★ ☆ دعاء الصحيفة ويعرف أيضاً بدعاء التسبيح ودعاء جبرئيل (ع) ☆★
ورد عن ☆۩ النبي الأكرم عليه أزكى وأتم الصلوات ۩☆
المصدر ☆۩ بحار الأنوار \ العلامة المجلسي \ ج 92 \ صفحة 363 - 369 ۩☆
مهج الدعوَات: روى ابن عباس أنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فرأيته ضاحكاً مسروراً، فقلت: مَا الخبر؟ فداك أبي وأمي يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عباس أتاني جبرئيل عليه السلام وبيده صحيفة مكتوب فيها كرامة لي ولأمتي خاصة فقال لي: خذها يا محمد، واقرأ مَا فيها وعظّمه! فإنه كنز من كنوز الآخرة وهذا دعاء أكرمك الله عز وجل به ، ولأمتك فقلت له : وما هو يا جبرئيل؟
فقال صلى الله عليه وعلى جميع الملائكة المقربين: سبحان الله وبحمده - وهو الدعاء الذي قد تقدم ذكره إلى سبحان الله العظيم (١).
فقلت: يا جبرئيل وما ثواب من يدعو بهذا الدعاء؟ فقال: يا محمد سألتني عن ثواب لا يعلمه إلا الله تعالى، لو صارت البحار مداداً، والأشجار أقلاماً، وملائكة السماوات كتاباً، وكتبوا بمقدار الدنيا ألف مرة لفني المداد، وَتكسرت الأقلام لم يكتبوا العشر من ذلك، يا محمد والذي بعثك بالحق نبياً ما من عبد ولا أمة يدعو بهذا الدعاء إلا كتب الله عز وجل له ثواب أربعة من الأنبياء، وأربعة من الملائكة، فأما الأنبياء فأولاً ثوابك يا محمد، وثواب عيسى، وثواب موسى، وثواب إبراهيم وثواب نوح عليهم السلام وأما الملائكة فأولاً ثوابي، وثواب إسرافيل وثواب ميكائيل، وثواب عزرائيل.
يا محمد ما من رجل أو امرأة يدعو بهذا الدعاء في عمره عشرين مرة، فإن الله تبارك وتعالى لا يعذبه بنار جهنم، ولو كان عليه من الذنوب زبد البحر، وقطر الأمطار، وعدد النجوم، وزنة العرش والكرسي، واللوح والقلم، والرمل والشعر والوبر، وخلق الجنة والنار، لغفر الله ذلك له، ويكتب له بكل ذنب ألف حسنة. يا محمد وإن كان به هم أو غم أو سقم أو مرض أو عرض أو عطش أو فزع، وقرأ هذا الدعاء، ثلاث مرات، قضى الله عز وجل له حاجته، ومن كان في موضع يخاف الأسد والذئب أو أراد الدخول على سلطان جائر، فإن الله تبارك وتعالى يمنع عنه كل سوء ومحذور وآفة، بحوله وقوته، ومن قرأه في حرب مرة واحدة قوّاه الله عز وجل قوّة سبعين من أصحاب المحاربين، ومن قرأه على صداع أو شقيقة أو وجع البطن أو ضربان العين أو لدغ الحية أو العقرب كفاه الله جميع ذلك. يا محمد من لا يؤمن بهذا الدعاء فهو برئ مني، ومن ينكره فإنه تذهب عنه البركة.
قال الحسن البصري: ما خلف رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته بعد كتاب الله عز وجل أفضل من هذا الدعاء.
قال سفيان: كل من لا يعرف حرمة هذا الدعاء فإنه مخاطر.
قال النبي صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل لأي شيء فضل هذا الدعاء على سائر الأدعية؟
قال: لأن فيه اسم الله الأعظم، ومن قرأه زاد في ذهنه وحفظه وعلمه وعمره وصحته في بدنه أضعافاً كثيرة، ويدفع الله عز وجل عنه تسعين آفة من آفات الدنيا وسبع مائة من آفات الآخرة.
تم أجر الدعاء الأول والحمد لله كثيراً.
صفة أجر الدعاء الثاني: روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وَآله أنه قال: نزل جبرئيل عليه السلام وكنت أصلي خلف المقام، قال: فلما فرغت استغفرت الله عز وجل لأمتي، فقال لي جبرئيل عليه السلام: يا محمد أراك حريصاً على أمتك، والله تعالى رحيم بعباده، فقال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: يا أخي أنت حبيبي وحبيب أمتي، علمني دعاء تكون أمتي يذكروني من بعدي.
فقال لي جبرئيل عليه السلام: أوصيك أن تأمر أمتك أن يصوموا ثلاثة أيام البيض من كل شهر: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر وأوصيك يا محمد أن تأمر أمتك أن تدعوا بهذا الدعاء الشريف، وإن حملة العرش يحملون العرش ببركة هذا الدعاء، وببركته أنزل إلى الأرض وأصعد إلى السماء، وهذا الدعاء مكتوب على أبواب الجنة، وعلى حجراتها، وعلى شرفاتها، وعلى منازلها وبه تفتح أبواب الجنة وبهذا يحشر الخلق يوم القيامة بأمر الله عز وجل.
ومن قرأ هذا الدعاء من أمتك يرفع الله عز وجل عنه عذاب القبر، ويؤمنه من الفزع الأكبر، ومن آفات الدنيا والآخرة ببركته، ومن قرأه ينجيه من عذاب النار.
ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل عن ثواب هذا الدعاء، قال جبرئيل عليه السلام:
يا محمد قد سألتني عن شيء لا أقدر على وصفه، ولا يعلم قدره إلا الله، يا محمد لو صارت أشجار الدنيا أقلاماً، والبحار مداداً، والخلائق كتاباً لم يقدروا على ثواب قارئ هذا الدعاء، ولا يقرء هذا عبد وأراد عتقه إلا أعتقه الله تبارك وتعالى، وخلصه من رق العبودية، ولا يقرؤه مغموم إلا فرج الله همه وغمه. ولا يدعو به طالب حاجة إلا قضاها الله عز وجل له في الدنيا والآخرة إن شاء الله ويقيه الله موت الفجاءة، وهول القبر، وفقر الدنيا، ويعطيه الله تبارك وتعالى الشفاعة يوم القيامة، ووجهه يضحك، ويدخله الله عز وجل ببركة هذا الدعاء دار السلام، ويسكنه الله في غرف الجنان، ويلبسه من حلل الجنة التي لا يبلى.
ومن صام وقرأ هذا الدعاء كتب الله عز وجل له مثل ثواب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، وإبراهيم الخليل وموسى الكليم، وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
قال النبي صلى الله عليه وَآله: لقد عجبت من كثرة ما ذكر جبرئيل عليه السلام في فضل هذا الدعاء وشرفه وتعظيمه وما ذكر فيه من الثواب لقارئ هذا الدعاء. ثم قال جبرئيل: يا محمد ليس أحد من أمتك يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إلا حشره الله يوم القيامة ووجهه يتلألأ مثل القمر ليلة تمامه، فيقول الناس: من هذا أنبي هو؟ فتخبرهم الملائكة بأن ليس هذا نبياً ولا ملكاً بل هذا عبد من عبيد الله من ولد آدم قرأ في عمره مرة واحدة هذا الدعاء، فأكرمه الله عز وجل بهذه. ثم قال جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله: يا (محمد) من قرأ هذا الدعاء خمس مرات حشر يوم القيامة، وأنا واقف على قبره ومعي براق من الجنة، ولا أبرح، واقفاً حتى يركب على ذلك البراق، ولا ينزل عنه إلا في دار النعيم خالد مخلد، ولا حساب عليه، في جوار إبراهيم عليه السلام وفي جوار محمد صلى الله عليه وآله، وأنا أضمن لقارئ هذا الدعاء من ذكر أو أنثى أن الله تعالى لا يعذبه، ولو كان عليه ذنوب أكثر من زبد البحر، وقطر المطر، وورق الشجر، وعدد الخلائق من أهل الجنة وأهل النار، وإن الله عز وجل يأمر أن يكتب بهذا الذي يدعو لهذا الدعاء ثواب حجة مبرورة، وعمرة مقبولة
أو كان مريضاً فيقرأ هذا الدعاء فإن الله عز وجل يفرج عنه ما هو فيه ببركته، ويطعمه ويسقيه، ويقضي له حوائج الدنيا والآخرة.
ومن سرق له شيء أو أبق له عبد فيقوم ويتطهر ويصلي ركعتين أو أربع ركعات، ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة الإخلاص وهي قل هو الله أحد مرتين فإذا سلم يقرأ هذا الدعاء، ويجعل الصحيفة بين يديه، أو تحت رأسه فإن الله تعالى يجمع المشرق والمغرب، ويرد العبد الآبق ببركة هذا الدعاء إن شاء الله تعالى. وإن كان يخاف من عدو فيقرأ هذا الدعاء على نفسه، فيجعله الله في حرز حريز، ولا يقدر عليه أعداؤه وما من عبد قرأه وعليه دين إلا قضاه الله عز وجل وسهل له من يقضيه عنه إن شاء الله تعالى ومن قرأه على مريض شفاه الله ببركته فإن قرأه عبد مؤمن مخلص لله عز وجل على جبل لتحرك الجبل بإذن الله تعالى ومن قرأه بنية خالصة على الماء لجمد الماء.
يا محمد ومن قرأ هذا الدعاء وقت النوم خمس مرات على طهارة فإنه يراك في منامه، وتبشره بالجنة، ومن كان جائعاً أو عطشاناً ولا يجد ما يأكل ولا ما يشرب، ولا تعجب من هذا الفضل الذي ذكرته في هذا الدعاء، فإن فيه اسم الله تعالى الأعظم، وإنه إذا قرأه القارئ وسمعه الملائكة والجن والإنس فيدعون لقارئه وإن الله تعالى يستجيب منهم دعاءهم وكل ذلك ببركة الله عز وجل، وببركة هذا الدعاء، وإن من آمن بالله وبرسوله، وبهذا الدعاء فيجب أن لا يغاش قلبه بما ذكر في هذا الدعاء، فإن الله يرزق من يشاء بغير حساب ومن قرأ وحفظه أو نسخه فلا يبخل به على أحد من المسلمين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما قرأت هذا الدعاء في غزاة إلا ظفرت، ببركته على أعدائي، وقال عليه السلام: من قرأ هذا الدعاء أعطي نور الأولياء في وجهه، وسهل له كل عسير ويسير، ويسر له كل يسير.
وقال الحسن البصري: لقد سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفه ولو أن من يقرأه ضرب برجله على الأرض لتحركت الأرض. وقال سفيان الثوري: ويل لمن لا يعرف حق هذا الدعاء، فإن من عرف حقه وحرمته كفاه الله عز وجل كل شدة، وسهل له جميع الأمور، ووقاه كل محذور، ودفع عنه كل سوء، ونجاه من كل مرض وعرض، أزاح الهم والغم عنه. فتعلموه وعلموه، فإن فيه خير الكثير.
وهو هذا الدعاء الموصوف، هو الدعاء الثاني في هذا الكتاب:
" سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ مَا أَقْدَرَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَدِيرٍ مَا أَعْظَمَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَجَلَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَلِيلٍ مَا أَمْجَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَاجدٍ مَا أَرْأَفَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَؤوفٍ مَا أَعَزَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَزِيزٍ مَا أَكْبَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كبيرٍ مَا أَقْدَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَدِيمٍ مَا أَعْلَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَالٍ مَا أَسْنَاهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَنِيٍّ مَا أَبْهَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَهِيٍّ مَا أَنْوَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُنِيرٍ مَا أَظْهَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ ظَاهِرٍ مَا أَخْفَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ خَفِيٍّ مَا أَعْلَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَلِيمٍ مَا أَخْبَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ خَبِيرٍ مَا أَكْرَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَرِيمٍ مَا أَلْطَفَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ لَطِيفٍ مَا أَبْصَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَصِيرٍ مَا أَسْمَعَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَمِيعٍ مَا أَحْفَظَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَفِيظٍ مَا أَمْلَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَلِيٍّ مَا أَهْدَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ هَادٍ مَا أَصْدَقَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ صَادِقٍ مَا أَحْمَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَمِيدٍ مَا أَذْكَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ ذَاكِرٍ مَا أَشْكَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَكُورٍ مَا أَوْفَاهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَفِيٍّ مَا أَغْنَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ غَنِيٍّ مَا أَعْطَاهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُعْطٍ مَا أَوْسَعَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَاسِعٍ مَا أَجْوَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَوَادٍ مَا أَفْضَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُفْضِلٍ مَا أَنْعَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُنْعِمٍ مَا أَسْيَدَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَيّدٍ مَا أَرْحَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَحِيمٍ مَا أَشَّدّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَدِيدٍ مَا أَقْوَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَويٍّ مَا أَحْكَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَكِيمٍ مَا أَبْطَشَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَاطِشٍ مَا أَقْوَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَيّومٍ مَا أَحْمَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَمِيدٍ مَا أَدْوَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ دَائِمٍ مَا أَبْقَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَاقٍ مَا أَفْرَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ فَرْدٍ مَا أَوَحَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَاحِدٍ مَا أَصْمَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ صَمَدٍ مَا أَمْلَكَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَالِكٍ مَا أَوْلَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَلِيٍّ مَا أَعْظَمَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَكْمَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَامِلٍ مَا أَتَمَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ تَامٍ مَا أَعْجَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَجِيبٍ مَا أَفْخَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ فَاخِرٍ مَا أَبْعَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَعِيدٍ مَا أَقْرَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَرِيبٍ مَا أَمْنَعَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَانِعٍ مَا أَغْلَبَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ غَالِبٍ مَا أَعْفَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَفُوٍّ مَا أَحْسَنَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُحْسِنٍ مَا أَجْمَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَمِيلٍ مَا أَقْبَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَابِلٍ مَا أَشْكَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَكُورٍ مَا أَغْفَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ غَفُورٍ مَا أَكْبَرَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَبِيرٍ مَا أَجْبَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَبَّارٍ مَا أَدْيَنَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ دَيَّانٍ مَا أَقْضَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَاضٍ مَا أَمْضَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَاضٍ مَا أَنْفَذَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ نَافِذٍ مَا أَرْحَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَحِيمٍ مَا أَخْلَقَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ خَالِقٍ مَا أَقْهَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَاهِرٍ مَا أَمْلَكَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَلِكٍ مَا أَقْدَرَهُ، وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَادِرٍ مَا أَرْفَعَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَفِيعٍ مَا أَشْرَفَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَرِيفٍ مَا أَرْزَقَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَازِقٍ مَا أَقْبَضَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَابِضٍ مَا أَبْدَأهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَادٍ مَا أَقْدَسَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قُدُّوسٍ مَا أَطْهَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ طَاهِرٍ مَا أَزْكَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ زَكِيٍّ مَا أَبْقَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَاقٍ مَا أَعْوَدَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَوَّادٍ مَا أَفْطَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ فَاطِرٍ مَا أَوْهَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَهَّابٍ مَا أَتْوَبَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ تَوَّابٍ مَا أَسْخَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَخِيٍّ مَا أَبْصَرَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَصِيرٍ مَا أَسْلَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَلَامٍ مَا أَشْفَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَافٍ مَا أَنْجَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُنْجٍ مَا أَبَرَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَارٍّ مَا أَطْلَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ طَالِبٍ مَا أَدْرَكَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُدْرِكٍ مَا أَشَدَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَدِيدٍ مَا أَعْطَفَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُتَعَطِّفٍ (١) مَا أَعْدَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَادِلٍ مَا أَتْقَنَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُتْقِنٍ مَا أَحْكَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَكِيمٍ مَا أَكْفَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَفِيلٍ مَا أَشْهَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ وَهُوَ اللهُ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، الْحَمْدُ للهِ وَلَا إِلَهَ إِلَا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، دَافِعِ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ."
قال سفيان الثوري: ويل لمن لا يعرف حرمة هذا الدعاء! فإن من عرف حق هذا الدعاء وحرمته، كفاه الله عز وجل كل شدة وصعوبة، وآفة ومرض وغم، فتعلموه وعلموه ففيه البركة والخير والكثير في الدنيا والآخرة إنشاء الله (٢).
(١) مِنْ عطوَف خ.
(٢) مهج الدعوَات ص ٩٨ - ١٠٦.
ورد عن ☆۩ النبي الأكرم عليه أزكى وأتم الصلوات ۩☆
المصدر ☆۩ بحار الأنوار \ العلامة المجلسي \ ج 92 \ صفحة 363 - 369 ۩☆
مهج الدعوَات: روى ابن عباس أنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فرأيته ضاحكاً مسروراً، فقلت: مَا الخبر؟ فداك أبي وأمي يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عباس أتاني جبرئيل عليه السلام وبيده صحيفة مكتوب فيها كرامة لي ولأمتي خاصة فقال لي: خذها يا محمد، واقرأ مَا فيها وعظّمه! فإنه كنز من كنوز الآخرة وهذا دعاء أكرمك الله عز وجل به ، ولأمتك فقلت له : وما هو يا جبرئيل؟
فقال صلى الله عليه وعلى جميع الملائكة المقربين: سبحان الله وبحمده - وهو الدعاء الذي قد تقدم ذكره إلى سبحان الله العظيم (١).
فقلت: يا جبرئيل وما ثواب من يدعو بهذا الدعاء؟ فقال: يا محمد سألتني عن ثواب لا يعلمه إلا الله تعالى، لو صارت البحار مداداً، والأشجار أقلاماً، وملائكة السماوات كتاباً، وكتبوا بمقدار الدنيا ألف مرة لفني المداد، وَتكسرت الأقلام لم يكتبوا العشر من ذلك، يا محمد والذي بعثك بالحق نبياً ما من عبد ولا أمة يدعو بهذا الدعاء إلا كتب الله عز وجل له ثواب أربعة من الأنبياء، وأربعة من الملائكة، فأما الأنبياء فأولاً ثوابك يا محمد، وثواب عيسى، وثواب موسى، وثواب إبراهيم وثواب نوح عليهم السلام وأما الملائكة فأولاً ثوابي، وثواب إسرافيل وثواب ميكائيل، وثواب عزرائيل.
يا محمد ما من رجل أو امرأة يدعو بهذا الدعاء في عمره عشرين مرة، فإن الله تبارك وتعالى لا يعذبه بنار جهنم، ولو كان عليه من الذنوب زبد البحر، وقطر الأمطار، وعدد النجوم، وزنة العرش والكرسي، واللوح والقلم، والرمل والشعر والوبر، وخلق الجنة والنار، لغفر الله ذلك له، ويكتب له بكل ذنب ألف حسنة. يا محمد وإن كان به هم أو غم أو سقم أو مرض أو عرض أو عطش أو فزع، وقرأ هذا الدعاء، ثلاث مرات، قضى الله عز وجل له حاجته، ومن كان في موضع يخاف الأسد والذئب أو أراد الدخول على سلطان جائر، فإن الله تبارك وتعالى يمنع عنه كل سوء ومحذور وآفة، بحوله وقوته، ومن قرأه في حرب مرة واحدة قوّاه الله عز وجل قوّة سبعين من أصحاب المحاربين، ومن قرأه على صداع أو شقيقة أو وجع البطن أو ضربان العين أو لدغ الحية أو العقرب كفاه الله جميع ذلك. يا محمد من لا يؤمن بهذا الدعاء فهو برئ مني، ومن ينكره فإنه تذهب عنه البركة.
قال الحسن البصري: ما خلف رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته بعد كتاب الله عز وجل أفضل من هذا الدعاء.
قال سفيان: كل من لا يعرف حرمة هذا الدعاء فإنه مخاطر.
قال النبي صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل لأي شيء فضل هذا الدعاء على سائر الأدعية؟
قال: لأن فيه اسم الله الأعظم، ومن قرأه زاد في ذهنه وحفظه وعلمه وعمره وصحته في بدنه أضعافاً كثيرة، ويدفع الله عز وجل عنه تسعين آفة من آفات الدنيا وسبع مائة من آفات الآخرة.
تم أجر الدعاء الأول والحمد لله كثيراً.
صفة أجر الدعاء الثاني: روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وَآله أنه قال: نزل جبرئيل عليه السلام وكنت أصلي خلف المقام، قال: فلما فرغت استغفرت الله عز وجل لأمتي، فقال لي جبرئيل عليه السلام: يا محمد أراك حريصاً على أمتك، والله تعالى رحيم بعباده، فقال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: يا أخي أنت حبيبي وحبيب أمتي، علمني دعاء تكون أمتي يذكروني من بعدي.
