
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وعندما أدخلوا الإمام السجاد(عليه السلام) على ابن زياد سأله من أنت؟ فقال: «أنا عليّ بن الحسين»، فقال له:
أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين؟
فقال علىّ(عليه السلام): «قد كان لي أخ يسمّى عليّاً قتله الناس، فقال ابن زياد:
بل الله قتله، فقال عليّ بن الحسين(عليه السلام):
(الله يتوفّى الأنفس حين موتها)، فغضب ابن زياد
وقال: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للردّ عليّ؟! اذهبوا به فاضربوا عنقه .
فتعلّقت به عمّته زينب وقالت:
ياابن زياد، حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت:
لا والله لا اُفارقه فإن قتلته فاقتلني معه، فقال لها علىّ(عليه السلام): اسكتي يا عمّة حتى اُكلّمه، ثمّ أقبل عليه فقال:
أبالقتل تهدّدني ياابن زياد؟
ما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟
ثمّ أمر ابن زياد بعلي بن الحسين(عليه السلام) وأهل بيته فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم، ولمّا أصبح ابن زياد أمر برأس الحسين(عليه السلام) فطيف به في سكك الكوفة كلّها وقبائلها، ولمّا فرغ القوم من الطواف به في الكوفة ردّوه إلى باب القصر .
ثمّ إنّ ابن زياد نصب الرؤوس كلّها بالكوفة على الخشب، كما أنّه كان قد نصب رأس مسلم بن عقيل من قبل بالكوفة.
وكتب ابن زياد إلى يزيد يخبره بقتل الحسين(عليه السلام) وخبر أهل بيته .
كما بعث إلى عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة ـ وهو من بني اُمية ـ يخبره بقتل الحسين(عليه السلام).
ولمّا وصل كتاب ابن زياد إلى الشام أمره يزيد بحمل رأس الحسين(عليه السلام) ورؤوس من قتل معه إليه، فأمر ابن زياد بنساء الحسين(عليه السلام) وصبيانه فجُهِّزوا، وأمر بعليّ بن الحسين(عليهما السلام) فغُلّ بغِلٍّ إلى عنقه، ثمّ سرّح بهم في أثر الرؤوس مع مجفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن، وحملهم على الأقتاب، وساروا بهم كما يسار بسبايا الكفار، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرؤوس، فلم يكلّم عليّ بن الحسين(عليه السلام) أحداً منهم في الطريق بكلمة حتى بلغوا الشام .
ومن هنا ليس أمراً عجيباً أن نقرأ في كتب التأريخ أنّ شيخاً شامياً دنا من الإمام السجاد(عليه السلام) عند دخول سبايا آل محمّد(صلى الله عليه وآله) الشام وقال له: الحمد الله الذي أهلككم وأمكن الأمير منكم.
فقال له الإمام(عليه السلام): يا شيخ أقرأت القرآن ؟
فقال الشيخ: بلى.
فقال له الإمام(عليه السلام): أقرأت (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى)؟
فقال الشيخ : بلى.
فقال له الإمام(عليه السلام): فنحن القربى، يا شيخ!
ثمّ قال له: فهل قرأت (وآتِ ذا القربى حقّه)؟
قال: قد قرأت ذلك.
قال(عليه السلام): فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت هذه الآية: (واعلموا أنّما غنمتم من شيء فإنّ لله خمسه وللرسول ولذي القربى)؟
قال: نعم.
قال الإمام(عليه السلام): نحن القربى.
يا شيخ! هل قرأت (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)؟
قال الشيخ: بلى.
قال له الإمام(عليه السلام): نحن أهل البيت الذين اختصّنا الله بآية الطهارة.
قال الشيخ: بالله إنّكم هم؟!
قال الإمام(عليه السلام): تالله إنّا لنحن هم من غير شكٍّ وحقِّ جدِّنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) إنّا لنحن هم.
فبكى الشيخ ورمى عمامته، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهمّ إنّي أبرأ اليك من عدوّ آل محمّد.
وذكر المؤرّخون أنّه لمّا قدم عليّ بن الحسين(عليه السلام) وقد قُتل الحسين بن علىّ(عليه السلام) استقبله ابراهيم بن طلحة بن عبيد الله وقال: يا عليّ بن الحسين، من غلب؟ وهو مغطٍّ رأسه وهو في المحمل، فقال له عليّ بن الحسين: إذا أردت أن تعلم من غلب ودخل وقت الصلاة فأذّن ثمّ أقم.
لقد كان جواب عليّ بن الحسين(عليه السلام) أنّ الصراع إنّما هو على الأذان وتكبير الله تعالى والإقرار بوحدانيّته وليس على رئاسة بني هاشم، وأنّ استشهاد الحسين والصفوة من أهل بيته وأصحابه هو سبب بقاء الإسلام المحمّدي وثباته أمام جاهلية بني اُميّة ومن حذا حذوهم ممّن لم يذوقوا حلاوة الإيمان والإسلام.

أو ضـمـيـري تـستعر ناره وغالي
گبـل چان الـدمـع نـاشف وغالي
رخـصـت الـدمـع من غصبن عليه

(1) كلام الصخرة .

حدثني خليفة بن هلال، قال: حدثنا أبو نمير علي بن يزيد، قال: كنت مع علي بن الحسين - عليهما السلام - عندما إنصرف من الشام إلى المدينة، فكنت أحسن إلى نسائه واتوارى عنهم عند قضاء حوائجي )، فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشئ من حليهن، فلم آخذه، وقلت: فعلت هذا لله عزوجل، فأخذ علي بن الحسين - عليهما السلام - حجرا أسودا صماء، فطبعه بخاتم ثم قال: خذه وسل كل حاجة .

كـم لـقيتُ من البلاء .... مذ رأت عيني كربلاء
أنـا إبنُ من .... أنا إبنُ من .... أنا إبنُ مكةَ و منى
يـالـتـنـاشـدنـي شخبرك جم مرامي المر عليه
عـن عـلـل جسمي أسولف لو مصاب الغاضريه
آنـه مـا رمـيـه الـخطتني ولا عفت عيني الرزيه
مـصرع ابمصرع شهدته و أهلي صرعه اعله الوطيه
أوقدت قلبي النائبات .... أوهنت عظمي المعضلات
قـيـدونـي قـيـدونـي .... أنا إبن مكةَ و منى

ياغياث المستغيثين أغثني بتاج البكائين علي بن الحسين أدركني
********
ياغياث المستغيثين أغثني بـ سيد الساجدين علي بن الحسين أدركني
ياغياث المستغيثين أغثني بـ زين العابدين علي بن الحسين أدركني
********
ياغياث المستغيثين أغثني بـ عليل كربلاء علي بن الحسين أدركني
ياغياث المستغيثين أغثني بـ أسير كربلاء علي بن الحسين أدركني
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
