السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الهم العن ظالمي الزهراء ابد الابدين
لماذا جاء الشيخان يعتذران للزهراء صلوات الله عليها؟
النصوص الدالة على مبادرتهم للإعتذار
قال أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) في سننه الكبرى ج:6 ص: 301: ح12515: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور ثنا أبو ضمرة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال ثم لما مرضت فاطمة رضي الله عنها أتاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فاستأذن عليها فقال علي رضي الله عنه يا فاطمة عليها السلام هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت أتحب أن آذن له قال نعم فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت هذا مرسل حسن بإسناد صحيح، وراجع أيضاً، الاعتقاد ج:1 ص: 353 و سير أعلام النبلاء ج:2 ص: 121.
التناقض
عجيبٌ من البيهقي يذكر هذا الحديث وتصحيحه له أعجب من ذلك، هذا وقد أخرج هو نفسه ما يناقض هذا في في ح12513 ، قبل ذكر هذا الحديث، وقال: رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان..!!
عندما يقرأ أحدكم هذا النقل والذي يخفي بين طياته مالا تحمد عقباه من الحقائق الثابتة حتى في الكتب الصحاح، مولاتنا الزهراء عليها السلام إستشهدت وهي واجدة على أبي بكر ، ولا أطيل، أذكر لكم ما نقلته كتبهم الصحاح في هذا الشأن، وأكتفي بما جاء به البخاري في صحيحه ج:4 ص: 1549: ح3998 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة ثم أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة عليها السلام منها شيئا فوجدت فاطمة عليها السلام على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا(1) ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة عليها السلام فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس.إنتهى!......(2)...!!
حقيقة الأمر
ذكر الحديث نفسه لا يأتي من فراغٍ ، وذكره بعكس الحق والحقيقة، التي نعرفها من وجد وحمق على أبي بكر وعمر، فهذا يدعونا للنظر والتأمل.
فقد ذكر ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 281، في كتابه الامامة والسياسة ج 1 : ص31، تحقيق الشيري، تحت عنوان : كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وعيادة الشيخين فاطمة عليها السلام في مرض وفاتها، فكان من أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه:
يصيح ويبكي وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.
فقال عمر لأبي بكر رضي الله عنهما : انطلق بنا إلى فاطمة عليها السلام فإنا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة عليها السلام فلم تأذن لهما فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام
فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : " لا نورث ما تركنا فهو صدقة "
فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟
قالا : نعم .
فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة عليها السلام من رضاي وسخط فاطمة عليها السلام من سخطي فمن أحب فاطمة عليها السلام ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة عليها السلام فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة عليها السلام فقد أسخطني ؟ "
قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم
قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه
فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة عليها السلام ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق
وهي تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها
ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي(3)..إنتهى!!......(4)...!!
إذاً أظهرت الأخبار (الصحيحة) بأن أبا بكر وعمر قد جاءا للزهراء صلوات الله عليها يعتذران عمَّا كان منهما!!
الأسئلة
والـسـؤال الـذي يـنـتـظـر الإجـابـة بـمـجـرد ذهـابـهـمـا لـيـعـتـذرا:
لـماذا ذهـبا لـلـزهـراء صـلـوات الله عـلـيهـا يـعـتـذران..؟؟ وعـلـى مـاذا يـعـتـذران..؟؟
فـإن قـلـتـم بـأنـهـمـا يـحـتـرمـانـهـا ولـذلـك بـادرا إلـيـهـا بـنـفـسـيـهـمـا، وذهبا لمنزلها، لـنـا أن نـسـأل:
إذا كـان كـذلـك، فـكـيـف بهـمـا يـسـألانـهـا أن تـرضـى عـنـهـمـا، ولـيـس هـي مـن تـتـرضـاهـمـا إن كانت مخطئة كما تزعمون -وحاشاها-..؟؟
وإن خـطَّـأتـمـوهـا –وحـاشـاهـا- فهذا يعني بأنها ظالمة –والعياذ بالله- حتى أنها لا تبادر للإصلاح والإعتذار والإعتراف بخطأها، بل تقابلهما بهذه المقابلة الجافة، فجاء في المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 272: ح7617 أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا زياد بن الحباب ثنا علي بن مسعدة الباهلي عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه..إنتهى، فأين توبتها إن كانت خاطئة، والله تعالى يقول في حقها: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا...آية 33 من سورة الأحزاب..!!
ثـم لـمـاذا هـذا الإصـرار عـلـى طـلـب الإعـتـذار مـن قـبـلـهـمـا فـي ذات الـمـوقـف، حـتـى كـان مـا كـان منهما..؟؟
أليس لأنـهـمـا أذنـبـا بـحـقـهـا وظـلـمـاها......(5) ، حتى بكى أبو بكر بكاء الفاقدين وكادت روحه أن تزهق، حتى بدى الندم منهما عند الإحتضار......(6)...؟؟
أرجو الإجابة على هذه الأسئلة!!
آآآآآآآآآآآه ما أعظمك وما أعظم آياتك يا زهرااااء، خذوها غير مأسوفٍ عليكم: فَدُونَكَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً. تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَ الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ ما تَخْسِرُونَ، وَلا يَنْفَعُكُمْ إذْ تَنْدَمُونَ، وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ..!!
نصرة وفداءً لتراب نعل سيدتي ومولاتي فاطمة الطُّهْر صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الطيبين الطاهرين الميامين المعصومين،،،
لبيك يا أماه يا زهراء