فقال لي جبرئيل عليه السلام: أوصيك أن تأمر أمتك أن يصوموا ثلاثة أيام البيض من كل شهر: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر وأوصيك يا محمد أن تأمر أمتك أن تدعوا بهذا الدعاء الشريف، وإن حملة العرش يحملون العرش ببركة هذا الدعاء، وببركته أنزل إلى الأرض وأصعد إلى السماء، وهذا الدعاء مكتوب على أبواب الجنة، وعلى حجراتها، وعلى شرفاتها، وعلى منازلها وبه تفتح أبواب الجنة وبهذا يحشر الخلق يوم القيامة بأمر الله عز وجل.
ومن قرأ هذا الدعاء من أمتك يرفع الله عز وجل عنه عذاب القبر، ويؤمنه من الفزع الأكبر، ومن آفات الدنيا والآخرة ببركته، ومن قرأه ينجيه من عذاب النار.
ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل عن ثواب هذا الدعاء، قال جبرئيل عليه السلام:
يا محمد قد سألتني عن شيء لا أقدر على وصفه، ولا يعلم قدره إلا الله، يا محمد لو صارت أشجار الدنيا أقلاماً، والبحار مداداً، والخلائق كتاباً لم يقدروا على ثواب قارئ هذا الدعاء، ولا يقرء هذا عبد وأراد عتقه إلا أعتقه الله تبارك وتعالى، وخلصه من رق العبودية، ولا يقرؤه مغموم إلا فرج الله همه وغمه. ولا يدعو به طالب حاجة إلا قضاها الله عز وجل له في الدنيا والآخرة إن شاء الله ويقيه الله موت الفجاءة، وهول القبر، وفقر الدنيا، ويعطيه الله تبارك وتعالى الشفاعة يوم القيامة، ووجهه يضحك، ويدخله الله عز وجل ببركة هذا الدعاء دار السلام، ويسكنه الله في غرف الجنان، ويلبسه من حلل الجنة التي لا يبلى.
ومن صام وقرأ هذا الدعاء كتب الله عز وجل له مثل ثواب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، وإبراهيم الخليل وموسى الكليم، وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
قال النبي صلى الله عليه وَآله: لقد عجبت من كثرة ما ذكر جبرئيل عليه السلام في فضل هذا الدعاء وشرفه وتعظيمه وما ذكر فيه من الثواب لقارئ هذا الدعاء. ثم قال جبرئيل: يا محمد ليس أحد من أمتك يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إلا حشره الله يوم القيامة ووجهه يتلألأ مثل القمر ليلة تمامه، فيقول الناس: من هذا أنبي هو؟ فتخبرهم الملائكة بأن ليس هذا نبياً ولا ملكاً بل هذا عبد من عبيد الله من ولد آدم قرأ في عمره مرة واحدة هذا الدعاء، فأكرمه الله عز وجل بهذه. ثم قال جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله: يا (محمد) من قرأ هذا الدعاء خمس مرات حشر يوم القيامة، وأنا واقف على قبره ومعي براق من الجنة، ولا أبرح، واقفاً حتى يركب على ذلك البراق، ولا ينزل عنه إلا في دار النعيم خالد مخلد، ولا حساب عليه، في جوار إبراهيم عليه السلام وفي جوار محمد صلى الله عليه وآله، وأنا أضمن لقارئ هذا الدعاء من ذكر أو أنثى أن الله تعالى لا يعذبه، ولو كان عليه ذنوب أكثر من زبد البحر، وقطر المطر، وورق الشجر، وعدد الخلائق من أهل الجنة وأهل النار، وإن الله عز وجل يأمر أن يكتب بهذا الذي يدعو لهذا الدعاء ثواب حجة مبرورة، وعمرة مقبولة
أو كان مريضاً فيقرأ هذا الدعاء فإن الله عز وجل يفرج عنه ما هو فيه ببركته، ويطعمه ويسقيه، ويقضي له حوائج الدنيا والآخرة.
