من المهم أن يلتفت الإنسان لتزكية نفسه وصعود الدرجات، ولكن هنالك كيفية خاصة لذلك فالبعض يزكي نفسه لتكون زكية، والبعض الآخر يتخذه وسيلة إلى بلوغ الوصال مع المحبوب عز وجل.
يقول الإمام الخميني (قده) أن السفر إلى الله تعالى يبدأ بالخروج من بيت النفس والأنانية ويجب أن لا يكون هدفه من السفر هدفًا نفسياً فهكذا شخص ليس مسافر بل لا زال في بيت النفس. ولكن كيف نترك الشهوات والرغبات النفسية؟ الأمر صعب جداً! إعلم أن هذه من تسويلات الشيطان فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها ولن يكلفك بما لا تقدر عليه بل الخيار برمته عائد لك، وسوف نتطرق للحديث عن كيفية التزكية بشكل مفهوم.
من المعلوم أن الإنسان لن يستطيع التحرك بدون التقوي بالطعام والحركة، كذلك هي الروح الإنسانية لها وقود وتمرين خاص بها يمكّنها من الصعود والعروج إلى الله عز وجل أحدها العلم والآخر العمل أو العبادة وكلاهما يجب أن يكونا موجودان لإكمال الطريق وهدفهما هو توليد أو تقوية ومساندة الطاقة وهي العشق الإلهي.
إعلم أن الذكر ليس محصوراً فقط باللسان بل هو القلب فالذكر اللساني لا يعتبر ذكراً مالم يلازم الذكر القلبي، الذكر اللساني هو تعليم القلب النطق بذكر الله ومن الأفضل أن يكون ذلك في وقت توجه القلب لله وإلا فإنه يسبب قسوة القلب.
أما العلم فالهدف منه هو إنارة الطريق وكل شيء وبدونه لن يصل أحد، واعلم أن الآية الشريفة (إنما يخشى الله من عباده العلماء) تعني أن العلم الذي لا يُوجد في نفس الإنسان شيئًا من الخوف من الله تعالى فهو ليس بعلم بل مجرد مفاهيم.
واعلم ان من الناس من لا ميزة له ظاهراً ولكنه في الباطن ولي من أولياء الله عز وجل ولا أحد يعلم.
أنقل لكم قول العارف الملكي التبريزي وهو كلام مليء بالفوائد (الوصول لا يتحقق إلا بفناء العبد وارتفاع الحجب الظلمانية والنورانية كلها بينه وبين الله، ولا يتيسر ذلك إلا بتخلي العبد عن جميع عوالمه وأسمائه وأوصافه، وحينئذ يصير أهلا لظهور لظهور أسماء الحق....).
الحجب - نورانية كانت أو ظلمانية - تمنع من شهود الله عز وجل، فلا أحد يقدر أن يشاهد الشمس إلا من وراء شيء يحجب نورها فما بالك بنور السماوات والأرض! لذلك فالأمر يمر بمراحل إلى أن تزاح جميع الحجب، فعليك ان تخلع صفاتك الغير الإلهية وتتحلى بصفات الله تعالى وهو قول رسول الله صلى الله عليه وآله (من أحصاها دخل الجنة).
واعلم أن أولياء الله عز وجل يحبون الجنة لانتسابها إليه وليس لكونها جنة. فالبلاء والرخاء سيان لديهم لأن كلاهما من الله تعالى.
لا تنسى قول الله عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
وليترنم قلبك بقول الإمام علي عليه السلام (إلهي وعزتك وجلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي).
--------
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي العزيزة شجرة فاطمة الزهراء على الطرح الطيب جزاكِ الله كل خير
من يقرأ الحسين عليه السلام في عاشوراء يجد نفسه وسط عاصفة من الفضائل ، وطوفان من البطولات، وفيضان من المكرمات.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله بكم على موضوعكم القيم
جهود جباره ..اجركم الله واثقل بها موازين اعمالكم جعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام نسألكم الدعاء