بســــــــــــم الله الرحمــــــــن الرحــــــــيم
يا بنتَ موسى وابـنةَ الأطـــهـارِ *** أختَ الـرضـا وحــبيبةَ الجبّارِ
يـا دُرّةً مِن بحـر عِلمٍ قد بَــــدَتْ *** للهِ دَرُّكِ والـــــعـلوّ السـاري
أنتِ الـوديعةُ للإمام على الورى *** فخر الكريم وصاحب الأسرارِ
لا زلتِ يا بنت الهدى معصومةً *** مِن كلّ ما لا يَرتـضيه الباري
مَن زار قبرَكِ في الجِنان جزاؤهُ *** هذا هو المنصوصُ في الأخبارِ
العظماء من الرجال و النساء في هذه الحياة ، ليسوا مقيدين بزمن معين ، او حكراً على شعب معين ، و ليسوا في مكان دون آخر ، و حياتهم باقية ببقاء جنس البشر و المخلوقات ...
و ذلك لأن هؤلاء الناس هم الركيزة و الصفوة التي تمد الخلائق بالنور و الكرم ، و تفيض على الوجود بخيراتها و تعلو و ترقى ليس بنفسها فقط بل بكل من حولها ، منذ زمانها حتى آخر الزمان ....
و مولاتنا الصديقة المعصومة عليها السلام كانت انموذجاً حياً لما ذكرناه آنفاً ، بل و إنها من النسوة المبشر بهن في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ..
هي سرٌ من الزهراء ينبثقُ ......نوراً بأرض قم يــــــشرقُ
لها فضائل جمـــــــــة و قد ......قالوا فيها العظيم و صدقوا
على الكائنات تفيض حسناً .......و غيثها على الناس يغدقُ
السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
هي السيّدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام، سليلة الدوحة النبويّة المطهّرة، وغصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة، وحفيدة الصدّيقة الزهراء عليها السّلام، المحدِّثة، العالمة، العابدة. اختصّتها يد العناية الإلهيّة فمنّت عليها بأن جعلتها من ذريّة أهل البيت المطهّرين. حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السّلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث، وقد ورد في بعض التواريخ أنّ الإمام الرضا عليه السّلام لقّبها بالمعصومة .
زهرة من بيـــت محمد و ريحانة .... إلى موسى الكاظم ربــــــنا أهداها
كانت كما الزهراء شمـــــــــــساً ...... تشرق على خــــــــلق الله بهداها
تباركت بنت الأكارم الكـــــريمة .... ماخيبت من قصــــــــــدها و أتاها
تعطيك فوق ماتـــــــــــروم و لا ..... تسأل أجراً و الصلاة عليها جزاها
فصل عليها و اذكــــــــرها و قل ... يارب انلني بفــــــــــضلك رضاها
ولادتها ونشأتها
وُلدت السيّدة المعصومة في المدينة المنورة، وترعرت في بيت الإمام الكاظم عليه السّلام، فورثت عنه من نور أهل البيت وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفّة والعلم، وعُرفت على ألسنة الخواصّ بأنّها كريمة أهل البيت عليهم السّلام.
نشأت السيّدة فاطمة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السّلام، لأنّ الرشيد العبّاسي أمر أبيها عام ولادتها، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر، إلى أن اغتاله بالسمّ عام 183هـ، فعاشت السيّدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا عليه السّلام. وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أنّ أولاد الإمام الكاظم عليه السّلام كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك .
ايا نبع الرساله ....بدر تام ابكماله ....عدنه اليوم افراح .....من قم فاح قدّاح
الكل شيعي التهاني ...فرح شوگ واماني ... ونصيغ احلى المعاني ..ونزفهه ابكل مقاله
ايا نبع الرساله ... بدر تام ابكماله
السلام عليكِ يا بنت رسول الله، السلام عليكِ يا بنت فاطمة وخديجة، السلام عليكِ يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليكِ يا بنت الحسن والحسين، السلام عليكِ يا بنت ولي الله، السلام عليكِ يا أخت ولي الله، السلام عليكِ يا عمّة ولي الله، السلام عليكِ يا بنت موسى بن جعفر، ورحمة الله وبركاته .
