كيف تتألف القلوب؟ يحكى عن المرحوم السيد أبي الحسن الأصفهاني (قدس سره) انّه أرسل وكيلاً إلى أحد المناطق الشمالية في العراق، لإرشاد الناس وتعليمهم المسائل والأحكام، وكان هناك شيخ عشيرة في المنطقة، فقام بمعارضة الوكيل أشد المعارضة حتى عجز عنه الوكيل، فراجع الوكيل حاكم المنطقة ليمنع منه الشيخ.
فقال الحاكم: اني لا أقدر على منع هذا الشيخ عنك لعشيرته الكبيرة، فان أردت ذلك فقل للسيد أبي الحسن يأمر من يراجع وزارة الداخلية ويطلب منهم توفير الحماية لك، وحينذاك تبعث لنا الوزارة إمكانات فنقوم رسمياً بمنع الشيخ عنك.
فجاء الوكيل إلى السيد ونقل له القصة.
فقال السيد: لا بأس ثمّ كتب كتاباً إلى ذلك الشيخ يخصه وعشيرته بالسلام ويوصيه بالوكيل وجعل في الكتاب مبلغاً محترماً من الدنانير وقال للوكيل: اذهب إلى المنطقة وأدخل على الشيخ في ديوانه وأعطه هذا الكتاب.
فجاء الوكيل وفعل ما أمره السيد، فلما فتح الشيخ الكتاب ورأى المبلغ المحترم من الدنانير والعطف والحنان من السيد إنقلب إلى صديق مؤالف، واحترم الوكيل غاية الاحترام، وأمر قومه وعشيرته باحترام الوكيل وحضور مجلسه والاستماع إليه، وإطاعة أوامره، والتعاون معه، وهكذا فعلوا.
فتوسّع نفوذ الوكيل في تلك المنطقة واستطاع إرشاد كثير من الناس وهدايتهم الى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ونشر الثقافة الإسلامية هناك.
وذات مرة جاء الوكيل الى النجف الأشرف مع جماعة من أهالي تلك المنطقة لزيارة الإمام أمير المؤمنين (ع) والإلتقاء بالعلماء وبالسيد وزيارته، وعندما إلتقى الوكيل بالسيد، قص له تأثير الكتاب وتعطف شيخ العشيرة معه، فإستبشر السيد من الخبر وقال: هكذا أمرنا الإسلام ان نتعامل مع الناس.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ياغياث المستغيثين أغثني بوليك الإمام الحجة بن الحسن المهدي أدركني بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله