
بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ
((انمـا يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا))
زواج النورين



لما بلغت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مبالغ النساء أقبلت إليها الملوك والأكابر والتجار من الشام والعراق ومصر والحبشة والحجاز واليمن وأصفهان من جميع البلدان يطلبون مصاهرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , وبذلوا له الأموال من الذهب والفضة والدر والجواهر , وهو يأبى عليهم ويقول أمرها إلي الله تعالى , وليس لأحد من الناس فيها حق إنما هي لعلي . وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يفارق علياً ليلاً ولا نهاراً , وكان علياً ( عليه السلام ) قد بلغ مبالغ الرجال وقوى باسه . فلما كان ذات يوم من الأيام قبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مابين عيني علي ( عليه السلام ) وقال له : أريد أن أزوجك بامرأة من بني عمك فقال علي : يارسول الله اني رجل فقير وليس لي سوى درعي ولامة حربي , قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليس لك عن الذي ذكرته غناء , وأنك محتاج اليه في مهمات الحرب والجهاد في سبيل الله تعالى , والله يفتح عليك بالخير وهو الفتاح العليم , ثم أن علياً ( عليه السلام ) خرج من عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم ان علياً خرج من عند رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) بعن أن أكلا طعاما نفيساً من أطعمة الجنة قد أهداه لهما جبرائيل ( عليه السلام ) بأمر الملك الجليل , فاجتاز بطريقة على سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار ابن ياسر ( رضي الله عنهم ) وهم يتحدثون في أمر علي ( عليه السلام ) وفاطمة ( عليها السلام ) فلمّا رآهم ضحك في وجوههم وأقبل عليهم فضحكوا في وجهه , ثم أمسكوا عن الكلام فقال لهم علي ( عليه السلام ) : ما كنتم تقولون ؟ وما عنكم ولما تضحكون ؟ فقالوا : كنا نقول أن علياً ما تصلح له زوجة غير فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لانها أفضل وأكمل نساء قريش وبني عبد المطلب , وهي سيدة نساء العالمين وقال لهم علي ( عليه السلام ) : يا أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انتم تعلمون أني رجل فقير وليس لي مال , وقدقال الله تعالى في محكم كتابة العزيز [ وليستعفف الذين لا يدون نكاحاً حتى يغنهم الله من فضله ] فقال عمّار : أنا أضمن لك بمهر فاطمة ( عليها السلام ) من مالي , فقم بنا لكي نخطبها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لهم علي ( عليه السلام ) : مرّوابنا نحو اخوتي جعفر و عقيل , فقاموا واتوا إليهما وأخبروهما بذلك ففرحا فرحاً شديداً فقال عقيل : أنا أضمن لك بوليمة العرس , وقال جعفر : وأنا أضمن لك بالثياب , فقال سلما الفارسي ( رضي الله عنه ) : أنصلحت الأحوال فقوموا بنا إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , فقاموا فلما دخلوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : مرحباً يا أولاد عمي وأعز الخلق عندي , لقد أضاءت بكم الديار فما حاجتكم وما لذي تريدون , فقالوا : إن ابن عمك علياً ( عليه السلام ) قد دخلنا الهم من أجله , وقد جئناك خاطبين , وفي ابنتك فاطمة راغبين , فنريد منك أن تزوِّج فاطمة , يزينها ولا يشينها , وهو الشرف الأعلى فقال لهم : حباً وكرامة , ولقد أتاني جبرائيل ( عليه السلام ) من قبلكم وأخبرني بهذا الأمر وأمرني بذلك , ولكنها يتيمة لا أم لها , ونريد لها من يصلح حالها , ثم مضى إلي منزل صفيه ( رضي الله عنها ) و عاتكه ( رضي الله عنها ) عمات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإلي بنات عبد المطلب فقال لهن : أنا مضينا نخطب فاطمة ( عليها السلام ) من أبيها , فاعتذر لنا ممن يعمل لها أعمال النساء , فقالت صفيه و عاتكة: نحن نضمن لها أعمال النساء , فمضوا جميعاً إلي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمضوا جميعاً إلي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فدخلوا عليه ثم ّ قال عقيل : يا رسول الله هذه صفيه و عاتكة قد ضمنا لفاطمة بأعمال النساء , فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أتضمنان لفاطمة قالتا : نعم فجزاهم خيراً , فقال عقيل ( رضي الله عنه ) وما يكون مهرها على علي ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله و سلم ) : ستون درهماً , فقال عقيل : ارضيت بذلك يا علي ؟ فقال ( عليه السلام ) نعم رضيت بذلك , فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أحضروا لنا المهر , فمضى عمار ( رضي الله عنه ) إلي منزله وأتى بالصداق المذكور ودفعه الي علي ( عليه السلام ) , فأخذه ودفعه الي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , فلما كان صباح يوم الخميس عمد عقيل الي جزور ونحره , ونحر غنماً كثيراً لوليمة العرس , وكان ذلك ليلة الجمعة فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن ينادى الي جميع الناس عامة فاجتمعوا من كل فج عميق وواد سحيق , فأقام وليمة تامة ونحر إبلاً كثيرة , وكان جملة من حضر ذلك اليوم عشرة الآف رجل غير العبيد والصبيان , فلما كان الليلة المباركة وأراد الله تعالى تزوج الطاهر بالطاهرة هبط الامين جبرائيل ( عليه السلام ) من عند رب العالمين فقال : يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام , وقد أمرني ان اخطب لفاطمة وأزوجها من علي ( عليه السلام )فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قد فوضت أمرها الي الله تعالى فنعم الولي هو , ونعم الخطيب انت ونعم الزوج علي ( عليه السلام ) ونعم الزوجه فاطمة ( عليها السلام ) , وكان الله وليها , وجبرائيل ( عليه السلام ) خطيبها , والملائكة شهودها , وقد أمر جبرائيل ( عليه السلام ) أن ينادي في السماوات والارضين والجبال والبحار وأن يجمع الملائكة إلي البيت المعمور , فاجتمعت الملائكة وقالوا : إلهنا وسيدنا ومولانا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم , فقال الله تعالى : إني أريد أن أشدهكم إني قد زوجة الطاهر بالطاهرة والصادق بالصادقة , فقوموا صفوفاً من المشرق الي المغرب التسبيح والتقديس والتهليل والثناء على رب العلمين , وأوحى الله الي رضوان خازن الجنان , أن يزين الجنة ويصّف الحور والولدان ويصف أقداح الشراب ويزين الكواعب والأتراب , وأن يفرش البيت المعمور بفرش العبقري و الإستبراق الحسان والرفرف الأخضر والأحمر والأسود , وعلق قناديل الدر بسلاسل المرجان وصف الحور والولدان وفوق منابر الرحمة و كراسي الكرامة , ونصب منبراً من الياقوت الأحمر وجلست الملائكة على المنابر , وانشأ الله فوق رؤوسهم سحباً من نور تغشى الأبصار حشوها المسك والعنبر ’ وأمرها أن تمطر على رؤوس الملائكة , فمطرت عليهم ورفرفت الملائكة بأجنحتها بالتسبيح والتقديس والثناء لرب العالمين , وقالوا : لك الحمد يا رحمن , وأمر شجرة طوبى و سدرة المنتهى أن تحمل بالدر والجواهر والياقوت , وأوحى الله تعالى الي الامين جبرائيل ( عليه السلام ) أن ارق منبر الكرامة , فارتقى حتى استوى على المنبر خطيباً وقال : الحمد لله خالق الرياح وفالق الاصباح ومغذّي الأرواح الذي صور على عرشه خمسة أشباح , محيي الاموات وجامع الشتات ومخرج النبات ومنزل البركات , الي رفع السماء وبناها وسطح الارض ودحاها وأرسى الجبال فأعلاها , الواحد الخالق الكريم الرازق , بارئ الانام ومنشى الغمام , لا تشتبه عليه اللغات ولا تتشابة عليه الاصوات , ولا تاخذ نوم ولا سناة , الملك القدير واللطيف الخبير , رب الانس والجان والملائكة الكرام , رب الارباب العزيز الوهاب , الذي أكرمنا بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشرفنا بالوصي , وأشهد أن لا إله الا هو وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله , وأشهد ان علياً بن ابي طالب ( عليه السلام ) وليه وخليفته , إلا فشهدوا يا معاشر الملائكة المقربين والملائكة الراكعين والساجدين وجميع أهل السماوات والأرض بأني قد زوجت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت محمد الأمين بعلي بن أبي طالب سيد الوصيين , وعلى ان لهما بأمر من الله خُمس الدنيا بأرضها وسماءها وبّرها وسهلها وجبلها , فأوحى الله تعالى اليهم : إني قد زوجت وليي ووصي النبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بسيدة نساء العالمين , فنثرة شجرة طوبى و سدرة المنتهى على الحور العين من الدر والجوهر والياقوت , ولم يزالوا يتهادينه إلي يوم القيامة ويقولون هذا من زفاف فاطمة الزهراء (عليها السلام ) على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) , وعند ذلك هبط الأمين جبرائيل و ميكائيل وأسرافيل ( عليهم السلام ) وجميع الملائكة المقربين وفي أيديهم ألوية الحمد وأيات النصر , وزخرفت الجنان وأشرفت الحور الحسان , وغنت الاطيار على رؤوس الجنان بما خص الله به محمد المختار وعلي جيدر الكرار وفاطمة الزهراءصفوة الجبار , وهبت , ريح الرحمه وصفقت أوراق اشجار الجنة , وجلس النبي ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وعلي ( عليه السلام ) وبني عبد المطلب وبني هاشم وعقدوا عقد النكاح وأجلسوا علي ( عليه السلام ) على كرسي من العرعر مرصع بالذهب الاحمر والدر والجواهر ومشيك بالياقوت الاخضر . والذي بعث محمد ( صلى الله عليه و آله وسلم ) بالرسالة وعلياً بالإمامة , لما لبس علي التاج تحت عمامته , ظنه كل من حضر ذلك اليوم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم يعرف هذا من هذا , فلما فرغوا من عقد النكاح جلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبني هاشم جميعاً في الجفان , فأكل الناس وجميع أهل المدينة ونواحيها وصارت الجفان كأنها ينبوعاً بقدرة الله تعالى وببركات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد مسح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيده المباركة على الطعام فبينما هم كذلك إذ سمعوا :
صلى الإله على المختار سيدنا ~~~ وأعني بطه وصاد ثم ياسينا
كذا على المرتضى ثّم البتـول ~~~ أو الأئمة هادين المضلّينـــا
ولعنــــة الله تغشمى كـــل من ~~~ لهمُ معادياً في زمان الأولينا

قال ابن عباس ( رضي الله عنه ) لما كانت ليلة زفاف فاطمة (عليها السلام )على علي (عليه السلام ) كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أما مها جبرائيل وعن يمينها ميكائيل وشمالها أسرافيل عن شمالها سبعون الف ملك حولها يسبحون الله تعالى ويقدسونه حتى طلع الفجر , ولم يزالوا سائرين بها حتى وصلوا معها إلي منزل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) , فأمر الله تعالى نبيه أن ينصب لعلي ( عليه السلام ) خيمة , وضُربت الطارات والمعازف وزُفت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) على علي ( عليه السلام ) وكانت ليلة جمعة توافق السابع عشر من ذي الحجة , و أُجلست إلي جنابة فمسح الامام بيدة المباركة على ناصيتها , ووضع التاح على رأسها وهو تاج من الذهب الاحمر ومرصع بالدر والجواهر , وقلدوها بقلايد أتى بها جبرائيل من عند رب العالمين وهي مائة الف ورقه من الذهب الأحمر لم تحماولم تطبع بل قال لها الجليل : كوني فكانت لفاطمة , وأنى لها بخضاب من الجنة تخضب منه الرجال والنساء كلهم , وأمر الله تعالى جبرائيل أن ينثر الطيب والنِد والعنر وكل مكان في الجنه من الروايح الطيبة , ففعل جبرائيل ما أمره الله تعالى ونثر الطيب على الذكر والانثى والحر والعبد والبر والفاجر , ولم تزل الناس تشمة مدة سنة كامله ولم يعدم منه شي بقدرة الله تعالى . ثم أمر الله تعالى جبرائيل أن أنزل الي الارض واخرج سيف نفمتي على أعدائي ذو الفقار وامض به وبالسطل والمنديل وراية النصر إلي ولي وخليفة نبيي فلقد خلقتهم له قبل أن أخلق آدم ( عليه السلام ) , فهبط الأمين جبرائيل ( عليه السلام ) بذلك ودفعه الي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : هذا الي ابن عمك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عطاء من عند الله .
قال الراوي : فلمّا فرغت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من الجلا استأذن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) النساء في الدخول , فدخل وأجلس فاطمة على الكرسي إلي جنب علي ( عليه السلام ) , فمسح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بيده المباركة على ناصيتها الشريفة وقال : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , وأخذ النبي يدها ويد علي (عليهم السلام ) وأراد ان يضع كفها في كف علي فبكت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فقال لهما : مم بكائكِ يا فاطمة فو الذي بعثني بالحق نبياً ما زوّجتك بأمر نفسي إنما زوجك الله به , هو الذي تولى تزوجيك وجبرائيل العاقد والملائكة الشهود وهذا علي ( عليه السلام ) إمام مفترض الطاعة , فسكن ما بها ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكّن يدها في يدِ علي ( عليه السلام ) فضّم عليهما , ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم بارك الله فيكما وأصلح شانكما وجعل ذريتي منكما , ثمّ مضى عنهما وعندهما أمهات المؤمنين . ثم رجع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمر النساء بالخروج عنها فخرجن الا أسماء بنت عميس (رضي الله عنها ) فملنا رأى أسماء بنت عميس ( رضي الله عنها ) خلف الباب قال : من أنتِ؟ قالت أنا أسماء بنت عميس , فقال : ألم أمرك بالخروج معا النساء ؟ قالت : بلى . ثم قالت له : في يوم موت خديجة ( رضي الله عنها ) حضرت فلمّا رأتني بكت , فقلت لها أتبكين وأنت زوجة سيد المرسلين وأنتِ بُشّرتِ على لسانه الجنة . فقالت خديجة ( رضي الله عنها ) : مالهذا بكت , ولكن بكيت لأجل فاطمة , لانه المرأه في ليلة زفافها لابدّ لها من إمرأة تفضي إليها سرها وتستأنس بها . وفاطمة حدثة السن . وإني أخاف ألا يكون عندها من يتولى أمرها فقلت لها : يا سيدتي لك عليّ عهداً إن عشت إلي ذلك اليوم أن أقوم مقامك . فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم قال : اسأل أن يقيك من فوقك ومن تحتك ويمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم , ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ناوليني المركن مملوء بماء فأتت به فوضع يده فيه وقال : اللهم أنهما مني وأنا منهما اللّهم اذهب الرجس وطهّرهما تطهيراً , ثم دعى بفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فأجرى الماء على هامتها ثم أخذ مركناً ثانياً وفيه ماء فوضع يده المباركة فيه وقال : اللهم أذهب عنهما الرجس وطهرهما تطهيراً , اللهم فكما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيراً فاذهب عنهما الرجس وطهرهما تطهيراً , ثم أمرها ان تتوضأ منه وتتمضمض وتتنشق , ثم دعى بمركن ثالث فيه ماء وصنع به كأول مره وصّبه على هامة علي ( عليه السلام ) , ثم أمر علياً ( عليه السلام ) أن يشرب منه ويتوضأ ويتمضمض ويستنشق ففعل ذلك .
قال الراوي : ثم أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قام عنهما وأغلق عليهما الباب وانطلق عنهما , فأمر الله تعالى سدرة المنتهى وشجرة طوبى أن يحملا بالدر والياقوت وتنثراه , وأمر الحور العين أن يحمعنه ويلتقطن منه ويتهادينه ويقلن هذا من نثار فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وعلي المرتضى ( عليه السلام ) .