زواج السيّدة المعصومة
إنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها السيّدة المعصومة عليها السّلام، والضغط الشديد والارهاب اللذين تعرض لهما العلويّون والطالبيّون في عهد الرشيد، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم الإمام الكاظم عليه السّلام (23).. يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة وأغلب بنات الإمام الكاظم عليه السّلام.
ولقد كان العلويّون والطالبيّون مُلاحَقين مُشرّدين، يلاحقهم جلاوزة الرشيد أينما حَلُّوا. أما الأكفاء من الآخرين، فالظاهر أنّ أحداً منهم لم يجرؤ ـ وقد عرف عداء الرشيد للكاظم عليه السّلام ـ على التعرّض لسخط هارون من خلال مصاهرته للإمام الكاظم عليه السّلام، كما ندرك الحكمة التي جعلت الإمام الكاظم عليه السّلام ـ وهو العارف بهذا الظرف العصيب ـ يخصّص أرضاً معيّنة لتُوزّع عائداتها على بناته إن فقدن المُعيل الذي يُعيلهنّ.
ويبقى أمر عدم زواج السيّدة المعصومة، وأغلب أخواتها الأخريات من بنات الإمام الكاظم عليه السّلام أحد الشواهد على الظلم والإرهاب اللذين تعرّض لهما أهل البيت عليهم السّلام في زمن العبّاسيين عامّة، وفي عصر الرشيد على وجه الخصوص .
و قاست بنت الهــــــــــــدى فاطمٌ ... و لكنها عن عزمها لم تمل
عاصرت عهد الضلال و صبرها ... على مالاقت مـــــنه أنذهل
من كراماتها :
السيّدة تغيث أحد الزوّار المهاجرين
نقل مؤلّف «كرامات معصوميّه» عن أحد المهاجرين العراقيين القاطنين في مدينة قم المقدّسة أنّ والدته أُصيبت بمرض خطير، وأنّه دار بها على الأطبّاء، فلم يحصل على نتيجة، ناهيك عن الأدوية النادرة التي كانوا يصفونها لحالتها، فيعسر على هذا المهاجر توفيرها. يقول هذا الأخ:
حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق، فاصطحبت والدتي له، فعاينها ووصف لها علاجاً. ثمّ إني عُدت بوالدتي إلى البيت، وبدأت بحثي عن الدواء الذي وصفه لها، فما وجدته إلاّ بعد عناء ومشقّة عظيمة. ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل، وقع بصري على القبّة المقدّسة للسيّدة المعصومة سلام الله عليها، فأُلهم قلبي زيارتها والتوسّل بها إلى الله تعالى، فدخلت الحرم المطهّر، وألقيت بالأدوية جانباً، وخاطبت السيّدة بلوعة وحُرقة: يا سيّدتي، لقد كنّا في العراق نلجأ إلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا، فلا نعود إلاّ وقد تيسّر لنا عسيرُها؛ وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلاّكِ، وها أنا سائلُك أن تشفعي في شفاء أميّ ممّا ألمّ بها.
قال: ولقد منّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة بنت موسى بن جعفر عليها السّلام، فاستغنينا عن الدواء (32).
كرامات باهرات و فضائل عظمى ...اكرمكِ بها الرحــمن يابنت العصمة
أنتِ على الظالمين نقـــــمةٌ شديدةٌ ....و على من آمن و اتقى أنتِ رحمة
السلام عليك، عرّف الله بيننا وبينكم في الجنّة، وحشرنا في زمرتكم، وأوردنا حوض نبيّكم، وسقانا بكأس جدّكم، من يد علي بن أبي طالب، صلوات الله عليكم، أسأل الله أن يرينا فيكم السرور والفرج، وأن يجمعنا وإيّاكم في زمرة جدّكم محمد (صلّى الله عليه وآله)، وأن لا يسلبنا معرفتكم إنّه وليّ قدير.
قام على العمل :
خادمتي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام : افتخاري انتمائي لعلي عليه السلام ، أنوار الرسالة
لا يحل نقل العمل دون ذكر الكاتب و المصدر : منتديات السيد الفاطمي حفظه الله