الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه...
التمحيص في قصة نبي الله صالح(ع)
(القصة في القران الكريم)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73)وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(74) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ(75)قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(76)فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ(77)فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ(79)الاعراف
(القصة من كتاب قصص الأنبياء)
قال العياشي عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل جبرئيل (عليه السلام) كيف كان مهلك قوم صالح فقال يا محمد إن صالحا بعث إلى قومه و هو ابن ست عشرة سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين و مائة سنة لا يجيبونه إلى خير و كان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون الله فلما رأى ذلك منهم قال يا قوم إني قد بعثت إليكم و أنا ابن ست عشرة سنة و قد بلغت عشرين و مائة سنة و أنا أعرض عليكم أمرين إن شئتم فاسألوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما تسألوني و إن شئتم سألت آلهتكم فإن أجابتني بالذي أسألها خرجت عنكم فقد شنئتكم و شنئتموني فقالوا قد أنصفت فاستعدوا ليوم يخرجون فيه فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم ثم قربوا طعامهم و شرابهم فأكلوا و شربوا فلما فرغوا دعوه فقالوا يا صالح سل فدعا صالح كبير أصنامهم فقال ما اسم هذا فأخبروه باسمه فناداه باسمه فلم يجب فقالوا ادع غيره فدعا كلها بأسمائهم فلم يجبه واحد منهم فقال يا قوم قد ترون دعوت أصنامكم فلم يجبني واحد منهم فاسألوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة فأقبلوا على أصنامهم فقالوا لها ما بالكن لا تجبن صالحا فلم تجب فقالوا يا صالح تنح عنا و دعنا و أصنامنا قال فرموا بتلك البسط التي بسطوها و بتلك الآنية و تمرغوا في التراب و قالوا لها لئن لم تجبن صالحا اليوم لتفضحن ثم دعوه فقالوا يا صالح تعال فسلها فعاد فسألها فلم تجبه فقال يا قوم قد ذهب النهار و لا أرى آلهتكم تجيبني فاسألوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة فانتدب له سبعون رجلا من كبرائهم فقالوا يا صالح نحن نسألك فقال أ كل هؤلاء يرضون بكم قالوا نعم فأن أجابك هؤلاء أجبناك قالوا يا صالح نحن نسألك فإن أجابك ربك اتبعناك و تابعك جميع قريتنا فقال لهم صالح سلوني ما شئتم فقالوا انطلق بنا إلى هذا الجبل فانطلق معهم فقالوا سل ربك أن يخرج لنا الساعة من هذا الجبل ناقة حمراء شديدة الحمرة و براء عشراء يعني حاملا بين جنبيها ميل فقال سألتموني شيئا يعظم علي و يهون على ربي فسأل الله ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه العقول لما سمعوا صوته و اضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاض ثم لم يفجأهم إلا و رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها حتى اجترت ثم خرج سائر جسدها فاستوت على الأرض قائمة فلما رأوا ذلك قالوا يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك فاسأله أن يخرج لنا فصيلها فسأل الله ذلك فرمت به فدب حولها فقال يا قوم أ بقي شيء قالوا لا فانطلق بنا إلى قومنا نخبرهم ما رأيناه و يؤمنوا بك فرجعوا فلم يبلغ السبعون رجلا إليهم حتى ارتد منهم أربعة و ستون رجلا و قالوا سحر و ثبت الستة و قالوا الحق ما رأيناه ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها و زاد محمد بن أبي نصر في حديثه قال سعيد بن يزيد فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام فرأى جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه و جبل آخر بينه و بين هذا ميل .
محل الشاهد:
الخامس في قصة نبي الله صالح عليه السلام هو للأربعة والستين والواحد المرتد أما الخمسة الباقون فقد نجحوا في التمحيص. فهؤلاء بعد البرهان القاطع الذي بينه نبي الله صالحا عليه السلام لهم وأقنعهم جاء دور الشيطان ليزعزع هذا اليقين الحاصل بعد الرؤية فهم بعد أن طالبوا النبي ببرهانه من الله عز وجل واراهم ما طلبوا شككوا به وهذا هو ديدن الفاشلين فبدل أن يحملوا فعله وكلامه على الصحة حصل العكس حملوه على الخطأ وبذلك هم من خسر وليس النبي عليه السلام لذلك يجب على الذي ينجح في تمحيص ما أن لا يفتر عن الاختبار الإلهي, أكيدا فان النجاح لا يعني النهاية بل هو البداية ولا بد من الاستمرار ومواصله النجاحات المتوالية للفوز الحقيقي بلقب العبودية الحقة والطاعة الكاملة لذلك نرى البعض ينجح مرة ومرتين لكنه عند الاختبار الأكثر أهمية تراه أول الفاشلين أي بمعنى أن حسن العاقبة من الأمور المهمة كثيرا خصوصا ونحن نرى تأكيدا من قبل المعصومين عليهم السلام في ادعيتهم على كثير من مراجعة النفس ومحاسبتها ورقيها حتى لا تقف عند حد وتفشل بمرحلة من مراحل التكامل ,ونحن نرى ممن عايش المعصوم عليه السلام ورأى منه المعاجز والكرامات بأم عينه كما حدث
مع أصحاب نبي الله صالح عليه السلام ولكن النتيجة نفس النتيجة سوء العاقبة للأعم الأغلب وشاهده من قتل في حرب الجمل من صحابة النبي فأنهم بعد شهادته خرجوا وحابوه وصيه فرغم انهم نجحوا في كل التمحيصات السابقة قد فشلوا فشلا ذريعاً في نهاية المطاف وكانت عاقبتهم عاقب خسران ووبال ,والأغرب من ذلك إن نفس الفاشلين قد يكونون بعد زمن محلا للاختبار والتمحيص لبعض البشر فيعتقد بأحقيتهم وحقانيتهم لقربهم من النبي (ص)
وهذا رأي تابعيهم من الفاشلين ويتيقن بخسرانهم وسوء عاقبتهم لمحاربتهم لوصي النبي عليه صلوات الله فالتفتوا لحكمة الله فرب اختبار وراءه اختبار ورب اختبار فيه ألف اختبار.
الحلقة الحاديه عشر تاتي باذن الله
هبة الله
بارك الله فيكم و نوركم بنوره الأقدس
لَكُمْ مِنَا خَاْلِصُ الْدُعَاءْ ..
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..