يقول آية الله الشيخ التوسلي:
كنت في منزل الإمام عندما جاؤوا بخبر هجوم جلاوزة الشاه على المدرسة الفيضية وقيامهم بإلقاء البعض من فوق سطحها إلى الأرض, وضرب الرجال الطاعنين في السن, وتخريبهم غرف المدرسة وإحراقهم نسخ القرآن الكريم ومهاجمتهم للأهالي على طريقة المغول, وقبيل الغروب كانت الأخبار تصل متتابعة بأن هؤلاء الجلاوزة ينوون مهاجمة منزل الإمام, فأمر أحد السادة بإغلاق باب المنزل, وعندما التفت الإمام لذلك قام وقال: " إنهم يضربون أولادي طلبة الحوزة في المدرسة ويخربونها, فكيف تغلق باب منزلي ؟ ", ثم أمر فوراً بفتح باب المنزل وتوجه لفتحها بنفسه, وقال: " اسمحوا بالدخول لكل من أراد".
وذهب بنفسه وفتح الباب على مصراعيه
مما لا نقاش فيه أن الإمام كان يتحلى بشجاعة فائقة في قضية المدرسة الفيضية المعروفة, أرسل الشاه ألفاً من جلاوزته متنكرين بملابس مدنية وارتكبوا تلك الجريمة في المدرسة ثم خرجوا منها على هيئة الفاتحين وتظاهروا في شوارع قم وهم يرددون هتافات " الخلود للشاه" وقد أوجدوا حالة من الرعب في المدينة سلبت الجرأة على الاعتراض من الجميع. وكان مقر هؤلاء الجلاوزة في ثانوية " حكيم نظامي " القريبة من منزل الإمام, ولذلك تصور بعض الحاضرين أن هؤلاء الجلاوزة يتجهون لمهاجمة بيت الإمام, فقالوا: إن هؤلاء المسلحين ـ وعددهم كبير ـ يتجهون إلى منزلكم وهم يرددون الشعارات. وتصور بعض آخر أن من الضروري إغلاق باب المنزل ووضع قفل عليه من الداخل مثلاً لمنع دخول الجلاوزة إلى المنزل, فأغلقوا الباب وهم يتصورون أن الإمام راض بذلك لكنه عندما عرف بذلك نزل من الغرفة ـ دون أن يتحدث مع أحد ـ وذهب بنفسه وفتح الباب على مصراعيه, وعاد إلى تلك الغرفة القريبة من الباب وجلس فيها في حين كان صوت تحرك أفراد القوات الخاصة يشتد في كل لحظة, ورغم ذلك بقي جالساً ومستعداً دون أن يصيبه أدنى قلق من أن يدخل هؤلاء الآلاف من الجلاوزة منزله وينفذوا خططهم.
قبسات من سيرة الإمام الخميني الحياة الإجتماعية