بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحتاج الإنسان دوماً إلى أصدقاء في حياته الاجتماعيّة، فتنشأ بينه وبينهم علاقات وشيجة، يبثّ الواحد منهم للآخر ما يلاقيه من مصاعب الحياة، ويطلعه على همومه الشّخصيّة ودفائن سريرته، ويطلعه على تجاربه الخاصّة بحلوّها ومرّها، حتى يغدو الصّديق مرآة كبيرة، وبئراً عميقة، ومستودعاً للأسرار.
وقد يُفاجأ البعض أنّ سرّاً خاصاً باح به لصديق، قد أصبح على كلّ لسان وشفة، ولم يراعِ ذلك الصّديق حرمة الصّداقة وقدسيّة الأسرار، فأذاع ما اتُمئن عليه، وخان صديقه الذي وثق به، وكان إفشاء سرّه بمنزلة الغدر به، وكما قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أقبح الغدر إذاعة السّرّ».
وكثيراً ما يدخل إفشاء الأسرار الشّخصيّة تحت عنوان الثّرثرة وتقطيع الوقت في خلال جلسة مع الأصدقاء، دون التّنبّه إلى قبح هذه العادة الذّميمة، والخلق الدّنيء، فالذي يفشي أسرار أصدقائه ليس أهلاً للصّداقة، ولا يستحقّها، ولهذا قال الشّاعر:
إِذا ما المرْءُ أَخْطَأَهُ ثَلاثٌ .... فَبِعْهُ وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ رَمادِ
سَلامَةُ صَدْرِهِ وَالصِّدْقُ مِنْهُ .... وَكِتْمانُ السَّرائِرِ في الفُؤادِ
وقد يستأنس البعض بمعرفة أسرار الآخرين، ويجد لذّة بالاستماع لما قيل وقال عن فلان وفلان، لكنّه يغفل عن أنّ أسراره عند هؤلاء ستُذاع يوماً، وكما قال ابن خاتمة الأندلسيّ:
وقد ابتلي المسلمون منذ فجر الإسلام بإفشاء الأسرار، وقد عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم على معالجة هذا الأمر، وكذا الأئمّة الأطهار عليهم السّلام، فمما قاله: «من أسرَّ إلى أخيه سرّاً فلا يحلّ له أن يفشيه عليه». وقال أمير المؤمنين عليه السّلام: لا تودع سرّك إلاّ عند كلّ ثقة. وكان عليه السّلام يشدّد على كتمان السّرّ، فكان يقول: «جُمع خير الدّنيا والآخرة في كتمان السّرّ، ومصادقة الأخيار، وجمع الشّرّ في الإذاعة ومواخاة الأشرار». وكان عليه السّلام يحثّ الإنسان على الترفّع وعدم التَّشبّه بأخلاق اللّئام فيكون أمثاله، لذا قال: «لا تخن مَن ائتمنك وإن خانك، ولا تذع سرّه وإن أذاع سرّك». وكان ينصح بالتّنبّه إلى مستودع الأسرار بقوله: «لا تودعنّ سرّك من لا أمانة له». أمّا الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام فكان يقول: «أربعة يذهبن ضياعاً: مودّة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا يُشكر له، وعلم عند من لا استماع له، وسرّ تودعه عند من لا حصافة له».
ولم يكن الوضع أفضل حالاً في الجاهليّة، فقد تأذّى النّاس بعضهم من بعض بسبب إفشاء الأسرار حتّى قال أكثم بن صيفيّ، وهو حكيم الجاهليّة وأحد المعمرّين: «إنّ سرّك من دمك، فانظر أين تريقه». ورأى بعض الشّعراء أنّ أفضل مستودع للأسرار هو صدر الإنسان نفسه، فقال كعب بن زهير:
لاتُفْشِ سِرَّكَ إلاّ عِنْدَ ذي ثِقَةٍ أَوْ لا، فَأَفْضَلُ ما أَسْتَوْدَعْتَ أَسْرارا
صَدْراً رَحِيباً وقَلْباً وَاسِعاً صَمِتاً لم تَخْشَ مِنْهُ لِمَا اسْتَوْدَعْتَ إِظْهارَا
على أنّ الإنسان لا يستغني عمّن يبثّه همومه وشكواه، فأتت النّصائح بحسن اختيار من يُؤتمن على الأسرار، ولذا قالت العرب في أمثالها:«اجْعَلُه فِي وِعَاءِ غَيْرِ سَرِبٍ». وأصله في السِّقَاء السّائل وتقديره: اجعله في وِعاء غيرِ سَرِبٍ ماؤه. وقالوا:«ماكانَ مَرْبوباً لَمْ يَنْضَحْ» أي إذا كان سرّك عند رجل حَصِيفٍ لم يظهر منه شيء. وقالوا أيضاً:«وَحْيٌ فِي حَجَرٍ» أي سِرُّكَ وَحْيٌ في حَجَرٍ لأنّ الحَجَرَ لاَ يُخْبرُ أحداً بشيء.
وقال الشّاعر:
وإذا نظرنا في الأحاديث الشّريفة التي تناولت كتمان السّرّ، لاحتجنا إلى دراسة الظّروف أو الأوضاع التي أدّت إلى إطلاق تلك الأحاديث، لأنّها تشي إلى نوعين من الأسرار: الأسرار الشّخصيّة، والأسرار العامّة المتعلّقة بأمن الدّولة أو الجماعة. وهنا لا بأس بإيراد ما ورد حول كتمان الأسرار بشكل عام:
.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت وبارك الله بك لهذا الطرح القيم الرائع والمهم جدا فما احوجنا الى تطبيق هذه النصائح القيمة
جزاك الله خيرا لجهودك الطيبة
دمت بالتوفيق والسلامة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عظم الله أجوركم ,
طرح رائع و قيم دام هذا العطاء الجميل , بارك الله فيكِ .
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين