هو المولى أحمد بن المولى مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني.
ولد في قرية نراق من قرى كاشان، في 14 من جمادى الآخرة سنة 1185 ه.ق، الموافق لسنة 1150 ه.ش، و قيل سنة 1186 ه.ق.
أخذ مقدمات دروسه من النحو و الصرف و غيرهما في بلده، ثم درس المنطق و الرياضيات و الفلك على اساتذة الفن حتى برع فيها و بلغ درجة عالية غبطة عليها زملاؤه.
ثم قرأ الفقه و الأصول و الحكمة و الكلام و الفلسفة عند والده المولى مهدي النراقي كثيرا .
و قد امتاز من أوائل عمره الشريف بحدة الذهن النقاد و الذكاء الوقاد، و هذا ما أعانه في تسلمه مراحل الفضل و العلم بالسرعة المذهلة.
ألقى دروسه في «المعالم» و «المطول» ، مرات عديدة، و كان يجمع بغيرته الكاملة مستعدي الطلاب، و في ضمن التدريس لهم يلتقط من ملتقطاتهم ما رام، و يأخذ من أفواههم ما لم يقصدوا فيه الإفهام إلى أن بلغ من العلم ما أراد وفاق كل استاذ ماهر.
رحل إلى العراق سنة 1205 ه، لغرض الزيارة و مواصلة الدراسة و التلمذ على فقهاء الطائفة و زعماء الأمة، فحضر في النجف مجلس درس السيد محمد مهدي بحر العلوم و الشيخ جعفر كاشف الغطاء، و الفتوني كما قيل، و كان حضوره حضور المجد المثابر، حتى ارتوى من نمير منهلهم العذب بقدر ما اراد.
ثم قصد كربلاء لغرض الاستفادة، و الاستزادة من نور العلم أكثر فأكثر، فحضر دروس السيد على الطباطبائي صاحب الرياض و السيد ميرزا محمد مهدي الشهرستاني، و حكى في «نجوم السماء» عن «الروضة البهية» قوله: سمعت أن ملا أحمد كان يحضر درس استاذ الكل الوحيد البهبهاني برفقة والده.
عاد إلى كاشان: فانتهت إليه الرئاسة بعد وفاة والده سنة 1209 ه ـ ، و حصلت له المرجعية، و كثر إقبال الناس عليه و صار من أجلة العلماء و مشاهير الفقهاء.
و أقوى دليل و أسطع برهان على مكانته العلمية و شهرته الطائلة أن الشيخ الأعظم مرتضى الانصاري رحل إليه للحضور عليه و الإفادة منه.
غادر بلده مرة أخرى قاصدا العراق، و ذلك في سنة 1211 ه ـ لغرض الزيارة و الاتصال بالشخصيات العلمية هناك.
هذا، و من جملة صفاته أنه كان ـ قدس سره ـ وقورا غيورا صاحب شفقة على الرعية و الضعفاء و همة عالية في كفاية مؤوناتهم و تحمل أعبائهم و زحماتهم.
و كان له من البنين ثلاثة، أشهرهم و أعظمهم ملا محمد، فقد كان عالما جليلا فاضلا نبيلا، صاحب تصنيف، توفي بكاشان سنة 1297 ه ـ .
و الآخر ميرزا نصير الدين، له مصنفات، منها شرحه على الكافي.
و الثالث ملا محمد جواد، و هو عالم فاضل تقي نقي، فقيه فطين، و كان لا يتوانى عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مواظبا على إقامة صلاة الجماعة، يطمئن الناس في الائتمام به، توفي سنة 1278 ه ـ عن عمر يناهز السادسة و الخمسين.
و من البنات واحدة، هي حليلة ملا أحمد النطنزي، و من أبنائها الميرزا أبو تراب.
تلامذته:
و قد تلمذ عليه الكثير من طلبة العلم و المعرفة، أعظمهم و أجلهم و أشهرهم حجة الحق شيخ الطائفة الأعظم الشيخ الأنصاري أعلى الله مقامه الذي يروي عنه أيضا.
و من تلامذته ابنه ملا محمد.
و ميرزا حبيب الله المعروف ب: ميرزا بابا، جد ملا حبيب الله لأمه، صاحب «لباب الألقاب» .
السيد محمد تقي البشت المشهدي.
و أخوه ميرزا أبو القاسم النراقي.
و ملا محمد حسن الجاسبي.
وفاته:
توفي رحمه الله تعالى في نراق احدى قرى كاشان اثر الوباء الذي اجتاح تلك البلاد آنذاك، غير انه لم يحصل القطع في تاريخها، إلا ان الاقوى كونها في ليلة الأحد 23 ربيع الآخر عام 1245 ه ـ (11) ،
منقول
الحزن لحسين وأيتامه الحسن ناسين الآلآمه
على المسموم مهمومة الحسن مظلوم من يومه