بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

إن هذا الموضع هو عين المقام الذي نحن بصدد البحث عن تأريخه. وأمّا ما يدلّ على قولنا هذا فعدّة وجوه سنذكرها تباعاً:
الوجه الأوّل: ـ صلاة الإمام الصادق عليه السلام في هذا المكان، وسوف نثبتها فيما بعد، ويدل عليها وجود مقام منسوب للإمام الصادق عليه السلام، في نفس تلك البقعة في وادي السلام وهذا أدل دليل على موضع منبر القائم عليه السلام، إذ أن هذا الموضع نشأ بقول الإمام الصادق عليه السلام، أثناء صلاتهِ في أرض النجف.
الوجه الثاني: ـ أن موضع منبر القائم عليه السلام الذي صلّى فيه الإمام الصادق عليه السلام هو غير مقامه عليه السلام في مسجد السهلة، ولقد أشتبه في هذا الأمر الشيخ يونس الجبعي العاملي في مزاره. (17) إذ أن الوارد عن الإمام الصادق عليه السلام في فضل الصلاة في مسجد السهلة وإتيانه أنه قال: (يا أبا محمد يشير إلى أبي بصير الراوي للحديث) كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله قلت: يكون منزله؟ قال: نعم. (18)
وفي رواية أنهُ بيت ماله ومنه يُقسم فيء المسلمين إذا ظهر عليه السلام وبعد البحث في الأحاديث التي تخص الإمام المهدي عليه السلام، لم يرد حديث واحد ينص على أن موضع منبر القائم عليه السلام في مسجد السهلة، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن مقام الإمام المهدي عليه السلام في وادي السلام هو أقدم بكثير من مقامه عليه السلام الواقع في مسجد السهلة الذي تأسس على يد السيد محمد مهدي بحر العلوم (1155 ـ 1212 هـ.) إذ قبل السيد بحر العلوم لم يُعهد مقام للإمام المهدي عليه السلام في مسجد السهلة، ومن الأمور التي لابُد أن تُعرف أيضاً قرب هذا المقام من موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام إذ يقرب عنهُ بحوالي 600 متر أو أكثر بقليل، ومسجد السهلة يبعد عن قبر أمير المؤمنين بحوالي 9كم والإمام الصادق عليه السلام في الرواية سار قليلاً وصلّى في مكان قريب من قبر أمير المؤمنين عليه السلام.
الوجه الثالث: أننا لا نعرف مقاماً مشهوراً للإمام المهدي عليه السلام في بلدتنا النجف الأشرف سوى هذا المقام المنيف القديم المعتبر الذي يتوافد عليه أساطين علمائنا ومن كل حدبٍ وصوب دون منكرٍ له، والمقام قد ذكر أيضاً في كتب علمائنا الإمامية دون مكذبٍ لنسبة هذا المقام للإمام المهدي عليه السلام أو الإمام الصادق عليه السلام.
الوجه الرابع: إعتماد العلامة الحجة المتتبع الخبير السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سره فإنّه شاد في المحل نفسه عمارة فخمة وأقام عليها قبة من الجص والحجارة.
الوجه الخامس: قال السيد محمد مهدي القزويني ت 1300 هـ في كتابه فلك النجاة أن منبر الصاحب في وادي السلام. (19)
وأخيراً إذا ثبت لدينا من خلال الوجوه الخمس السابقة الذكر أن هذا المقام هو موضع منبر القائم عليه السلام ثبت لدينا صحة نسبة هذا المقام للإمام الصادق عليه السلام بإعتبار أن مقام الإمام المهدي عليه السلام نشأ من صلاة جدهِ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في هذا الموضع.
أقول: ورُبَّ قائلٍ يقول أن لا معنى من وجود منبر لهُ عليه السلام بين القبور؟
أقول: أنه رُوي عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: إذا دخل المهدي عليه السلام الكوفة قال الناس يا ابن رسول الله إن الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله وهذا المسجد لا يسعنا، فيخرج إلى الغري، فيخطّ مسجداً له ألف باب يسع الناس..). (20)
فيحتمل أن يكون موضع منبره عليه السلام الواقع في وادي السلام كما أثبتناه يكون ضمن هذا المسجد الذي يبنيه في أرض الغري (النجف) إذا ظهر صلوات الله عليه وعلى آبائه أجمعين.
الوجه السادس: ماذكرهُ الشيخ كاظم الحلفي في كتابه أضواء على تاريخ النجف (132 ـ 760ه).
قال: وفي عام (137 هـ) جاء الإمام الصادق عليه السلام إلى الحيرة، حيث طلبهُ المنصور، فسكن النجف في وادي السلام، (وقال بهامش كتابه هذا: ولا يزال الموضع الذي سكنهُ معلوماً حتى الآن يُزار ويتبرك به) وطلب من الشيعة الهجرة إلى جوار مشهد جده أمير المؤمنين عليه السلام فلم تمضِ الاّ سنوات قليلة، حتى أصبحت حولهُ قرية يشار إليها بالبنان، كما جاء في تاريخ الطبري في حوادث (144ه)، كما شاهدها عبد الله بن الحسن ومن معهُ، عندما جيء بهم إلى سجن المنصور في الهاشميات عام145 هـ. وقد طلب عبد الله من أهلها نصرته وتخليصه من المنصور كما نص على ذلك الطبري وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين. (21)
الوجه السابع: عمارة المقام المتماثلة الآن، وهي من سنة 1308 هـ إلى عامنا هذا باقية (هذا التاريخ على ما وجدناه مكتوب على القبة)، أحتوت هذهِ العمارة على مقامين، مقام للإمام الصادق عليه السلام وبجواره، وبنفس البقعة، مقام الإمام المهدي عليه السلام. وبالتأكيد أن طريقة بنائهما على هذا النحو (أعني مقامين في بقعة واحدة) على ما وجد في العمارة السابقة، وهي عمارة السيد بحر العلوم1، والسيد بحر العلوم بنى عمارته لهذا المقام على نحو ما وجدهُ في العمارة السابقة لعمارته، والتي وصفها العلامة المجلسي في بحاره (بأن للمقام بيت ـ ومحراب ـ وصحن) وهكذا وصلت إلينا عمارة المقام بنحو مقامين في بقعة واحدة، يداً عن يد، وصاغرٍ عن كابر.
الوجه الثامن: شدة إعتناء الإمام المهدي عليه السلام بهذا المقام، إذ شوهد أكثر من مرة فيه، وهو يصلّي ويدعو ويتضرع في هذا الموضع على ما رواه المجلسي قدس سره، ومرة ثانية في عصر السيد أبو الحسن الإصفهاني قدس سره إذ تشرف هذا السيد بخدمته في هذا المقام على ما سنذكرهُ في محله.
الوجه التاسع: وجود هذا المقام، جاء من إحترام رواة الشيعة وثقاتهم (الذين رافقوا إمامهم الصادق عليه السلام) لهذا المكان وخصوصاً بعد ماعرفوا صلاة إمامهم الصادق عليه السلام ركعتين فيه، وبأنهُ موضع منبر القائم، ووصل إلينا بالتلقي المتسالم عليه يداً عن يد إلى علمائنا أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، إذ تردد على هذا الموضع الإمام الصادق عليه السلام، فكان في كل مرة يصطحب من عُلية أصحابه، فأخذ عنهم رضوان الله عليهم، فتبعهم الشيعة الإمامية سلفا عن خلف، فهل يُعقل أن ذكر المقام يضيع، وبالخصوص مع إشارة الإمام عليه السلام لهم بمنزلة هذا المكان وعلوّه، فظهر واشتهر كما اشتهر موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام في النجف، وموضع رأس الحسين عليه السلام في مسجد الحنانة فبعد هذه الوجوه العشرة السابقة الذكر لم يبق لدينا أدنى شك بصحة إنتساب هذا المقام للإمام الصادق عليه السلام في وادي السلام وهو موضع منبر القائم عليه السلام كما أشار إليه الإمام عليه السلام أثناء تواجده فيه.
نسأل الباري ان يجعلكم ويشملنا من انصار الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

إن هذا الموضع هو عين المقام الذي نحن بصدد البحث عن تأريخه. وأمّا ما يدلّ على قولنا هذا فعدّة وجوه سنذكرها تباعاً:
الوجه الأوّل: ـ صلاة الإمام الصادق عليه السلام في هذا المكان، وسوف نثبتها فيما بعد، ويدل عليها وجود مقام منسوب للإمام الصادق عليه السلام، في نفس تلك البقعة في وادي السلام وهذا أدل دليل على موضع منبر القائم عليه السلام، إذ أن هذا الموضع نشأ بقول الإمام الصادق عليه السلام، أثناء صلاتهِ في أرض النجف.
الوجه الثاني: ـ أن موضع منبر القائم عليه السلام الذي صلّى فيه الإمام الصادق عليه السلام هو غير مقامه عليه السلام في مسجد السهلة، ولقد أشتبه في هذا الأمر الشيخ يونس الجبعي العاملي في مزاره. (17) إذ أن الوارد عن الإمام الصادق عليه السلام في فضل الصلاة في مسجد السهلة وإتيانه أنه قال: (يا أبا محمد يشير إلى أبي بصير الراوي للحديث) كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله قلت: يكون منزله؟ قال: نعم. (18)
وفي رواية أنهُ بيت ماله ومنه يُقسم فيء المسلمين إذا ظهر عليه السلام وبعد البحث في الأحاديث التي تخص الإمام المهدي عليه السلام، لم يرد حديث واحد ينص على أن موضع منبر القائم عليه السلام في مسجد السهلة، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن مقام الإمام المهدي عليه السلام في وادي السلام هو أقدم بكثير من مقامه عليه السلام الواقع في مسجد السهلة الذي تأسس على يد السيد محمد مهدي بحر العلوم (1155 ـ 1212 هـ.) إذ قبل السيد بحر العلوم لم يُعهد مقام للإمام المهدي عليه السلام في مسجد السهلة، ومن الأمور التي لابُد أن تُعرف أيضاً قرب هذا المقام من موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام إذ يقرب عنهُ بحوالي 600 متر أو أكثر بقليل، ومسجد السهلة يبعد عن قبر أمير المؤمنين بحوالي 9كم والإمام الصادق عليه السلام في الرواية سار قليلاً وصلّى في مكان قريب من قبر أمير المؤمنين عليه السلام.
الوجه الثالث: أننا لا نعرف مقاماً مشهوراً للإمام المهدي عليه السلام في بلدتنا النجف الأشرف سوى هذا المقام المنيف القديم المعتبر الذي يتوافد عليه أساطين علمائنا ومن كل حدبٍ وصوب دون منكرٍ له، والمقام قد ذكر أيضاً في كتب علمائنا الإمامية دون مكذبٍ لنسبة هذا المقام للإمام المهدي عليه السلام أو الإمام الصادق عليه السلام.
الوجه الرابع: إعتماد العلامة الحجة المتتبع الخبير السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سره فإنّه شاد في المحل نفسه عمارة فخمة وأقام عليها قبة من الجص والحجارة.
الوجه الخامس: قال السيد محمد مهدي القزويني ت 1300 هـ في كتابه فلك النجاة أن منبر الصاحب في وادي السلام. (19)
وأخيراً إذا ثبت لدينا من خلال الوجوه الخمس السابقة الذكر أن هذا المقام هو موضع منبر القائم عليه السلام ثبت لدينا صحة نسبة هذا المقام للإمام الصادق عليه السلام بإعتبار أن مقام الإمام المهدي عليه السلام نشأ من صلاة جدهِ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في هذا الموضع.
أقول: ورُبَّ قائلٍ يقول أن لا معنى من وجود منبر لهُ عليه السلام بين القبور؟
أقول: أنه رُوي عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: إذا دخل المهدي عليه السلام الكوفة قال الناس يا ابن رسول الله إن الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله وهذا المسجد لا يسعنا، فيخرج إلى الغري، فيخطّ مسجداً له ألف باب يسع الناس..). (20)
فيحتمل أن يكون موضع منبره عليه السلام الواقع في وادي السلام كما أثبتناه يكون ضمن هذا المسجد الذي يبنيه في أرض الغري (النجف) إذا ظهر صلوات الله عليه وعلى آبائه أجمعين.
