اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد و ارحمنا بهم يارحيم
الشيخ حبيب الكاظمي
التصدق بالخاتم..
وهي الحادثة المتعلقة بأمير المؤمنين: ففي هذا اليوم أيضاً تصدّق أمير المؤمنين (عليه السلام) بخاتمه على الفقير وهو راكع، فنزل فيه الآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.. قال الباقر (ع) في قول الله عزّ وجلّ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ}: إنّ رهطاً من اليهود أسلموا، منهم عبد الله بن سلام، وأسد، وثعلبة، وابن يامين، وابن صوريا.. فأتوا النبي (ص) فقالوا: يا نبيّ الله!.. إنّ موسى أوصى إلى يوشع بن نون، فمَن وصيك يا رسول الله؟!.. ومَن وليُّنا بعدك؟.. فنزلت هذه الآية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}..
ثم قال رسول الله (ص): قوموا، فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائل خارج.. فقال: يا سائل!.. أما أعطاك أحدٌ شيئاً؟.. قال: نعم، هذا الخاتم، قال: من أعطاكه؟.. قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلّي، قال: على أي حال أعطاك؟.. قال: كان راكعاً، فكبّر النبي (ص) وكبّر أهل المسجد.
فقال النبي (ص): عليّ بن أبي طالب وليّكم بعدي، قالوا: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبعلي بن أبي طالب ولياً، فأنزل الله عزّ وجلّ: { وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُون}.
هذه القصة، هي قصة تاريخية قرآنية.. قد يقول قائل: كيف التفت علي إلى ذاك الفقير، وكيف سمع صوته، وكيف مد يده ليعطيه الخاتم.. وقد كان علي معروفا عنه (عليه السلام) بأنه إذا استغرق في صلاته، نزعت منه السهام وهو لا يدري؟..
الجواب:
إن الالتفات إلى الغير، إذا كان فيه رضا الله -عز وجل- فلا يضر بالتوجه إليه.. البعض عندما يتكامل أخلاقيا، ويعطى حالات الرقة، ينصرف عن الناس ولا يبالي بآلامهم.. انظروا إلى علي!.. وهو في الصلاة، وفي الركوع، يسمع نداء الفقير؛ يمد له الخاتم.. هذا هو الممكن، ولو كان عنده مال لعله أعطاه.. فالمؤمن يلتفت إلى كل الزوايا: الزوايا الإلهية، والزوايا البشرية.. كم من المؤمنين تصدقوا بخواتمهم في الصلاة، ولم تنزل بحقهم آية!..
إن هناك تساؤلاً يتبادر دائما إلى الذهن: لماذا رب العالمين لم يذكر عليا بالاسم، وبذلك يرفع الحيرة التي وقع فيها أغلب الناس؟..
فالجواب:
إن الكناية -في اللغة العربية- أبلغ من التصريح.. فعندما يقول رب العالمين: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.. فإنما يشير إلى حادثة بعينها، ولم ينقل لنا التاريخ أن هناك أحدا قام بهذا العمل قبل نزول الآية سوى علي (عليه السلام)!..
__________________
نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت وجزاك الله خير لهذا الطرح المبارك الرائع
قضى الله حوائجكم ورزقكم السلامة في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين عليهم السلام
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناتكم