بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معرفة الله بالله والرسول بالرسالة
بالسـَّند المتصّـل الى محمَّد بن يعقوبَ، عن عليِّ بن محمَّد، عمَّن ذكره، عن أحمدَ بن عيسى، عن محمَّد بن حُمرانَ، عن الفضل بن السَّكن، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): "إعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ، وَالرَّسُولَ بِالرِّسالَةِ، وأُولي الأمْرِ بِالأمْرِ بِالمَعْروفِ وَالعَدْلِ وَالإحْسَـانِ" أصول الكافي، المجلد 1،كتاب التوحيد، باب أنه لا يعرف إلاّ به، ج 1
الشرح
هناك فرق واضح بين العرفان، والعلم، بين التعرف على شيء وبين العلم بـه
يقال إن العلم في اللغة يختص بالكليات، والمعرفة خاصة بالجزئيات والتشخّص، ويقال إن العارف بالله هو الذي يتعرف على الحق سبحانه بالمشاهدة الحضورية، وإن العالم بالله هو الذي ينتهي إلى الحق سبحانه من خلال البراهين الفلسفية.
وذهب البعض إلى أن الفارق بين العلم والعرفان من وجهين: الأول من ناحية متعلق كل منهما كما ذكرنا متعلق العلم كلي ومتعلق المعرفه جزئي
والثاني أنه أخذ في المعرفة نسيان الشيء المعلوم سابقاً في حين أن العلم هو ما يدركه الإنسان ابتداءً
وأما الشيء الذي كان معلوماً فغُـفل عنه ونسيه ثم أدركه ثانياً يقال له أنه قد عرفه، وإنما يقال للعارف عارفاً، لأنه يتذكر الأكوان السالفة، والنشئآت السابقة على كونه المُلكي ونشأته الطبيعية.
وادّعى بعض أهل السلوك العرفاء أن سبب التسميه هو تذكر عالم الذرّ، ويقول بأنه لو أزيح حجاب الطبيعه الباعث على الغفلة والنسيان عن أعين السالك، لتذكّر العوالم السابقة.
وقال بعض العرفاء: إن حقيقة المعراج المعنوي والروحاني، هي تذكر الأيام السالفة، فنحن إذا قفلنا راجعين الى الوراء للإطلال على أيام الطفولة والمراهقة والشباب و... لوجدنا أنّ كل شخص يسترجع فترة من حياته ويتذكر بعض الأيام
فهناك من يتذكر أيام عامه السابع من حياته وما بعدها وهناك من يتذكر أيام السنة الخامسة من عمره، وبعض يذهب إلى أبعد من ذلك ويّدعي تذكر أيام حوله الثالث، ومن النادر من يسترجع إلى ذاكرته أبعد من أعوامه الثلاثة الأولى.
لقد نقل عن الشيخ الرئيس ابن سينا، أنه كان يدّعي تذكّر أول لحظة ولادته، وكان يقول يمكن للإنسان أن يتذكر أبعد من ذلك فيتذكر فترة تواجده جنيناً في رحم الأم أو فترة وجوده في صلب الأب، وهكذا يرجع إلى الوراء ويتذكر جميع الأحوال التي مرّ بها في عالم المُلك، حتى يصل متقهقراً إلى أكوان عالم الملكوت الأعلى والجبروت، إلى عالم الجبروت الأعلى وهكذا يقفل ويتقهقر حتى يتذكر نشأة العلم الربوبي ومثل هذا التذكر، هو حقيقة المعراج ومنتهى العروج الروحاني
وهذا الموضوع حتى إذا كان صحيحاً في نفسه، ولكنَّ تفسير حقيقة المعراج الروحاني بالرجوع القهقرائي لدى أهل العرفان وأرباب القلوب والأفئدة غير سديد، لأن حقيقة المعراج الروحاني، هي حركة معنوية انعطافية، تتم بها دائرة الوجود وينتهي إلى عالم الغيب جميع ما في سلسلة الشهود، ويحدث ذلك في القاموس الصعودي، والحركة الإنعطافية
في حين تعتبر هذه الحركة التقهقرية التي ذكرت لتفسير المعراج الروحاني، على خلاف سنة الله الجارية في الكائنات، وخاصّة في الأنبياء، وعلى الأخص في النبي الخاتم (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعليهم أجمعين
وإنما يشبه هذا السلوك، حال المجذوبية المتوفرة في صنف من الملائكة المهيّمة المتحيّرة في ذات ذي الجلال، الذين غفلوا نهائياً عن الكثرات، ولم ينتبهوا إلى أن هناك مخلوقاً باسم الإنسان والعالم.
يقول الشيخ العارف الكامل شاه آبادي - روحي فداه -(إن الحالة الروحية للنبي آدم عليه السّلام كانت تجذبه نحو عالم الغيب والمقام المقدّس، وتُبعده عن عالم مُلكه وعالمه الطبيعي، ومثل هذه الحركة الجذبية كانت تبعث على سلب الآدمية عن آدم عليه السّـلام، فسلَّط الحق المتعالي، الشيطان عليه لكي ينتبه إلى شجرة الطبيعة وينعطف عن الجذبة الملكوتية، وينصرف إلى عالـم الملك والطبيعة).
قوله (عليه السّلام): "وَالعَـدْلِ وَالإحْسانِ" الظاهر أنهما معطوفان على قوله "الأمْرِ بِالمَعْروفِ" أي: إِعْرِفوهُمْ بِالأمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَبِالْعَدْلِ وَالإحْسانِ. ويحتمل أن يكون معطوفاً على قوله "المعروف" أي: إِعْرِفوهُمْ بِالأمْرِ بِالْمَعْروفِ وَبِالأمْرِ بِالْعَدْلِ وَالإحْسانِ.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحسنتِ الطرح بارك الله فيكِ ؛
ربي يوفقك و يسدد خطاكِ . على حب فاطمة الزهراء عليها السلام رشــح المنتــدى
اللهـم عجـل لوليـك الفــرج
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي ناصرة الزهراء اسأل الله أن يوفقكم لكل خير ويسدد خطاكم
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد