بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
مع تزايد الاهتمام في قضية الإمام المهدي عليه السلام من لدن المجتمع الإسلامى؛ وذلك بسبب تصاعد وتيرة الظلم واستشراء الفساد، دفع الناس إلى أن تتوجّه أنظارهم للمنقذ الموعود، وتمنّى هؤلاء أن يرتفع ما يعانيه المجتمع من ظلم وفوضى في المفاهيم الإسلامية بظهور من يعيد للاُمّة شخصيتها الإسلامية المفقودة، وتوسّل اُولئك المحيطون بالأئمة من أهل البيت عليهم السلام أن يكون صاحبهم هو القائم الموعود، والإمام الجواد أحد اُولئك المؤمّل فيهم القيام بأمر اللَّه، إلّا أنّ الإمام الجواد يحاول أن يبعد هذه الفكرة، ويقرّب صفات القائم عليه السلام إلى أذهان الناس، بقوله لعبدالعظيم الحسني رضى الله عنه حين سأله عن القائم، حيث قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام: يا مولاي، إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
فقال عليه السلام: «ما منّا إلّا قائم بأمر اللَّه، وهادٍ إلى دين اللَّه، ولكنّ القائم الذي يطهِّر اللَّه به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، وتحرم عليهم تسميته، وهو سَمِيّ رسول اللَّه وكنيه، وهو الذي تُطوى له الأرض، ويُذلّ له كل صعب، يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض؛ وذلك قول اللَّه «أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[1]، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر اللَّه أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشر آلاف رجل خرج بإذن اللَّه، فلايزال يقتل أعداء اللَّه حتى يرضى عزّ وجلّ ».
قال عبدالعظيم: فقلت له: يا سيدي، فكيف يعلم أنّ اللَّه قد رضي؟
قال: «يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزّى فأحرقهما»[2]. ولم يكن عبدالعظيم قد اختلط عليه أمر قائمهم عليهم السلام، فهو الحامل لأحاديثهم، والحافظ لتراثهم، والقيِّم على رواياتهم إبّان اشتداد الأمر على شيعتهم وملاحقتهم إيّاهم، فكان عبدالعظيم الحسني مهاجراً إلى حيث حفظ نفسه الشريفة وتراث أئمته المقدس، حرصاً منه على إيصال هذا الكمِّ الهائل من تراثهم إلى أجيال شيعتهم، وهو الملازم لهم عليهم السلام في أحلك الظروف، فكيف يغيب عن عبدالعظيم مسألة القائم وتشخيصه حتى يختلط عليه الأمر فيسأل الجواد عليه السلام عن كونه القائم أم لا؟!
وعلى ما يبدو أنّ عبدالعظيم أراد أن يسأل الإمام الجواد عليه السلام عن القائم ليبعد شبهة الضعفاء الذين يتوسّلون بأيّ شخصية يجدون فيها مواصفات خاصة يقتنعون بها، فيجعلون صاحبها مؤهلاً لأن يكون المهدي، وقد انخرط في شبهة المهدوية الكثير، حيث نسبوها إلى بعض الأئمة عليهم السلام، كالإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام، ولبعض أبناء الأئمة كذلك، والظاهر أن ضيق الظروف الأمنية والاختناق السياسي الذي تفرضه السلطة تدفع بالبعض إلى اضطراب العقيدة المهدوية لديهم، فيأملون أن يكون الإمام الحاضر هو قائم آل البيت عليهم السلام، وهو ما دعا عبدالعظيم الحسني أن يثير هذا التساؤل الخطير، وقد أضاف عبدالعظيم بسؤاله هذا للإمام تراثاً مهدوياً مهمّاً، ورؤيةً ناضجة معصومة؛ كي تعرف الاُمّة في ظلّ هذه الظروف إمامها وواقعه الذي يحبط به.
نسأل الباري ان يجعلكم ويشملنا من انصار الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جزاكم الله كل خير
ربِّ اغفر و ارحم و تجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأجل الأكرم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين بارك الله بكم على موضوعكم القيم
جهود جباره ..اجركم الله واثقل بها موازين اعمالكم
جعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام نسألكم الدعاء