يقول المرحوم آية الحق العارف بالله الحاج الشيخ محمد جواد الأنصاري الهمداني رضوان الله تعالى عليه :
كنت في قديم الأيام لا أذهب لزيارة قبور غير المعصومين والأئمة , فقد كنت أتصور أن الانبساط والانشراح يحصل فقط من قبور الأئمة عليهم السلام الذين وصلوا إلى مقام الطهارة المطلقة , وأن ليس من أثر مترتب على زيارة قبور غيرهم , حتى تشرفت بالسفر إلى العتبات المقدسة للمرة الأولى لأداء زيارة مع جمع من تلامذتي الروحيين . حيث توجهنا يوماً من أيام الإقامة في الكاظمين عليهما السلام من بغداد إلى المدائن للتفرج على بناء المدائن وطاق مسرى المكسور , وكان حقاً باعثاُ على العظة والاعتبار .
ثم إننا تحركنا بعد التفرج على المدائن وأداء ركعتي الصلاة المندوبة في ذلك الطاق , إلى قبر سلمان وحذيفة الواقعين قرب ذلك الطاق , فجلسنا قرب قبر سلمان في جمع من الأحباب والأصدقاء , ليس بقصد أداء الزيارة بل لمجرد الاستراحة وإزالة التعب , فاستقبلنا سلمان فجأة وتجلى على حقيقته وفي هيئته الواقعية , فكانت روحه في غاية الصفاء و اللطافة ليس فيها ذرة من الكدورات , وكانت في غاية السعة و النقاء بحيث أغرقتنا في عالم من اللطف والمحبة والسعة والصفاء , وأدخلتنا في فضاء وسيع ولطيف من عالم المعنى خال من أي مشكلة وعقدة , بحيث أشبه منتهى لطافته وصفائه فضاء الجنة , وكان كالضمير المنير للعارف بالله أشبه بالماء الصافي الزلازل الرقراق وبنسائم الهواء اللطيفة , فأحسست بالخجل يعتريني من عدم قدومي عنده للزيارة , ثم إننا شرعنا بأداء الزيارة . وصرت منذ ذلك الوقت أذهب أيضاً لزيارة قبور غير الأئمة الطاهرين عليهم السلام , من العلماء بالله والمقربين وأولياء الله , وأستعين بهم , وصرت أذهب لزيارة قبور المؤمنين في المقبرة , وأوصي تلامذتي بأن لا يحرموا من هذا الفيض الإلهي .
كرامات أولياء الله ومكاشفاتهم