بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه :{ فَإِذَا جَآءَتِ الطَّامَةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الاِْنْسَـانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَن طَغى * وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هَىَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى الْنَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى } (سورة النازعات 34 - 41)
مقام الرّب؟
جاء في الآية (40) (... مَنْ خاف مقام ربّه، ولم يقل (مَنْ خاف ربّه)،، فماذا يقصد بهذا المقام؟
طرحت احتمالات عديدة في جواب السؤال المذكور:
1 ـ المقام: مواقف القيامة، وهي المقامات التي سيقف فيها الإنسان بين يدي ربّه للحساب، فسيكون «مقام ربّه» ـ
على ضوء هذا الإحتمال ـ بمعنى (مقامه عند ربّه).
2 ـ المقام: علم اللّه ومقام مراقبته للإنسان، بدلالة الآية (33) من سورة الرعد: (أفَمَن هو قائم على كلّ نفس بما كسبت).
وبدلالة ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): قوله:
«مَن عَلِمَ أنّ اللّه يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم مِن خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى».
3 ـ مقام العدالة الإلهية، لأنّ العبد لا يخاف من ذات اللّه المقدّسة بل خوفه من عدل اللّه حسابه وفي الحقيقة إنّ هذا الخوف
ناشئ من قياس أعماله بميزان العدل، فالمجرمون ترتعد فرائصهم وتهتزّ دواخلهم حين رؤية القاضي العادل،
ولا يتحملون سماع اسم المحكمة والمحاكمة، بعكس مَن لم يقم بأي ذنب، فرؤيته للقاضي ستكون مغايرة لما داخل المجرم من إحساسات...
ولا تباين بين هذه التفسيرات الثلاثة، ويمكن ادغامها في معنى الآية.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء التاسع عشر
نسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه :{ فَإِذَا جَآءَتِ الطَّامَةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الاِْنْسَـانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَن طَغى * وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هَىَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى الْنَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى } (سورة النازعات 34 - 41)
مقام الرّب؟
جاء في الآية (40) (... مَنْ خاف مقام ربّه، ولم يقل (مَنْ خاف ربّه)،، فماذا يقصد بهذا المقام؟
طرحت احتمالات عديدة في جواب السؤال المذكور:
1 ـ المقام: مواقف القيامة، وهي المقامات التي سيقف فيها الإنسان بين يدي ربّه للحساب، فسيكون «مقام ربّه» ـ
على ضوء هذا الإحتمال ـ بمعنى (مقامه عند ربّه).
2 ـ المقام: علم اللّه ومقام مراقبته للإنسان، بدلالة الآية (33) من سورة الرعد: (أفَمَن هو قائم على كلّ نفس بما كسبت).
وبدلالة ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): قوله:
«مَن عَلِمَ أنّ اللّه يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم مِن خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى».
3 ـ مقام العدالة الإلهية، لأنّ العبد لا يخاف من ذات اللّه المقدّسة بل خوفه من عدل اللّه حسابه وفي الحقيقة إنّ هذا الخوف
ناشئ من قياس أعماله بميزان العدل، فالمجرمون ترتعد فرائصهم وتهتزّ دواخلهم حين رؤية القاضي العادل،
ولا يتحملون سماع اسم المحكمة والمحاكمة، بعكس مَن لم يقم بأي ذنب، فرؤيته للقاضي ستكون مغايرة لما داخل المجرم من إحساسات...
ولا تباين بين هذه التفسيرات الثلاثة، ويمكن ادغامها في معنى الآية.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء التاسع عشر
نسألكم الدعاء