احياء العزة الايمانية حينما يتبلد الشعور، وتجف الغيرة، وتغبى العقول، وتعمى البصائر.. فإن من الکذب المحض أن يقال بأن هذه الأمة هي أمة ذات حياة، بل هي الى الممات أو الاحتضار أقرب، أو هي تعاني أمراضاً مهلکة مؤديةً بها عما قليل الى الوفاة، أو الى التعويق على أقل الفروض. ومن هنا وجدنا سيد شباب أهل الجنة، أبا عبدالله الحسين صلوات الله عليه نهض بغيرته المحمدية، وشهامته الحيدرية، يحيى في هذه الأمة ضمائرها، بعد أن حاولت غرز رأسها في رمال الذلة، متنصلة عن مسؤوليتها الرسالية التاريخية !
نهض سلام الله عليه بروحٍ شجاعة، وغيرةٍ وقادة، وبصيرةٍ نافذة، يصدع بحقائق الدين، ويکشف أحوال المسلمين، وقد آل أمرهم الى أفسق الفاسقين..هکذا حين يغفل الناس، فيرکبهم الجهل أو التجاهل، وتأخذهم الأطماع حتى ينسوا الآخرة أو يتناسوها. نهض ابو عبدالله الحسين ـ يثير في الناس الحرص على الاسلام الذي عاث فيه الطغاة تشويهاً ومحقاً، ويثير فيهم العزة والکرامة اللتين أهينتا على يد الظلمة والعتاة المفسدين. ولم يکن الامام الحسين عليه السلام يوماً ليطلب رئاسة أو ملکاً، کما لم يکن ليخرج من أجل القتل والقتال، والهلاك والاهلاك، حاشاه.. وهو ربيب بيت الوحي والرسالة، وسليل النبوة والامامة، لکنه سلام الله عليه أراد لهذه الأمة کرامتها وصلاحها ونجاتها بدينها، وهو المعلن: " أني لم أخرج أشراً ولابطراً، ولامفسداً ولاظالماً، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي _صلى الله عليه وآله_ ".
لقد دبّ في الناس – أيام حکم بني أمية – أمران: الخوف المهين، والطمع المذل. فقام الامام الحسين عليه السلام الى هذين الأمرين القاتلين للناس يدحرهما، فکسر حواجز الخوف يوم اعترض – وبشدة – على بيعة يزيد بن معاوية، وحين أطلق خطبه تصل الى مسامع الطغاة المتسلطين بالظلم والارعاب على رقاب الأمة، وأعلن مواقفه وان أدت به الى المحاصرة والقتل الفضيع الذي سبق أن أنبأ به، وقد قابل عشرات الألوف من عساکر الشام بسبعين بطلاً، غيورين لا يرهبون الموت، ولا يطمعون في دنياً مذلةٍ تحرمهم من مرضاة الله وألطافه. وهکذا کسر الامام الحسين حواجز الطمع أيضاً يوم أقبل طائعاً لله تبارك وتعالى يستقبل الشهادة بکامل الرضى والشوق الى لقاء الله عزّوجل ، يوم أصبحت الشهادة تعني نصرة الاسلام وانقاذه، کما تعني صحوة المسلمين وانقاذهم.
وهذا هوالذي وقع وجرى، فما تمتع المسلمون بحياة الاسلام بعد ذلك الا ببرکة دماء سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه، وما عادت الحياة الى المسلمين عزيزة مکرمة بعد ذلك إلا ببرکة تضحيات سيد شباب أهل الجنة أبي عبدالله الحسين _سلام الله عليه_، وماحييت القيم الاسلامية الانسانية الرفيعة الا ببرکة شهادة ريحانة النبي المصطفى _صلى الله عليه واله_، فاشتعلت جذوة الغيرة والشهامة، والعزة والکرامة، ودّبت الشجاعة الحسينية في النفوس والقلوب اوالضمائر، فکانت في الأمة فتوحات عظيمة، قائمة دائمة مستمرة، معنوية ومادية، ويکفي مصداقاً على ذلك تلك الثورات التي انبثقت بعد واقعة طف کربلاء، فقوضت أرکان الحکم الاموي، ومن بعده أرکان الحکم العباسي.. لقد تحرکت الدماء الجامدة في عروق المسلمين بل أخذت تغلي لا تعرف للخوف من الجلادين، فانفجرت ثورة هنا، وتمرد هناك، وتحرك عسکري في مدينة، وخلع لوالي الحاکم الأموي في مدينةٍ أخرى، هذا..
وکان بنو امية قد ظنوا أن الأمة قد ماتت بعد قتلهم الحسين، وانتهت جميع المعارضات، فاذا بالارض تحتهم في زلازل متصلة.. فثورة في مکة کان قتالها عنيفاً، وثورة في المدينة ينهض بها غيور، هو عبدالله ابن الشهيد حنظلة غسيل الملائکة، وأزمة سياسية حادّة في داخل الاسرة الاموية خلّفت انشقاقاً خطيراً أحدثه معاوية الثاني، ابن يزيد بن معاوية، وانفجار آخر بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي في حرکة التوابين، بعده انفجار مهيب أرهب قتلة الحسين _عليه السلام_، قام به المختار الثقفي في الکوفة فحکمها ثمانية عشر شهراً قتل خلالها ثمانية عشر مجرماً من قتلة الامام الحسين عليه السلام في کربلاء! وهکذا عادت الحياة الى المسلمين يوم تعلموا من الامام الحسين _سلام الله عليه_ دروس العزة والکرامة والشجاعة والغيرة على الاسلام، وکادت حياتهم قبل ذلك أن تقتل حين لفها الجبن والطمع، وحين ذلت کرامتهم للعتاة الظلمة والجلادين.. فقاموا في نهضة ولسان حالهم: على الدنيا العفا اذا کانت الحياة برماً وذلاً، ولم لايطلب المرء عزته ولولم تتحقق الا بالشهادة؟ ! أليس ذلك أشرف له من أن يعيش ذليلاً خانعاً تحت سياط الجلادين ! ولم لايقتدى بسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين إمام المسلمين؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله بكم على موضوعكم القيم
جهود جباره ..اجركم الله واثقل بها موازين اعمالكم
جعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام نسألكم الدعاء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ياغياث المستغيثين أغثني بوليك الإمام الحجة بن الحسن المهدي أدركني بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويبارك ربي فيـــــــــــــــكِ أختي الفاطمية
شكرا لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكِ
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام