يقول السيد حسن شير زاد:
من النعم الجلية التي حظيت بها في حياتي, هي مجاورة بيت الإمام, فمنذ وعيت كنا نسكن في محلة " يخجال قاضي " في مدينة الشهادة والثورة قم, وهي المحلة التي يقع فيها بيت الإمام, وذكرياتي عنه ترجع إلى ما قبل حوادث سنة 1342 " هـ. ش, 1963م", وقد لا أستطيع ـ بحكم صغر سني يومذاك ـ أن أتحدث عن عظمة شخصيته بكل أبعادها وصفاتها المعنوية والإلهية السامية, ولكنها رغم ذلك نفذت أبعادها إلى أعماق روحي وقلبي منذ طفولتي إلى درجة أصبح معها الإمام أسوة كاملة لي في مراحل حياتي اللاحقة لقد كان الإمام شديد الإلتزام بالمسائل الشرعية في أبسط الشؤون الحياتية, كما كان يتابع القضايا الاجتماعية, وكنت أشعر ـ حتى في طفولتي ـ بالهيبة والوقار الخاص متجلين فيه, ولذلك لم نستطع مثلاُ التحديق في عينيه أبداً بل وحتى النظر المباشر لهما, ولو لفترة قصيرة, ورغم أننا كنا نلتقيه باستمرار في الأماكن العامة والمساجد لكننا كنا نهاب حتى من أن نكلمه أو أن نتحدث في محضره, وعندما كنت طفلاً ألعب مع الأطفال, كنا غالبا نعرف بقدومه من صوت الطلبة الذين كانوا يطرحون عليه أسئلتهم عند سيرة في الزقاق, وعندها كنا نقطع لعبنا أو حديثناً ونقف جانباً فإذا وصل إلينا سلمنا عليه.
يسير بوقار ورزانة
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي الدواني:
في بداية دخولي الحوزة تعرفت في ساحة المدرسة الفيضية على سيد لم يكن معمماً يومئذ اسمه السيد مصطفى، وكنت أراه يأتي ويذهب من المدرسة دائماً برفقة سيد وقور للغاية يسير برزانة وسكينة يرتدي ملابس مرتبة ويديم الإطراق إلى الأرض, فسألته يوماً عن هذا السيد الجليل فقال: إنه أبي.
ولا يلتفت أثناء مشيه
آية الله الشيخ محمد اليزدي:
كان الإمام يتميز عن بعض أساتذة الحوزة بوقار خاص, كان يمشي بوقار وطمأنينة مشهودة دون أن يلتفت يميناً أو شمالاً لكي يرى من ما حوله أو يتفرج على الغادين والرائحين, وكان ينتقل عادة مشياً على الأقدام, وكل ذلك كان يشكل علامة لسمو روحه وبهذا كان يقدم للطلبة درساً علمياً فيما ينبغي أن يكونوا عليه.
قبسات من سيرة الإمام الخميني الحياة الإجتماعي