم يؤثر عليه مرضه وفترة الأسر التي مر بها ...
بل بواسطة كلماته أفشل جميع مخططات معاوية ويزيد الذي سعوا عدة سنين لتأسيسها ,,, ولم يخف جهداً لتشويه صورة أمير المؤمنين (عليه السلام ) الذي سعى إليها معاوية من سب الإمام علي (ع) من على المنابر ومصادرة فضائله
فأستطاع الإمام زين العابدين (عليه السلام ) أن يقلب المعادلة كلها ويجعل النتائج عكسية في صالح الأمة الإسلامية عموماً وفي صالح أهل البيت (عليهم السلام ) على وجه الخصوص

~*~*~ بعض من أقوال الإمام السجاد (ع) ~*~*~
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام)
(من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا )
قيل للإمام السجاد من أعظم الناس خطرا فقال (عليه السلام): من لم ير الدنيا خطرا لنفسه.
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل.

إنـت مـن تـقره الصحيفه تدرك السر ابدعائه
ايـناجي ربه ابدمعه تجري و يلتمس عطفه ابرجائه
كـل ذنـب ما عنده هوه و يندعي ابحالة بكائه
و الـجـليل الجده أوهب رحمته و أرضه و سمائه
لا عـن ذنـب لا خوف.. يدعي ابقلب ملهوف
هـالـعـبـره لـلأيـام.. شاف اشكثر آلام


، سمعت عمارة بن يزيد، قال: حدثني إبراهيم بن سعد، قال: لما كانت وقعة الحرة، وأغار الجيش على المدينة وأباحها ثلاثا وجه بردعة الحمار صاحب يزيد بن معاوية، في طلب علي بن الحسين - عليه السلام - ليقتله أو يسمه، فوجدوه في منزله، فلما دخلوا [ عليه ] ركب السحاب، وجاء حتى وقف فوق رأسه، وقال: أيما أحب إليك تكف أو آمر الارض أن تبلعك ؟ قال: ما أردت إلا إكرامك والاحسان إليك، ثم نزل عن السحاب، فجلس بين يديه، فقرب إليه أقداحا فيها ماء ولبن وعسل، فاختار علي بن الحسين - عليهما السلام - لبنا وعسلا، ثم غاب من بين يديه حيث لا يعلم

الـعـابـد الـمـخلص تعرفه لمن إتميزه صفاته
موقفه و حرصه اعله دينه مو فقط صومه و صلاته
خـاشـع و ثـابت يقينه و متصل بالباري ذاته
عـن عـلي السجاد أخبرك بالصبر خلص حياته
إتـعـده الـصـبر أيوب.. حزن النبي يعقوب
خـل تـكـتـب الأقلام.. شاف اشكثر آلام

لا يجوز نقل الموضوع دون ذكر المصدر منتديات سماحه السيد الفاطمي دام ظله الوارف
قام على العمل خادمات الامام الحسين عليه السلام دموعي حسينيه -افتخاري انتمائي لعلي