الوجه السادس: ماذكرهُ الشيخ كاظم الحلفي في كتابه أضواء على تاريخ النجف (132 ـ 760ه).
قال: وفي عام (137 هـ) جاء الإمام الصادق عليه السلام إلى الحيرة، حيث طلبهُ المنصور، فسكن النجف في وادي السلام، (وقال بهامش كتابه هذا: ولا يزال الموضع الذي سكنهُ معلوماً حتى الآن يُزار ويتبرك به) وطلب من الشيعة الهجرة إلى جوار مشهد جده أمير المؤمنين عليه السلام فلم تمضِ الاّ سنوات قليلة، حتى أصبحت حولهُ قرية يشار إليها بالبنان، كما جاء في تاريخ الطبري في حوادث (144ه)، كما شاهدها عبد الله بن الحسن ومن معهُ، عندما جيء بهم إلى سجن المنصور في الهاشميات عام145 هـ. وقد طلب عبد الله من أهلها نصرته وتخليصه من المنصور كما نص على ذلك الطبري وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين. (21)
الوجه السابع: عمارة المقام المتماثلة الآن، وهي من سنة 1308 هـ إلى عامنا هذا باقية (هذا التاريخ على ما وجدناه مكتوب على القبة)، أحتوت هذهِ العمارة على مقامين، مقام للإمام الصادق عليه السلام وبجواره، وبنفس البقعة، مقام الإمام المهدي عليه السلام. وبالتأكيد أن طريقة بنائهما على هذا النحو (أعني مقامين في بقعة واحدة) على ما وجد في العمارة السابقة، وهي عمارة السيد بحر العلوم1، والسيد بحر العلوم بنى عمارته لهذا المقام على نحو ما وجدهُ في العمارة السابقة لعمارته، والتي وصفها العلامة المجلسي في بحاره (بأن للمقام بيت ـ ومحراب ـ وصحن) وهكذا وصلت إلينا عمارة المقام بنحو مقامين في بقعة واحدة، يداً عن يد، وصاغرٍ عن كابر.
الوجه الثامن: شدة إعتناء الإمام المهدي عليه السلام بهذا المقام، إذ شوهد أكثر من مرة فيه، وهو يصلّي ويدعو ويتضرع في هذا الموضع على ما رواه المجلسي قدس سره، ومرة ثانية في عصر السيد أبو الحسن الإصفهاني قدس سره إذ تشرف هذا السيد بخدمته في هذا المقام على ما سنذكرهُ في محله.
الوجه التاسع: وجود هذا المقام، جاء من إحترام رواة الشيعة وثقاتهم (الذين رافقوا إمامهم الصادق عليه السلام) لهذا المكان وخصوصاً بعد ماعرفوا صلاة إمامهم الصادق عليه السلام ركعتين فيه، وبأنهُ موضع منبر القائم، ووصل إلينا بالتلقي المتسالم عليه يداً عن يد إلى علمائنا أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، إذ تردد على هذا الموضع الإمام الصادق عليه السلام، فكان في كل مرة يصطحب من عُلية أصحابه، فأخذ عنهم رضوان الله عليهم، فتبعهم الشيعة الإمامية سلفا عن خلف، فهل يُعقل أن ذكر المقام يضيع، وبالخصوص مع إشارة الإمام عليه السلام لهم بمنزلة هذا المكان وعلوّه، فظهر واشتهر كما اشتهر موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام في النجف، وموضع رأس الحسين عليه السلام في مسجد الحنانة فبعد هذه الوجوه العشرة السابقة الذكر لم يبق لدينا أدنى شك بصحة إنتساب هذا المقام للإمام الصادق عليه السلام في وادي السلام وهو موضع منبر القائم عليه السلام كما أشار إليه الإمام عليه السلام أثناء تواجده فيه.
نسأل الباري ان يجعلكم ويشملنا من انصار الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
