بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحجّ في القرآن الكريم ...
يقول تعالي : (إنّ أوّل بيت وضع للناس للذي ببكّة مباركاً و هدي للعالمين * فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومَن دخله كان آمناً وللّه علي الناس حجّ البيت من استطاع اليه سبيلاً ومن كفر فانَّ الله غني عن العالمين)
صلة الآية بما سبقها :
لقد سُبقت الآية اكريمة الآنفة بقوله تعالي : (فاتّبعوا ملّة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين)2،ثم جاء قوله تعالي : (انّ أول بيت وُضع للناس ...) والذي يدلنا علي هذا الترتيب انّ خطاب الآية ينصرف إلي اليهود الذين كانوا يزعمون انهم علي دين إبراهيم الخليل، فجاء القرآن يحاججهم : لو أنكم علي ملة إبراهيم الخليل فعلاً وحقّاً، إذاً لعظمتم البناء الإبراهيمي، واتّخذتموه قبلةً ومطافاً.
شبهة أهل الكتاب : نستفيد من ظاهر الآية أيضاً انها جاءت ناظرة لشبهة كان يُلقي بها أهل الكتاب علي المسلمين، ومفاد الشبهة : أولاً : لا مجال للباطل أن ينفذ إلي دين ابراهيم الخليل(عليه السلام). لذلك لا يصح القول بالنسخ الذي يذهب اليه المسلمون واتخذوا بمقتضاه الكعبة قبلة بدلاً من بيت المقدس .
فبيت المقدس لا زال في زعم أهل االكتاب هو قبلة المسلمين التي يجب أن يتولّوها كما كانوا يتولونها فعلاً قبل الهجرة إلي المدينة، وإنّ تحوّلهم عنه إلي الكعبة بذريعة النسخ لا يعدو أن يكون ضرباً من الوهم والخيال، لأنّ النسخ لا يجوز في حكم الله! ثانياً : لقد أتيتم باطلاً في قولكم : إنَّ هذا السلوك هو من دين ابراهيم ; وفي زعمكم أنَّ ابراهيم(عليه السلام) كان مسلماً وأنكم مُتّبِعوُه . فأنتم اذن اجترحتم الباطل مرتين ; مرَّة حين قلتم بالنسخ ; ومرَّة حين نسبتم تصرفكم في تحويل القبلة إلي ابراهيم وقلتم إنكم تبعٌ له في ذلك!
معالجة شبهة أهل الكتاب : إنَّ أول ما يمكن أن يقال في جواب الشبهة : إنَّ النسخ جائز وليس ثمة ما يدل علي استحالته.
ثمّ إنَّ الحكم الأصلي للقبلة كانَ يختص بالكعبة، يقول تعالي : (إنَّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة...) فابراهيم(عليه السلام) كان قد اضطلع بمهمة بناء الكعبة ورفع قواعدها واتخاذها قبلة ومطافاً قبل أن يقوم سليمان عليه السلام ببناء بيت المقدس في فلسطين.
لذا فإنَّ رجوع المسلمين إلي الكعبة قبلةً وترك بيت المقدس، إنما هو عودٌ إلي السيرة الابراهيمية، ورجوع إلي القبلة الأُلي التي تولاّها ابراهيم، ومن اقتفي أثره من أنبياءالله.
هذه الحقيقة يحدثنا بها القرآن حين يعرض سبحانه إلي سيرة ابراهيم. فابراهيم عليه السلام حين ترك ابنه وزوجته في أرض مكة القفرة دعا ربّه : (ربنا إني أسكنت من ذرّيتي بواد غير ذي زرع عِندَ بيتك المحرّم ... ) ثم أبان عليه السلام مُراده من ذلك بقوله : (ربَّنا ليقيموا الصلاة ) فالقصد اذن هو اقامة الصلاة في أشرف بقعة من بقاع الأرض، أي انّ أفضل ذرية أُمرت أن تقيم الصلاة في أعظم أرض. الموقع الإعرابي لكلمتي آ(مباركاًآ) وآ(هديآ) : إنَّ (مباركاً) و (هدي )إما أن تكون منصوبة علي الحال، وهي متعلقة (ببكة )فيكون المعني ; إنَّ البيت في حال البركة والهداية . وإمّا أن تكون آ(حالاًآ) للضمير آ(وضعآ) فيكون المعني : آ(وضع مباركاً وهديآ) أو آ(للناس مباركاً وهديآ) أو (للذي ببكة مباركاً وهدي).
