
الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه...
يا الله
لبيك يا رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بهذه الحلقة اختم ما تناولته من قوانين تخص بحثنا وتعتبر بدايته .
الله تعالى خلق الخلق من اجل انفسهم ، حيث قال : تقدست اسمائه ، كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق كي اعرف .
فحينما خلقهم وعرفهم كيف يكون الخالق . قال لهم ايضا : ( ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) ، فبعد المعرفة فرض عليهم العبادة والطاعة وقام بارسال الانبياء واحدا بعد الاخر اولهم نبينا ادم عليه السلام واخرهم خاتمهم محمد بن عبد الله( صلى الله عليه واله ) ، وكانت مسيرتهم الطويلة هداية البشرية الى جادة الصواب ، وقد بذلوا جهودا جبارة في ذلك ، كلفت الاعم الاغلب منهم حياتهم وحياة مقربينهم ، وللاسف الشديد لم تكن الامم تستحق تلك الجهود التي بذلوها من اجلهم فبادروا بالقتل تارة والحرق اخرى وبالتهجير والتشهير والنفي وما الى ذلك ، مما جرى على انبياء الله عليهم السلام ، حتى جاء المؤسس الاسلامي العظيم الرسول الكريم ( صلى الله عليه واله) فوضع اسس الدولة الخاتمة وهي دولة الاسلام وعاش فيهم طويلا وقد نجح رغم المصاعب في تاسيس الاركان الرئيسية للدولة الخاتمة ، ولكن الامة لم تكن في ذلك الوقت الا كسابقتها من الامم التي لم تقدر قيمة انبيائها ، فشهروا بالنبي واذوه حتى قال ما اؤذي نبي كما اوذيت في حياته وبعد استشهاده ، وبقيت الامة في عنجهيتها وغيها الى ان ذهب النبي صلى الله عليه واله الى ربه وقد فاتتهم في ذلك الفرصة الكبرى والغاية المنشودة التي خلقوا من اجلها ، وكان عليهم ان يندموا ندما كبيرا على ما اقترفوا ، وان يصححوا تلك الاخطاء السابقة ولكنهم ازدادوا الطين بلة ، فحدثنا القران عما كان حالهم بعد رحيل نبيهم حيث قال تعالى : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل فان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ) ، ولما كان هذا هو حال الامة الخاتمة بعد وفاة مؤسسها وقائدها الاعظم، ولم تصل الى التكامل الذي طلبه الله تعالى منهم ، الا القليل منهم ، فارفدهم بعلمه القديم خلفاءه تقاة انقياء اصفياء لهذا المؤسس العظيم فكانوا الائمة عليهم السلام ، فارسل منهم اثني عشر اماما هداة دعاة الى الله وقادة وسادة وامناء الرب في العبادة قد بذلوا الغالي والنفيس من اجل دين الله ، ولكن الامة لم تسعفهم بل ظلمتهم وقتلتهم وشردتهم وسجنتهم وسمتهم حتى استشهد منهم احد عشر اماما بالقتل تارة وبالسم اخرى ، وبقي اخرهم وخاتمهم ، وهو الامام الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف ، الذي يملىء الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا، ولكنه غائب تلقاء الجور الذي لحق به وباهل بيته من ذراري اهل الظلم والطغيان فصار الثاني عشر من الائمة هو امل الانبياء وامل كل الائمة فهو الوريث الشرعي الوحيد لهذه الخليقة وبتعبير المولى المقدس محمد الصدر ( كان الامام المهدي ثمرة جهود الانبياء ) وكان كل الانبياء والائمة يمهدون لذلك اليوم الذي سيحكم فيه الامام المهدي عليه السلام والذي سيسود الخليقة السلم والسلام والاسلام عندها ، وهو القائل في اول خطاب له ( فانا بقية ادم وذخيرة نوح ومصطفى ابراهيم وصفوة محمد ، الا من حاجني بكتاب الله فانا اولى الناس بكتاب الله ، ومن حاجني في سنة رسول الله صلى الله عليه واله ، فانا اولى الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسيرته ) فحقا كان الامام المهدي عليه السلام هو امل الانبياء والائمة المعصومين عليهم السلام ووريثهم الشرعي الوحيد في الرسالة الالهية حتى نهاية البشرية ، فلابد ان ناخذ دورنا الحقيقي مع هذا الامام المعصوم وهو دور التمهيد لدولة العدل الالهي ولا نكون كما كان اصحاب الانبياء عليهم السلام ودورهم السلبي مع انبيائهم .
القصة الاولى تاتي في الحلقة السادسة ان شاء الله .
هبة الله

لَكُمْ مِنَا خَاْلِصُ الْدُعَاءْ ..
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