فلما خرجوا عنها بكت فاطمه ( عليها السلام ) , فسمعها علي ( عليه السلام ) تبكي فقال لها : مم بكاؤك يا بنت العم ؟ الم ترضينني بعلاً؟ فقالت : بلى , نعم البعل انت ونِعم القرين أنت , ولكن خطر ببالي دخولي معك في هذه الليلة كأني داخلة قبري , فأريد منك أن تأذن لي أن أصلي , فقال : لقد أذنت لكِ . فقامت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في طرف الخيمة تصلي وكذا علي ( عليه السلام ) في الطرف الآخر يصلي , فلم يزالا كول ليلتهما يصليان , ثم صاما نهارهما فلم يزالا كذلك سبعة أيام , فلمّا كان اليوم الثامن هبط الأمين جبرائيل ( عليه السلام ( من الحق الجليل وقال : السلام عليك يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك ان فاطمة وعلياً( عليهما السلام ) صائمان نهارهما قائمان ليلهما , وأن أجتماعهما عند الله تعالى أفضل من عبادتهما مائة ألف سنة , فامض اليهما واجمع بينهما . وكان ليلة برد فدخل عليهما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : يا فاطمة أدني مني لأدفيك فدنت منه , ثم قال ياعلي أدني مني لادفيك , فدنا منهما فأمرهما أن يجتمعان ويلتصقان ففعلا ما أمرهما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) , ثم أحتضنهما بكلتا يديه الي صدره وجمعهما بالرداء , ثم قال الحمد لله الذي جمع بين المحبين جعل الله فيكما نسلي وذريتي الي يوم القيامة , ث قال : يا أخي وابن عمي ويا قرة عيني قد أتاني جبرائيل ( عليه السلام ) وأمرني بذلك من ربي عز وجل ثم ناما , فقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وضمّ عليهما برجله , ثم خرج عنهما ومضى الي منزله وأمر بصنع الولايم , فنحر ثلاثنئة رأس من الغنم وألفي رأس من الإبل وخمسمائة من البقر , ونادى مناديه في جميع الناس فحضروا وقدّم لهما الطعام فأكلوا وشربوا بلطف وأدب حتى أكتفى كل من حضر , وما فضل من الطعام مضوا ب هالي الشعب ووضعوه على الصفا . وكان يوماً مشهوراً .
قال الراوي : ولم يزل أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء ( عليهما السلام ) في أرغد عيش وأرخى بال , وكان جبرائيل )عليه السلام ) يفتخر على الملائكة بخدمتهما , ولم تزل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تظهر له المعجزات والآيات , فكم له من معجزات ظاهرات وآيات باهرات يقصر عنها الوصف , مثل بدر وحنين وصفين و سلعم و خيابر وبير ذات العلم والأحزاب وعمر بن ود والعنكبوت وذا الخمار والنهروان ووقعة الجمل والصرة وغير ذلك من لا يعد ولا يحصى , وجاهد في الله حق الجهاد حتى أستقام الدين وقطع آثار الفتن وأزال عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الكرب والمحن ......., ويوم تزويج السيدة فاطمة عليها السلام لعلي كان لها تسع سنين ولعلي أربع وعشرون سنة , وعند وفاته كان عمره كعمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
نستغفر الله المنان من الزيادة والنقصان والسهو والغلط والنسيان , أنه غفور منان , والحمد لله حق حمده , وصلى الله على من لا نبي من بعده محمّد وآله الطيبين الطاهرين .

تاريخ زواجهما (عليهما السلام) ومكانه:
1 ذو الحجّة 2 هـ، المدينة المنوّرة.
مجيء الإمام علي (عليه السلام) للخطبة:
جاء الإمام علي (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو في منزل أُمّ سلمة، فَسلَّم عليه وجلس بين يديه.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): (أتَيْتَ لِحاجَة)؟.
فقال الإمام (عليه السلام): (نَعَمْ، أتَيتُ خاطباً ابنتك فاطمة، فهلْ أنتَ مُزوِّجُني)؟.
قالت أُمّ سلمة: فرأيت وجه النبي (صلى الله عليه وآله) يَتَهلَّلُ فرحاً وسروراً، ثمّ ابتسم في وجه الإمام علي (عليه السلام)، ودخل على فاطمة (عليها السلام)، وقال (صلى الله عليه وآله) لها: (إنَّ عَليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإنّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجكِ خير خَلقه، فما تَرَين)؟.
فَسكتَتْ، فخرَجَ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو يقول: (اللهُ أكبَرُ، سُكوتُها إِقرارُها)، فأتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد، زوّجها علي بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها.



إخبار الصحابة:
أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَنَس بن مالك أن يجمع الصحابة، ليُعلِنَ عليهم نبأ تزويج فاطمة للإمام علي (عليهما السلام).
فلمّا اجتمعوا، قال (صلى الله عليه وآله) لهم: (إنَّ الله تعالى أمَرَني أن أزوِّجَ فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب) (1).

خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) عند تزويجهما (عليهما السلام):
قال: (الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد.
ثمّ أنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، وشجّ بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه، وتعالى جده: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (2) ... .
ثمّ إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي، وإنّي أشهد أنّي قد زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضة، أرضيتَ)؟.
قال (عليه السلام): (قد رضيت يا رسول الله)، ثمّ خرّ ساجداً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (بارك الله عليكما، وبارك فيكما، واسعد جدّكما، وجمع بينكما، وأخرج منكما الكثير الطيّب) (3).
بأمر من رب الجلالة
الوحي إبهذا الأمر جا له
فاطمة أم الرســــــــالة
وتحفظ أسرار الخفية
فاطمة البضعة الوديعة
التحفظ أركان الشريعة
ودين أبو القاسم تجيـــه
فاطمة إشمعظم قدرها
الباري زوجّها إبن عمها
الناس تتباها بخدرها
أم الأنوار البهية
من علم طه علمها
وإتخير الباري إسمها
زوجها إلحيدر إبن عمها
الما حصل واحد مثيله
أبد محّد نال علمه
والجليل إختار إسمه
مصدر أنوار الأئمة
وإلهم إنزف التحية
خطبة الإمام علي (عليه السلام) عند تزويجه بفاطمة (عليها السلام):
قال: (الحمد لله الذي قرّب حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنّة من يتّقيه، وانذر بالنار من يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه، حمد من يعلم أنّه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونؤمن به ونستكفيه.
ونشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله (صلى الله عليه وآله) صلاة تزلفه وتحظيه، وترفعه وتصطفيه، والنكاح ممّا أمر الله به ويرضيه، واجتماعنا ممّا قدرّه الله وأذن فيه، وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم، وقد رضيت، فاسألوه واشهدوا) (4).



قدر مهر الزهراء (عليها السلام):
اختلفت الروايات في قدر مهر الزهراء (عليها السلام)، والصحيح أنّه كان خمسمائة درهم من الفضة، لأنّه مهر السنّة، كما ثبت ذلك من طريق أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، والخمسمائة درهم تساوي 250 مثقالاً من الفضة تقريباً.

جهاز الزهراء (عليها السلام):
جاء الإمام علي (عليه السلام) بالدراهم ـ مهر الزهراء ـ فوضعها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأمر (صلى الله عليه وآله) أن يجعل ثلثها في الطيب، وثلثها في الثياب، وقبض قبضة كانت ثلاثة وستين لمتاع البيت، ودفع الباقي إلى أُمّ سلمة، فقال: (أبقيه عندك).



وليمة العرس:
قال الإمام علي (عليه السلام): (قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً، ثمّ قال: من عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسمن، فاشتريت تمراً وسمناً، فحسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذراعه، وجعل يشدخ التمر في السمن حتّى اتخذه خبيصاً، وبعث إلينا كبشاً سميناً فذبح، وخبز لنا خبزاً كثيراً.
ثمّ قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): أدع من أحببت، فأتيت المسجد، وهو مشحن بالصحابة، فاستحييت أن أشخص قوماً وأدع قوماً، ثمّ صعدت على ربوة هناك، وناديت: أجيبوا إلى وليمة فاطمة، فأقبل الناس أرسالاً، فاستحييت من كثرة الناس وقلّة الطعام، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما تداخلني، فقال: يا علي، إنّي سأدعو الله بالبركة).
قال علي (عليه السلام): (وأكل القوم عن آخرهم طعامي، وشربوا شرابي، ودعوا لي بالبركة، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل، ولم ينقص من الطعام شيء، ثمّ دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصحاف فملئت، ووجّه بها إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً، وقال: هذا لفاطمة وبعلها) (5).

كيفية الزفاف:
لمّا كانت ليلة الزفاف، أتى (صلى الله عليه وآله) ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة (عليها السلام): (اركبي)، فاركبها وأمر سلمان أن يقود بها إلى بيتها، وأمر بنات عبد المطلّب ونساء المهاجرين والأنصار، أن يمضين في صحبة فاطمة، وأن يفرحن ويرزجن، ويكبّرن ويحمدن، ولا يقلن ما لا يرضي الله تعالى (6).
ثمّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ علياً (عليه السلام) بيمينه، وفاطمة (عليها السلام) بشماله، وضمّهما إلى صدره، فقبّل بين أعينهما، وأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي، وقال: (بارك الله لكَ في ابنة رسول الله).
وقال (صلى الله عليه وآله): (يا علي، نعم الزوجة زوجتك)، وقال: (يا فاطمة، نعم البعل بعلك)، ثمّ قال لهما: (اذهبا إلى بيتكما، جمع الله بينكما، وأصلح بالكما)، وقام يمشي بينهما حتّى ادخلهما بيتهما (7).
ثمّ أمر (صلى الله عليه وآله) النساء بالخروج، فخرجن، تقول أسماء بنت عميس: فبقيت في البيت، فلمّا أراد (صلى الله عليه وآله) الخروج رأى سوادي، فقال: (من أنت)؟ فقلت: أسماء بنت عميس، قال: (ألم آمرك أن تخرجي)!.
قلت: بلى يا رسول الله، وما قصدت خلافك، ولكن أعطيت خديجة عهداً، ثمّ حدّثته بما جرى عند وفاة السيّدة خديجة (عليها السلام)، فبكى (صلى الله عليه وآله)، وأجاز لها البقاء (8).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لولا أنّ الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على الأرض) (9).



بارينا زوج فاطمة لحيدر من عالم الذر هالفرح يزهر
صلي يا ربي على النبي المـختار و اعلى حبيبة حيدر الكرار
ومهجة نبينه زهرت الأطـهار بارك ياربي هالفرح يكبر
جينة نشارك بالـــــفرح جينة جينة نزين هالعريس زينة
جينة انهني المصطفى بدينة جينة نغني لفاطمة و حيدر
محلى العريس بهذي اللـــمه أصحابه و أهله كلها ملتمة
كلن يهني طــــــــه بن عمه كلن يضمه و الكـــلب سكر
الدنيا نادت محلى هالبشرة ومحلى البشر بهذي الذكرة
زهرت نبينه و الله مسترة لجلها و الله هـــالبشر تسهر
اسمع ياحيدر هذي الوصية حطها بعينك هذي هديــــة
راعيها و الله غالية اعليـه اسعد ***ها ب***ك المســتر
اسمع يا حيدر هذي الأخبار في عالم الذر عالم الأسرار
الله خلقلك أشرف الأنــــوار ورد المحبة هالمسا أتبـاشر
قام على العمل .:. خدام الزهراء عليها السلام
أنوار الرساله , دموعي حسينية , أفتخاري انتمائي لعلي ,بريق العباس

الاحبة نعتذر لكم على هذا التاخير في وضع الموضوع والمشاركة به ، والذي كان من المؤمل ان يوضع بنفس يوم المناسبة ولكن الظروف حالت دون ذلك نلتمسكم العذر ونسألكم الدعاء
لا يحل نقل الموضوع دون ذكر صاحبه والمصدر :: منتديات السيد الفاطمي حفظة الله