وما يعنينا التأكيد عليه أنَّ جميع هذه الاحتمالات نافذة قابلة للتطبيق، لأنَّ الكعبة منار هداية لجميع الناس، بحيث يستطيع البشر كافة أن ينالوا قسطاً من هداية الكعبة وبركاتها.
مواقع استعمال آ(الأوليةآ) في القرآن :
لقد استعمل القرآن الكريم مصطلح آ(الأوليةآ) في مواطن كثيرة تدل علي النسبة، بيد أنَّ الاستخدام لهذه اللفظة في قوله تعالي : (أول بيت وضع للناس )هو استعمال نفسيّ.
أما في قوله تعالي من سورة التوبة (لا تقم فيه أبداً ) حكاية عن نهي النبي من الاقامة في مسجد ضرار، وحثّه في المقابل للاقامة في مسجد قبا حيث يصفه سبحانه بقوله : (لمسجد أُسّس علي التقوي من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه ) فانَّ استعمال (أول يوم)في الآية يكون نسبيّاً لا نفسياً، والمعني : أنَّ المسجد أُسّس يوم بُني علي التقوي. ولقد ذكر الشيخ الطوسي(رحمه الله) عند تفسير الآية : آ(أول الشيء ابتداؤه، ويجوز أن يكون المبتدأ لهُ آخر، ويجوز أن لا يكون له آخر، لأنّ الواحد أول العدد، ولا نهاية لآخره، ونعيم أهل الجنة لَهُ أول، ولا آخر له، فعلي هذا انما كان أول بيت، لأنه لم يكن قبله بيت يحج اليهآ) وقد ذهب مفسرّون آخرون إلي أنَّ الأول لا يستلزم دائماً، وبالضرورة أن يكون لَهُ ثان، فقد يقول المرء : هذا سفري الأول إلي بيت الله الحرام، دون أن يستلزم كلامه ضرورة أن يوفق لحج البيت مرةً أخري . وعلي هذا يكون معني الأولية هنا، أنّه لم يكن قبله شيء. وعليه ; حين يقال أول بيت، فلا يستلزم القول أن يكون ثمة بيت ثان وهكذا.
وهذا الكلام لا يتعارض مع وجود بيوت أخري للعبادة، تكون ثانية وثالثة وهكذا ; من زاوية : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) بيد أنَّ وجود هذه البيوت لا يكون في مقابل وجود الكعبة . فكلام الشيخ الطوسي وإن كان صحيحاً في نفسه، إلاّ أنّ مصداقه غير صحيح . فما يقوله من أن تنعم أهل الجنة له أول ولا آخر له لا يصح، رغم أنَّ لهذا النعيم أولاً . ووجه عدم الصحة أنّ هذه النعم بنفسها لا أول لها ولا آخر، فالجنة موجودة الآن ـ لا أنها تخلق بعد الدنيا ـ ونعمها دائمة ثابتة دون انقطاع، خصوصاً تلك الجنة التي يقول عنها تعالي : (عِندَ مليك مقتدر )
آية الله العظمى الشيخ جوادي آملي ونسألكم الدعاء المبارك ..
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وأنار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
لعن الله ظالميك يامولاتي يافاطمة الزهراء
لا تنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبايبي ربي يوفقكم لكل خير ويسدد خطاكم ع المرور المبارك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور آيات القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
بارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد