خـير مـا نبـدى به بـاقـتـنـا
مقـطـع من منـاجاتـه علــيـه الـــســلام
مــنـاجــاة الـــعـــارفــيـــن
إِلهِي فَاجْعَلْنا مِنَ الَّذِينَ تَرَسَّخَتْ أَشْجارُ الشَّوْقِ إِلَيْكَ فِي حَدائِقِ صُدُورِهِمْ وَأَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلُوبِهِمْ، فَهُمْ إِلى أَوْكارِ الاَفْكارِ يأْوُونَ وَفِي رِياضِ القُرْبِ وَالمُكاشَفَةِ يَرْتَعُونَ وَ مِنْ حِياضِ المَحَبَّةِ بِكَأْسِ المُلاطَفَةِ يَكْرَعُونَ وَشَرايِعَ المُصافاتِ يَردُونَ، قد كُشِفَ الغِطاءُ عَنْ أَبْصارِهِمْ وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقائِدِهِمْ وَضمائِرِهِمْ وَانْتَفَتْ مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَرائِرِهِمْ وَانْشَرَحَتْ بِتَحْقِيقِ المَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ وَعَلَتْ لِسَبْقِ السَّعادَةِ فِي الزَّهادَةِ هِمَمُهُمْ وَعَذُبَ فِي مَعِينِ المُعامَلَةِ شِرْبُهُمْ وَطابَ فِي مَجْلِسِ الاُنْسِ سِرُّهُمْ وَأَمِنَ فِي مَوْطِنِ المَخافَةِ سِرْبُهُمْ وَاطْمَأَنَّتْ بِالرُّجُوعِ إِلى رَبِّ الأَرْبابِ أَنْفُسُهُمْ وَتَيَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَالفَلاحِ أَرْواحُهُمْ وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إِلى محْبُوبِهْم أَعْيُنُهُمْ وَاسْتَقَرَّ بإدْراكِ الُّسؤْلِ وَنَيْلِ المَأْمُولِ قَرارُهُمْ وَرَبِحَتْ فِي بَيْعِ الدُّنْيا بِالآخرةِ تجارَتُهُمْ إِلهِي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الاِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلى القُلُوبِ ! وَما أَحْلى المَسِيرَ إِلَيْكَ بِالاَوْهامِ فِي مَسالِكِ الغُيُوبِ ! وَما أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ وَماأَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ !
نتشرف قبل قطف أواخر زهورنا من الباقات السجادية , بذكر السيدة الجليلة (( شاه زنان )) أم الإمام زين العابدين (ع) الذي خصها الله بالشرف والعفة فأختارها الله لتكون زوجة لسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي (ع) , ولتكون بذلك أماً مباركة طاهرة , لزين العابدين وسيد الساجدين (ع) ...
وفيما يلي نبين لكم جزء من مقامها ومكانتها عند السيدة فاطمة الزهراء (ع) والنبي (ص) وكيف رأتهم في منامها , وكيف إختاروها لتكون زوجةً للحسين (ع) ...
نترككم مع الرواية .
روي أنه لما وردَ سبيُ الفُرس إلى المدينة، رغِبت جماعةٌ من قريش في أن يتزوجوا بناتِ الملوكِ، فقالَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام: هُنَّ لا يُكرهن على ذلك ولكن يخيّرن..
فأشارَ جماعةٌ إلى شهربانويهَ بنتِ كسرى، وهي ذاتُ حسنٍ وجمال فلمَّا سُبيت وَجيئَ بها إلى المدينةِ أشرفتْ لها عذارى المدينةِ وأشرقَ المسجدُ بِضوءِ وجهِهَا.
فَخُيّرت وَخُوطِبت من وراءِ حِجابٍ والجمعُ حُضور، فَقِيلَ لها: أيا كريمةَ قومِها، من تختارينَ من خُطّابك؟ وهل أنتِ راضيةٌ بالبعلِ؟ فسكتتْ وما أبتْ.
فقالَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام: سُكوتُها رِضاها وَبقيَ الإختيارُ، فأعادُوا عليها القولَ بالتخيير. فأوْمَأتْ بيدِها للنورِ الساطِعِ والشهابِ اللامعِ الحسينِ بن عليٍ سِبْطِ النبيِّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كأنها تعرفَهُ وشَاهدتهُ في المنامِ
وحَكت منامَهَا لأميرِ المؤمنينَ عليهِ السلام: قالت رأيتُ في النومِ قبلَ ورودِ عسكرِ المسلمينَ أنَّ النبيَّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم دخل دارنا وقعدَ ومعهُ الحسينُ وخطبني لهُ وزوجني أبي منهُ فلما أصحبتُ كان ذلك يؤثرُ في قلبي وما كان لي فكرٌ غيرُ هذا فلما كانتِ الليلةُ التاليةُ رأيتُ فاطمةَ بنتِ النبيِّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد أتتني وعرضَت عليّ الإسلامَ فأسلمتُ ثم قالت: وسيقعُ الحربُ بينَكم وبينَ المسلمينَ وأنَّ الغلبةَ تكونُ للمسلمين وأنكِ تَصلينَ عن قريبٍ إلى ابنيَ الحُسينِ سالمةً لا يُصيبُكِ بسوءٍ أحد، وكنتُ كما قالت ما مَسّ يدِي إنسان.
قالَ لها أميرُ المؤمنينَ ما إسمكِ؟ فقالت: شاه زنان،
ثم التفت إلى الإمامِ الحسينِ عليهِ السلام وَقالَ: إحفظْها وَأحسنْ إليها فستلد لكَ خيرَ أهلِ الأرضِ في زمانهِ بعدك ، فتزوجها الإمامُ الحسينُ عليه السلام فلم تنقضي الأيامَ والليالي حتى حملت بالإمامِ عَليٍّ السجاد (ع) ِ، فلما حضرتها الولادة، واكتملتِ العدةُ التي أرادَها اللهُ لها، وكانت تجد خفة في بدنها واتساع ولم تجدْ ألماً ولا وَجعاً، وبينما هي جالسة إذ أضاء البيتُ نوراً وقد امتلى من روائح الطيب إذ وضعت زين العابدين عليه السلام.
شاه زنان بنت يزدجرد
معلومات عنها
شاه زنان بنت يزدجرد بن أنوشروان:هي اميرة فارسية واسمها يعني باللغة العربية "ملكة النساء" ولقبت بـ "سلافة" وهي ابنة آخر أكاسرة الفرس وقعت في الأسر هي واختيها بعد انتصار الجيوش العربية على الجيوش الفارسية في الفتوح الإسلامية وقد تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)، وانجب منها ابنه زين العابدين(ع)
اسمها ونسبها
السيّدة شهربانو بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس ، ولقبها شاه زنان ، ومعناه ملكة النساء .
سمّاها أمير المؤمنين (عليه السّلام) مريم ، أو فاطمة ، أو شاه زنان ، واسمها خولة ، أو سلافة ، أو غزالة ، ولعلّها كانت لها عدّة أسماء وألقاب .
جدّة الأئمّة (عليهم السّلام)
السيّدة شهربانو هي جدّة ثمان من الأئمّة (عليهم السّلام) ، وزوجة سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وأُمّ الإمام زين العابدين (عليه السّلام) ، وحفيدة كسرى ملك الفرس .
ولم يكن بعض أهل المدينة يرغبون في نكاح الجواري حتّى ولد الإمام زين العابدين (عليه السّلام) فرغبوا فيهنّ ، وكان يُقال للإمام السجّاد (عليه السّلام) : ابن الخيرتين ؛ فخيرة الله من العرب هاشم ، ومن العجم فارس
وقد أنشأ أبو الأسود الدؤلي في وصف الإمام زين العابدين (عليه السّلام) قوله :
وإنّ غلاماً بين كسرى وهاشمٍ لأكرم من نيطت عليه التمائمُ
خطبتها في عالم الرؤيا
روت السيّدة شهربانو قصّتها لأمير المؤمنين (عليه السّلام) فقالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا ، كأنّ محمّداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دخل دارنا ، وقعد ومعه الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وخطبني له وزوّجني أبي منه ، فلمّا أصبحت كان ذلك يؤثّر في قلبي ، وما كان لي خاطب غير هذا ، فلمّا كانت الليلة الثانية ، رأيت السيّدة فاطمة (عليها السّلام) وقد أتتني وعرضت عليّ الإسلام وأسلمتُ ، ثمّ قالت : (( إنّ الغلبة تكون للمسلمين ، وإنّك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين (عليه السّلام) سالمة لا يصيبك بسوء أحد )) . وكان من الحال أن أُخرجت إلى المدينة .
سؤال الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) لها
سأل الإمام علي (عليه السّلام) شهربانو بنت كسرى حين أُسرت : (( ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ؟ )) . قالت : حفظنا عنه أنّه كان يقول : إذا غلب الله على أمر ذلّت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدّة كان الحتف في الحيلة .
فقال الإمام علي (عليه السّلام) : (( ما أحسن ما قال أبوك ! تذلّ الأُمور للمقادير حتّى يكون الحتف في التدبير ))
وفاتها
توفّيت السيّدة شهربانو في الخامس من شعبان من سنة 38 هـ في المدينة المنوّرة ، وذلك في نفاسها ، أي حين ولادتها للإمام زين العابدين (عليه السّلام)
معجزاته عليه السلام
كلام الشاة
عن عمار الساباطي، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - قال: لما قتل الحسين بن علي - عليهما السلام -، [ و ] اقبل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -، فقال له: ما الذي فضلك علي وأنا أكثر رواية وأسن منك ؟ قال: كفى بالله شهيدا يا عمي قال له محمد بن الحنفية: أحلت على غائب قال: وكان في دار علي بن الحسين - عليهما السلام - شاة حلوب فقال: اللهم انطقها [ اللهم أنطقها ] . فقالت الشاة: يا علي بن الحسين - عليهما السلام -: إن الله استودعك علمه ووحيه ، فأمر سودة الخادمة تتحذ لي العلف. قال: فصفق محمد بن الحنفية على وجهه، ثم قال: أدركني أدركني أدركني، يابن أخي ثم ضرب بيده على كتفه، فقال: اهتد هداك الله
قصيدته عليه السلام التي ابكت من سمعها
الجزء الاخير من القصيدة
-وهالني صورة في العين اذا نظرت من هولي مطلع ما قد كان أدهشني .
-من منـــــــكر ونكـــــير ماأقول لهم قد هالني أمرهم جـــــــــــدآ فافزعني .
- وأقعدوني وجدوا في ســــــؤالهم مالي سواك الهي من يــــــــــخلصني .
- فأمنن على بعفو مــــنك يا أملي فـــــــانني مـــــــــوثق بالـــذنب مرتهن.
-تقاسم الأهل مالي بعد ما أنصرفوا وصار وزري على ظــــــــــهري يثقلني .
-وأستبـــدلت زوجتي بعلا لها بدلي وحكمته في الأموال والسكـــــــــــــــن .
-وصيرت أبني عــــبدآ ليخدمـــــــــة وصار مالي لهم حلآ بلا ثمـــــــــــــــــن.
- فلا تــــــــغرك الدنيا وزينتــــــــــها وأنظر الى فعلتها في الأهل والــوطن .
- وأنظر من هوى الدنيا بأجمعــــها هل راح منها بغير الحنــــــــــط والكفن .
- خد القناعة من دنياك وأرض بها لو لم يكــــــــن لك فيها الأراحة البدن .
يازارع الــــــــخير تحصد بعدة ثمرآ يازارع الـــــشر موقوف على الوهـــــن .
-يانفس كفي عن العصيان وأكتس بي فعلا جميلا لـــــــــعل الله يرحمني.
-يانفس ويحك توبي وأعملي حس نآ عسى تجزين بعد الموت بالحســـن.
-ثم الصلاة علي المختار ســـــيدنا ما وصا البرق في شــام وفي يـــــــمن .
والحمد لله ممســـينا ومصبـــحنا بالخير والعفو والأحســـــــــــان والمنن
هـذا الـفـتـى السجاد سر الوجود...هو سيد الأسياد بين القيود
فـي ذلـة يـنـقـاد قـود العبيد...ذا شاهد الأشهاد يوم الوعيد
فـوق الـمـطـايـا بـيـن الـسـبـايـا بـالـحزن واويلاه
لايحل نقل الموضوع دون ذكر المصدر منتديات سماحه السيد الفاطمي دام ظله الوارف
قام على العمل خادمات الامام الحسين عليه السلام دموعي حسينيه - افتخاري انتمائي لعلي