اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
إن التعرض لمقام المولى صلى الله عليه وآله وسلم
لم يكن وليد اللحظة ( أقصد بذلك مرضه عليه السلام)
فطالما تعرضت آرائه للنقد
من قِبل من يتسمون بالصحابة العدول
ناسين أو متناسبن قوله تعالى{ وماينطق عن الهوى- إن هو إلاّ وحي يوحى}
فهل كان الصحابة ينفذون أوامر المصطفى عليه السلام مسلمين لها دون نقاش
لأنها أوامر إلهيه ممتثلين أمر الله تعالى { ماأتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا}
أم أن البعض منهم خالف ذلك بصراحه؟
المشهد التالي يجيب عن تساؤلنا:
أخرج البخاري في صحيحه في باب الشروط في الجهاد ج2 ص122، ومسلم في صحيحه في باب صلح الحديبيه ج2، والطبري وابن الأثير وابن سعد وغيرهم:
(أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في السنة السادسة للهجرة يريد العمرة مع ألف وأربعمائة من أصحابه فأمرهم أن يضعوا سيوفهم في القرب، وأحرم هو وأصحابه بذي الحليفة وقلدوا الهدي ليعلم قريشا أنه إنما جاء زائرا معتمرا وليس محاربا، ولكن قريشا بكبريائها خافت أن يسمع العرب بأن محمدا دخل عنوة إلى مكة وكسر شوكتها، فبعثوا إليه بوفد يرأسه سهيل بن عمرو بن عبد ود العامري وطلبوا منه أن يرجع في هذه المرة من حيث أتى على أن يتركوا له مكة في العام القادم ثلاثة أيام، وقد اشترطوا عليه شروطا قاسية قبلها رسول الله لاقتضاء المصلحة التي أوحى بها إليه ربه عز وجل.
ولكن بعض الصحابة لم يعجبهم هذا التصرف من النبي وعارضوه في ذلك معارضة شديدة وجاءه عمر بن الخطاب فقال: ألست نبي الله حقا ؟ قال: بلى، قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال: بلى، قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قال عمر: أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال: بلى، أفأخبرتك أنا نأتيه العام ؟ قال عمر: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به.
ثم أتى عمر بن الخطاب إلى أبي بكر فقال: ياأبابكر أليس هذا نبي الله حقا ؟ قال: بلى. ثم سأله عمر نفس الاسئلة التي سألها رسول الله، وأجابه أبو بكر بنفس الاجوبة قائلا له: أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه، ولما فرغ رسول الله من كتاب الصلح قال لاصحابه: قوموا فانحروا ثم أحلقوا، فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يمتثل لامره منهم أحد دخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحدا منهم بشيء حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا)
مخالفةٌ علنية
بألفاظٍ أقل مايقال عنها أنها لاتليق بشخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ثم هل اقتنع عمر بجواب الرسول؟
أم بقي في شكٍ ألجأه لأبي بكر سائلاً؟
علامات استفهام كثيرة تدور حول النص الذي اتفق عليه الشيعة والسنة وذكره المؤرخون في كتبهم
ترى هل يستحق ابن الخطاب هذا أن يُولى خلافة المسلمين
وسلوكياته تدل على فضاضته في التعامل مع الرسول الأكرم عليه السلام؟
والتجرأ على مقامه السامي
إن حادثة صلح الحديبية هذه
تفتح طريق الهداية
وتنير الطريق
أمام من أراد الحق وسعى إليه
ليُحَّكِم عقله
ويبتعد عن الهوى والتعصب لآراء قومه
نسأل الله الهداية لنا ولكم
والتوفيق لما يحبه الله ويرضاه
ونسألكم الدعاء
منقول