حياة الأرض بعدل القائم (عليه السلام)
ما هو المراد بحياة الأرض بعد موتها؟ هنا وردت روايتان:
الرواية الأولى: عن الإمام الباقر (ع)، قال: (يحييها الله عز وجل بالقائم(ع) بعد موتها _ بموتها كفر أهلها _ والكافر ميّت).
الرواية الثانية: عن الإمام الصادق (ع)، قال: (أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمّة الضلال)، وكيف يمكن لنا أن نفهم أنَّ المقصود بحياة الأرض هو يوم ظهور المهدي (عج)؟
هناك قرينتان على هذا التفسير:
القرينة الأولى: القرينة السياقية: وهي الآية التي قبلها، قال تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ) (الحديد: 16)، فإنَّ هذا التعبير (فَطالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ)، قرينة على أنَّ أهل الكتاب مرّوا بفترة انتظار حين غاب عنهم موسى (ع) فانتظروا مجيئه وانتظروا قدوم عيسى بعد موسى (ع) (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ)، فالآية تدلُّ على أنَّ أمّة النبيّ (ص) ستمرُّ بما مرَّ به أمم أهل الكتاب، أي إنَّها ستمرّ بفترة انتظار سيطول أمدها ولذلك فعليها الحذر أن تكون كالأمم السابقة لمَّا (طالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ).
فقوله تعالى: (فَطالَ عَلَيْهِمُ الأْمَدُ) قرينة على أنَّ المقصود بالآية التالية وهي حياة الأرض بمعنى حياة الأرض بعد فترة الانتظار التي طال أمدها، وهذا لا ينطبق إلاَّ على نظرية ظهور المهدي (ع).
القرينة الثانية: القرينة اللفظية: وهي قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأْرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)، ما معنى يحيي الأرض؟ ولم يقل: يحيي أرضاً، يعني كلّ الأرض, فما هو ذلك اليوم الذي سيحيي الله فيه الأرض كلّها بعد موتها؟ مقتضاه أنَّ الأرض قبل ظهور المهدي (ع) تتعرَّض للموت الروحي والمادي، حيث تتعرَّض للزلازل، للبراكين، للفيضانات، لظاهرة الاحتباس الحراري التي تملؤها موتاً وجوعاً ودماراً، وحياة الأرض بعد موتها بازدهار حضارة كونية وذلك في يوم قال عنه النبيّ المصطفى (ص): (لو لم يبقَ من الدنيا إلاَّ يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتَّى يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
وهذا المعنى تؤكّده روايات أخرى، كما في رواية المفضَّل بن عمر، عن الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الأْرْضُ بِنُورِ رَبِّها) (الزمر: 69)، قال: (ربّ الأرض يعني إمام الأرض)، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: (إذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام)(4), المقصود به أنَّ القائم (عج) مظهر للربّ لأنَّه يقود الأرض فهو مظهر لربوبية الله في الأرض، هذا معنى (وَأَشْرَقَتِ الأْرْضُ بِنُورِ رَبِّها) أي بنور قائم الأرض، قائم آل بيت محمّد (ص)، وورود الآية في سياق أشراط الساعة لا ينافي ذلك، فإنَّ من أشراطها إشراقها بنور دولة المهدي (ع).
الحقيقة المهدوية (دراسة وتحليل) .. تأليف: السيّد منير الخبّاز
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرج وليك المنتظر عليه السلام
بارك الله بجهودكم الجباره
موضوع رائع
اثقل الله به ميزان اعمالكم وجعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اختي الكريمة بارك الله فيكِ في الدنيا والاخرة على هذا الجهد القيم وفقكِ الله ورعاكِ, وسدد الرحمن خطاكم وقضى حوائجكم وصل الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على سلطان العصر والزمان ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أنوار الزهراء على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي العزيزةأنوار فاطمة الزهراء وجزاكِ الله خير الجزاء موفقين دومـاً