
الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه...
يا الله
لبيك يا رسول الله
اشرع على بركة الله بالحلقة الاولى والتي سيكون محورها وبعض الحلقات القادمة بشرح بعض القوانين قبل الشروع بالبحث .
القانون الاول : قانون الاختبار والتمحيص
ان الله تعالى حكيم ، بل هو خير الحاكمين ، فالله تعالى بعظيم حكمته ، وحسن تدبيره ، يعطي لكل صاحب حق حقه ، ولا ينقص من حقه شيئا ، وهذا مبرهن عليه في عدة علوم ، لست هنا بصدد اثباته ، بل هو مقدمة لما نريد ان نقول .
فالحكمة اللامتناهية والعطاء اللامتناهي يقتضي ان يحصل كل فرد على استحقاقه من العطاء الالهي ، ولكنه بقدر فلا يسوي الاعمى ، ولا البصير ، ولا الطيب ، ولا الخبيث ، وهذا قانون القران الكريم في قوله تعالى : ( قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تتفكرون) ، وهذا التمايز ليس اعتباطيا لو صح التعبير ، بل هو عين الحكمة الالهية التي جعلها الله تعالى لعباده ، والقانون الذي يميز الفرد المنتج عن غيره هو قانون الاختبار والتمحيص ، وهذا القانون كان ولازال ساري المفعول من اول الخليقة الى يومنا هذا ، بل الى نهاية البشرية ، وعلى ضوء هذا القانون ياخذ كل ذي حق حقه ، اذن علينا الان ان نتعرف على قانون الاختبار والتمحيص الالهي ، ومن ثم نرى سريان تطبيقه على البشرية الى يومنا هذا ، وبعدها نرى النتائج المترتبة على هذا القانون :
قانون الاختبار والتمحيص : الاختبار هو الامتحان ، والتمحيص هو التنقية وابعاد الرديء ويمكن لنا ان نستدل لهذا القانون بالاية القرانية : ( ليقضي الله امر كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حي عن بينة ) .
فاذا عرفنا القانون نسال سؤالا :هل طبق هذا القانون سابقا ام لا ؟
ياتي الجواب بالتاكيد على تطبيقه ، والا يلزم ان تكون الخليقة منذ البداية تعيش في طيش وتيه ، وهذا خلاف الحكمة الالهية التي عرفناها من خلال ارسال الانبياء والاوصياء لهداية الخلق وارشادهم ، وما حدث من اختبار وتمحيص في زمانهم فزل من لم يكن مستحقا ونجى من كان مستحقا ، والقران حافل بقصصه في قضايا الاختبار والتمحيص التي كان يعيشها الانبياء مع اقوامهم ، واستمر الاختبار والتمحيص مع استمرار الخليقة ، ولكنه كلما مر الزمان زاد الاختبار والتمحيص ، فصح القول ( كلما اقتربنا من عصر الظهور زاد البلاء وزاد الاختبار وبالتالي اصبح التمحيص صراطا مستقيما لا يجوز عليه احد الا من محص الله قلبه بالايمان ) ، والدليل على ان الاختبار والتمحيص كان ساريا المفعول سابقا وفي زمن الظهور سيتحقق ويكون بشكل اصعب : يقول الولي الطاهر محمد الصدر (قدس) : ( وتستمر التربية جيلا بعد جيل على هذا الاساس يتزايد خلالها هؤلاء المخلصون ، كما يتطرف العديدون الى جانب الظلم والانحراف ، حتى ياتي اليوم الذي يتوفر العدد الكافي من هؤلاء المخلصين لقيادة اليوم الموعود وتنفيذه ، وعندئذ يكون الوعد الالهي ضروري التطبيق بعد توفر شرائطه الثلاثة ، ومعه نستطيع ان نفهم بكل وضوح مدى ارتباط يوم الظهور الموعود بالتخطيط العام للبشرية ، فانه في الحقيقة هو هذا اليوم الذي يتحقق فيه السبب الرئيسي لايجاد العبادة الكاملة لله تعالى في خلقه ، وبايجاده يتحقق الهدف الاسمى لخلق البشرية ككل ، اذا فيوم الظهور ليس يوما ولا عرضا عارضا ولا ظاهرة مؤقتة ، انما هو النتيجة الطبيعية المقصودة لله عز وجل من خلقه وعلى طريقه كانت جهود الانبياء والاولياء والشهداء اولئك الاعاظم الذين لم تتكلل جهودهم بالنتيجة الاساسية المامولة في عصورهم ، بل بقيت مذخورة ومخططة لليوم الموعود ) .
الان وقد وصلنا الى النتيجة النهائية للتمحيص والاختبار ، واثره في عصر الظهور ، فيمكن ان اقول انني سمعت المولى المقدس محمد الصدر (قدس) في احد لقاءاته يقول : ( ان إتباعي وتقليدي توفيق من الله ) فافهم من هذه الجملة مفهوما وهو من لم يكن متبعا للحق لم يكن موفقا واكيدا من كان متبعا للحق كان ممحصا ، وانا عن نفسي اقول من نجح مع محمد الصدر في التمحيص فانه سينجح مع الحجة القائم ( عليه السلام) .
الحلقة الثانية تاتي باذن الله
هبة الله

لَكُمْ مِنَا خَاْلِصُ الْدُعَاءْ ..
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
