
الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه...
عظم الله أجورنا و أجوركم
التمحيص في قصة نبي الله ايوب(على نبينا و آله الصلاة و السلام )
(القصة في القران الكريم)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ(41)ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ(42)وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الأَلْبَابِ(43)وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ(44)سورة ص
(القصة من كتاب قصص الأنبياء)
تفسير علي بن إبراهيم بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال : أبو بصير سألته عن بلية أيوب (عليه السلام) التي ابتلي بها في الدنيا لأي علة كانت ، قال لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا و أدى شكرها و كان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس من دون العرش فلما صعد و رأى شكر نعمة أيوب حسده إبليس فقال يا رب إن أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا و لو حرمته دنياه ما أدى إليك شكر نعمة أبدا فقيل له قد سلطتك على ماله و ولده قال فانحدر مسرعا خشية أن تدركه رحمة الله عز و جل فلم يبق له مالا و ولدا إلا أعطاه فازداد أيوب لله شكرا و حمدا قال فسلطني على زرعه قال قد فعلت فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد أيوب لله شكرا و حمدا فقال يا رب سلطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله و عينيه و لسانه و سمعه فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه فبقي في ذلك دهرا يحمد الله و يشكره حتى وقع في بدنه الدود و كانت تخرج من بدنه فيردها و يقول لها ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه فنتن حتى أخرجه أهل القرية من القرية و ألقوه في المزبلة خارج القرية و كانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم و عليها تتصدق من الناس بما تجده فلما طال عليه البلاء و رأى إبليس صبره أتى أصحابا له كانوا في الجبال رهبانا و قال لهم مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته فركبوا بغالا شهبانا و جاؤوا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه فقرنوا بعضها إلى بعض ثم مشوا إليه و كان فيهم شاب حدث السن فقعدوا إليه فقالوا يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك و ما ترى ابتلاءك بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحد إلا من أمر كنت تسره فقال أيوب و عزة ربي إنه ليعلم أني ما أكلت طعاما إلا و على خواني يتيم أو ضعيف يأكل معي و ما عرض لي أمران كليهما طاعة إلا أخذت بأشدهما على بدني فقال الشاب سوءة لكم عمدتم إلى نبي الله فعيرتموه حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسرها فقال أيوب لو جلست مجلس الخصم منك لأدليت بحجتي فبعث الله إليه غمامة فنطق فيها ناطق بعشرة آلاف لسان أو ستة آلاف لغة يا أيوب أدل بحجتك فإني منك قريب و لم أزل قريبا قال فشد عليه مئزره و جثا على ركبتيه و قال ابتليتني بهذه البلية و أنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا لزمت بأحسنهما على بدني و لم آكل أكلة من طعام إلا و على خواني يتيم قال فقيل له يا أيوب من حبب إليك الطاعة و من صيرك تعبد الله و الناس عنه غافلون و تحمده و تسبحه و تكبره و الناس عنه غافلون أ تمن على الله بما لله المن فيه عليك فأخذ التراب و وضعه في فيه ثم قال أنت يا رب فعلت ذلك بي فأنزل الله عليه ملكا فركض برجله فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان فأنبت الله عليه روضة خضراء و رد عليه أهله و ماله و ولده و زرعه و قعد معه الملك يحدثه فأقبلت امرأته معها الخبز اليابس فلما انتهت إلى الموضع فإذا الموضع متغير و إذا رجلان جالسان فبكت و صاحت و قالت يا أيوب ما دهاك فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته و قد رد الله عليه بدنه و نعمته سجدت لله شكرا فرأى ذؤابتها مقطوعة و ذلك أنها سألت قوما أن يعطوها ما تحمله إلى أيوب من طعام و كانت حسنة الذؤابة فقالوا لها تبيعينا ذؤابتك هذه حتى نعطيك فقطعتها و دفعتها إليهم و أخذت منهم طعاما لأيوب فلما رآها مقطوعة الشعر غضب و حلف عليها أن يضربها مائة فأخبرته أنه كان سببه كيت و كيت فاغتم أيوب من ذلك فأوحى الله إليه وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لا تَحْنَثْ فأخذ مائة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه ثم قال وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ قال فرد الله عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء كلهم أحياهم الله فعاشوا معه و سئل أيوب (عليه السلام) بعد ما عافاه الله أي شيء كان أشد عليك مما مر عليك قال شماتة الأعداء قال فأمطر الله عليه في داره فراش الذهب و كان يجمعه فإذا ذهب الريح بشيء عدا خلفه فرده فقال له جبرائيل أ ما تشبع يا أيوب قال و من يشبع من رزق ربه .
محل الشاهد:
الثامن في قصة نبي الله أيوب عليه السلام وأكيد أن المختار في هذه القصة والممتحن والمختبر فيها هو نبي الله أيوب عليه السلام وزوجته المؤمنة وهو الناجح النجاح الأكبر في هذا التمحيص وكان المختبر له هو الله تعالى ,حيث أن الله يعلم أن أيوب عليه السلام سينجح ولكنه أراد أن يثبت ذلك لإبليس ومن في شاكلته أن عبادي ليس لك عليهم من سلطان ,وفعلا اثبت النبي أيوب عليه السلام انه محط ثقة وانه يستحق المقام الذي هو فيه وهو مقام النبوة ,فمن ينجح في هكذا اختبار أكيداً لم يعط النبوة عبثا ,ولكن نحن هنا نسأل أنفسنا سؤالا مهما لو إننا كنا مكان نبي الله أيوب فيا ترى ما هو حالنا هل سنعترض على الله أو لا , هذا إذا كان الاختبار مباشرا مع الله تعالى كما في قصة نبي الله أيوب باعتبار أن أيوب نبي وهو يعرف أن الله تعالى يختبره و في عصره اقرب إلى الله تعالى ورغم كبر حجم الاختبار لكنه نجح وزوجته المؤمنة .ولكن لو كان الاختبار لنا ومع واحد من خلق الله إلا وهو الإمام عليه السلام وهو غائب أكيداً سيكون التمحيص اكبر خطرا فهل سننجح كما نجح نبي الله أيوب الجواب لكم . علما إننا يوم القيامة مسؤولون أمام الله تعالى عن إمامنا وعن ما فعلناه له في عصر غيبته وعصر ظهوره المبارك .
لنا عودة باذن الله
هبة الله
بارك الله فيكم و نوركم بنوره الأقدس

لَكُمْ مِنَا خَاْلِصُ الْدُعَاءْ ..
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
