اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا بني أكثر من ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه , وتفضي بعد الموت إليه , حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك , وشددت له أزرك , ولا يأتيك بغتة فيبهرك , وإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهل الدنيا إليها , وتكالبهم عليها , فقد نبأك الله عنها , ونعت هي لك عن نفسها , وتكشفت لك عن مساويها , فإنما أهلها كلاب عاوية , وسباع ضارية , يهر بعضها على بعض . ويأكل عزيزها ذليلها , ويقهر كبيرها صغيرها , نعم معقلة وأخرى مهملة , قد أضلت عقولها , وركبت مجهولها , سروح عاهة بواد وعث ,ليس لها راع يقيمها , ولا مسين يسيمها , سلكت بهم الدنيا طريق العمى , وأخذت بأبصارهم عن منار الهدى , فتاهوا في حيرتها , وغرقوا في نعمتها , واتخذوها رباً فلعبت بهم ولعبوا بها , ونسوا ما وراءها .
أفضى : أي إفتقر .
الأزر : الظهر .
بغتة : فجأة .
لا تغتر : لا تنخدع و لا تغفل .
نبأ : أخبر وأعلم .
نعت : أخبرت وأظهرت .
يقهر : يغلب .
أهمل : ترك .
أضلت : أي أضاعت .
ركبت : أي مضى على وجهه بغير روية .
سروح : الماشية السائمة .
العاهة : الآفة .
الوعث : الأرض الرخوة التي تغوص الرجل فيها .
فعن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: سهر علي - عليه السلام - في الليلة التي ضرب في صبيحتها، فقال: إني مقتول لو قد أصبحت فجاء مؤذنه بالصلاة فمشى
قليلا، فقالت ابنته زينب: يا أمير المؤمنين، مر جعدة يصلي بالناس. فقال: لا مفر من الاجل، ثم خرج. وفي حديث آخر قال: جعل (علي) - عليه السلام - يعاود مضجعه فلا ينام، ثم يعاود النظر إلى السماء فيقول: والله ما كذبت [ ولا كذبت ] ، وإنها الليلة التي وعدت، فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول: اشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت * وإن حل بواديكا فخرج - عليه السلام - فلما ضربه ابن ملجم - لعنه الله - قال: فزت ورب الكعبة... وكان من أمره ما كان - صلوات الله عليه -.
وقد قال في الليلة التي ضُرب فيها :
أشدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لا قيكا .
ولا تجزع من الموت ... إذا حل بواديكا .
فإن الدرع والبيضة يوم ... الروع تكفيكا .
كما أضحكك الدهر ... كذلك الدهر يبكيكا .
فقد أعرف أقواماً ... وإن كانوا صعاليكا .
مساريع إلى النجدة ... للغي متاريكا .
وكان اليوم الذي ضرب فيه (( عليه السلام )) هو صبيحة التاسع عشر من شهر رمضان ليلة القدرسنة أربعين للهجرة بعد خمسة أعوام من الحكم ضربه أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم " لعنه الله " ضربه وهو في سجوده ، عند صلاة الفجر في محراب مسجد الكوفة .
وقد بقي الإمام عليه السلام يعاني من علته ثلاثة أيام ، عهد خلالها بالإمامة إلى ولده الحسن السبط عليه السلام ليمارس بعده مسؤولياته في قيادة الأمة .
و عبيرهُ يَسقي النسيم على ظماً .. كالغيث أصبح منهلاً مورودا
و مضى إلى بيت العبادة حاسراً .. كالحق يكشف للعيون الجيدا
و هناك لاقاه الأوز بصخبهِ .. و الصخب قد ملأ الفضاء ترديدا
هي ولولاتٌ قد جرت و كأنها .. نـَوح الثكالى إن فقدن وليدا
و لقد أراد البعض إسكات الصدى .. متشائماً كي لا يكون مزيدا
قال الوصي لمن نوى إسكاتها .. دعها و خل اللوم و التفنيدا
لا تزجروها فالأوز نوائحٌ .. قد أبصرت خلف النواح فقيدا
و لسوف من بعدي تمر نوائبٌ .. فيها ترون القتل و التشريدا
و الأرض تشهق من دماء أحبتي .. ظـُلماً و تلقى نفرةً و صدودا
و سيقتلون محمداً في نسلهِ .. و سيحفرون بقلبهِ أخدودا
و السيف يفري لحم أحفاد الذي .. كانت لحضرتهِ الملوك جنودا
ايه ابن ملجم يا لها من ضربةٍ .. جعلت لواء المسلمين شريدا
قد كنت أشقى الآخرين على المدى .. سطرت في لوح الشقاء خلودا
و جهنمٌ من نتن ريحك بابها .. أمسى و أصبح دائماً موصودا
يا آخر الصلوات طيري للسماء .. فاليوم صار لدى للملائك عيدا
و دعي النمارق بالجنان رفيعةً .. و الحور تطلق نغمةً و نشيدا
مُدي فراشاً للغضنفر ليناً .. من ظِـل طوبى و اجعليهِ برودا
وكأني بلسان حال زينب (( عليها السلام )) تقول :
أذان الفجر يا حيدر علمنا .. خبر فرگـاك يا عزنا و علمنا
و بعد ما نشفت الدمعه عل أمنا .. تظل عليك هالدمعه جريه
بنت و يكون للوالد مردها .. حزينة گـللب موعوده برزية
و شـَگ السيف يا ريته لها ماي .. تعيش و لي حتف المنية
خادمات الإمام الحسين عليه السلام : دموعي حسينية , إفتخاري إنتمائي لعلي .