ومن سرق له شيء أو أبق له عبد فيقوم ويتطهر ويصلي ركعتين أو أربع ركعات، ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة الإخلاص وهي قل هو الله أحد مرتين فإذا سلم يقرأ هذا الدعاء، ويجعل الصحيفة بين يديه، أو تحت رأسه فإن الله تعالى يجمع المشرق والمغرب، ويرد العبد الآبق ببركة هذا الدعاء إن شاء الله تعالى. وإن كان يخاف من عدو فيقرأ هذا الدعاء على نفسه، فيجعله الله في حرز حريز، ولا يقدر عليه أعداؤه وما من عبد قرأه وعليه دين إلا قضاه الله عز وجل وسهل له من يقضيه عنه إن شاء الله تعالى ومن قرأه على مريض شفاه الله ببركته فإن قرأه عبد مؤمن مخلص لله عز وجل على جبل لتحرك الجبل بإذن الله تعالى ومن قرأه بنية خالصة على الماء لجمد الماء.
يا محمد ومن قرأ هذا الدعاء وقت النوم خمس مرات على طهارة فإنه يراك في منامه، وتبشره بالجنة، ومن كان جائعاً أو عطشاناً ولا يجد ما يأكل ولا ما يشرب، ولا تعجب من هذا الفضل الذي ذكرته في هذا الدعاء، فإن فيه اسم الله تعالى الأعظم، وإنه إذا قرأه القارئ وسمعه الملائكة والجن والإنس فيدعون لقارئه وإن الله تعالى يستجيب منهم دعاءهم وكل ذلك ببركة الله عز وجل، وببركة هذا الدعاء، وإن من آمن بالله وبرسوله، وبهذا الدعاء فيجب أن لا يغاش قلبه بما ذكر في هذا الدعاء، فإن الله يرزق من يشاء بغير حساب ومن قرأ وحفظه أو نسخه فلا يبخل به على أحد من المسلمين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما قرأت هذا الدعاء في غزاة إلا ظفرت، ببركته على أعدائي، وقال عليه السلام: من قرأ هذا الدعاء أعطي نور الأولياء في وجهه، وسهل له كل عسير ويسير، ويسر له كل يسير.
وقال الحسن البصري: لقد سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفه ولو أن من يقرأه ضرب برجله على الأرض لتحركت الأرض. وقال سفيان الثوري: ويل لمن لا يعرف حق هذا الدعاء، فإن من عرف حقه وحرمته كفاه الله عز وجل كل شدة، وسهل له جميع الأمور، ووقاه كل محذور، ودفع عنه كل سوء، ونجاه من كل مرض وعرض، أزاح الهم والغم عنه. فتعلموه وعلموه، فإن فيه خير الكثير.
وهو هذا الدعاء الموصوف، هو الدعاء الثاني في هذا الكتاب:
" سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ مَا أَقْدَرَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَدِيرٍ مَا أَعْظَمَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَجَلَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَلِيلٍ مَا أَمْجَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَاجدٍ مَا أَرْأَفَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَؤوفٍ مَا أَعَزَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَزِيزٍ مَا أَكْبَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كبيرٍ مَا أَقْدَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَدِيمٍ مَا أَعْلَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَالٍ مَا أَسْنَاهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَنِيٍّ مَا أَبْهَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَهِيٍّ مَا أَنْوَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُنِيرٍ مَا أَظْهَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ ظَاهِرٍ مَا أَخْفَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ خَفِيٍّ مَا أَعْلَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَلِيمٍ مَا أَخْبَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ خَبِيرٍ مَا أَكْرَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَرِيمٍ مَا أَلْطَفَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ لَطِيفٍ مَا أَبْصَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَصِيرٍ مَا أَسْمَعَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَمِيعٍ مَا أَحْفَظَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَفِيظٍ مَا أَمْلَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَلِيٍّ مَا أَهْدَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ هَادٍ مَا أَصْدَقَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ صَادِقٍ مَا أَحْمَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَمِيدٍ مَا أَذْكَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ ذَاكِرٍ مَا أَشْكَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَكُورٍ مَا أَوْفَاهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَفِيٍّ مَا أَغْنَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ غَنِيٍّ مَا أَعْطَاهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُعْطٍ مَا أَوْسَعَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَاسِعٍ مَا أَجْوَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَوَادٍ مَا أَفْضَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُفْضِلٍ مَا أَنْعَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُنْعِمٍ مَا أَسْيَدَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَيّدٍ مَا أَرْحَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَحِيمٍ مَا أَشَّدّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَدِيدٍ مَا أَقْوَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَويٍّ مَا أَحْكَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَكِيمٍ مَا أَبْطَشَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَاطِشٍ مَا أَقْوَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَيّومٍ مَا أَحْمَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَمِيدٍ مَا أَدْوَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ دَائِمٍ مَا أَبْقَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَاقٍ مَا أَفْرَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ فَرْدٍ مَا أَوَحَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَاحِدٍ مَا أَصْمَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ صَمَدٍ مَا أَمْلَكَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَالِكٍ مَا أَوْلَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَلِيٍّ مَا أَعْظَمَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَكْمَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَامِلٍ مَا أَتَمَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ تَامٍ مَا أَعْجَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَجِيبٍ مَا أَفْخَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ فَاخِرٍ مَا أَبْعَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَعِيدٍ مَا أَقْرَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَرِيبٍ مَا أَمْنَعَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَانِعٍ مَا أَغْلَبَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ غَالِبٍ مَا أَعْفَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَفُوٍّ مَا أَحْسَنَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُحْسِنٍ مَا أَجْمَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَمِيلٍ مَا أَقْبَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَابِلٍ مَا أَشْكَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَكُورٍ مَا أَغْفَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ غَفُورٍ مَا أَكْبَرَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَبِيرٍ مَا أَجْبَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ جَبَّارٍ مَا أَدْيَنَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ دَيَّانٍ مَا أَقْضَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَاضٍ مَا أَمْضَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَاضٍ مَا أَنْفَذَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ نَافِذٍ مَا أَرْحَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَحِيمٍ مَا أَخْلَقَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ خَالِقٍ مَا أَقْهَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَاهِرٍ مَا أَمْلَكَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مَلِكٍ مَا أَقْدَرَهُ، وَ سُبْحَانَهُ مِنْ قَادِرٍ مَا أَرْفَعَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَفِيعٍ مَا أَشْرَفَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَرِيفٍ مَا أَرْزَقَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ رَازِقٍ مَا أَقْبَضَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قَابِضٍ مَا أَبْدَأهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَادٍ مَا أَقْدَسَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ قُدُّوسٍ مَا أَطْهَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ طَاهِرٍ مَا أَزْكَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ زَكِيٍّ مَا أَبْقَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَاقٍ مَا أَعْوَدَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَوَّادٍ مَا أَفْطَرَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ فَاطِرٍ مَا أَوْهَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ وَهَّابٍ مَا أَتْوَبَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ تَوَّابٍ مَا أَسْخَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَخِيٍّ مَا أَبْصَرَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَصِيرٍ مَا أَسْلَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ سَلَامٍ مَا أَشْفَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَافٍ مَا أَنْجَاهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُنْجٍ مَا أَبَرَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ بَارٍّ مَا أَطْلَبَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ طَالِبٍ مَا أَدْرَكَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُدْرِكٍ مَا أَشَدَّهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ شَدِيدٍ مَا أَعْطَفَهُ وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُتَعَطِّفٍ (١) مَا أَعْدَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ عَادِلٍ مَا أَتْقَنَهُ. وَسُبْحَانَهُ مِنْ مُتْقِنٍ مَا أَحْكَمَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ حَكِيمٍ مَا أَكْفَلَهُ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ كَفِيلٍ مَا أَشْهَدَهُ، وَسُبْحَانَهُ وَهُوَ اللهُ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، الْحَمْدُ للهِ وَلَا إِلَهَ إِلَا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، دَافِعِ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ."
قال سفيان الثوري: ويل لمن لا يعرف حرمة هذا الدعاء! فإن من عرف حق هذا الدعاء وحرمته، كفاه الله عز وجل كل شدة وصعوبة، وآفة ومرض وغم، فتعلموه وعلموه ففيه البركة والخير والكثير في الدنيا والآخرة إنشاء الله (٢).
(١) مِنْ عطوَف خ.
(٢) مهج الدعوَات ص ٩٨ - ١٠٦.