اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قضية بكاء مولاتنا الزهراء عليها السلام وحزنها بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وما خلفه هذا الواقع المأساوي للزهراء من ألم وآهات ، بحيث تنقل بعض الروايات بان البعض من المسلمين ثقل عليهم بكاؤها فجاؤا الى أمير المؤمنين عليه السلام وطلبوا منه أن يجد لهم حلاً في مسألة هذا البكاء، لأنهم قد تأذوا منه، ولذلك قام الإمام عليه السلام ببناء بيت الأحزان وأبعده عن بيوت المدينة.
هذه القضية وردت في الكثير من المصادر وكثيراً ما نتناولها ونتحدث بها على ما هي عليه من دون التثبت او الفهم الصحيح والمناسب لمقام العصمة وشأنها ونذكر ألان الرواية من مصدرين:
جاء في كتاب كشف الغمة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة:-
(آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد، وعلي بن الحسين عليهم السلام.... الى أن يقول: وأما فاطمة فبكت على رسول الله صلى الله عليه واله حتى تأذى بها أهل المدينة، فقالوا لها: قد آذيتينا بكثرة بكائك، فكانت تخرج الى مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف....)1
ويقول الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه حياة سيدة النساء فاطمة الزهراء:
(وكان شبح أبيها يتابعها في كل فترة من حياتها القصيرة الأمد وهي غارقة في البكاء ويقول المؤرخون: إن القوم قد ثقل عليهم بكاؤها لأن منزلها مجاور الى جامع الرسول الذي كان مركزاً لاجتماعهم ، فشكوا أمر الزهراء الى الإمام وطلبوا منه أن تجعل وقتاً خاصاً لبكائها ولوعتها على أبيها، لأنهم لا يهجعون ولا يستريحون فأعلمها الإمام أمير المؤمنين فأجابته الى ذلك، فكانت في النهار تخرج ومعها ولديها الحسنان وبنتها سيدة النساء زينب الى شجرة من الأراك تقع خارج المدينة فتستظل تحتها ، وتأخذ بالبكاء على أبيها طيلة النهار، فإذا أوشكت الشمس بالغروب قفلت مع أبنائها الى دارها حتى خيّم عليها الأسى والحزن، وعمد القوم الى تلك الشجرة فقطعوها، فكانت تبكي في حر الشمس فقام الإمام امير المؤمنين فبنى لها بيتاً سماه بيت الأحزان ، ظلّ رمزاً لأساها وما عانته من الأذى من صحابة أبيها...)2
الا انه من الممكن ان توجد على هذه الروايات بعض الإشكالات والتعليقات منها:-
أولاً:- ان فاطمة الزهراء عليها السلام معصومة وهي احد الأربعة عشر من أهل بيت العصمة فضلاً عن كونها من اصحاب الكساء ومعروف ما لأهل الكساء من الفضل على الأئمة الباقين سلام الله عليهم أجمعين، ولما كانت مولاتنا الزهراء في هذه المنزلة العليا والمرتبة الشريفة والتي على معرفتها دارت القرون الأولى، كيف تأتي بفعل يضر بالآخرين بحيث يتأذون من بكائها، ولا يهدأ لهم بال ولا يستطيعون ان يرتاحوا لا في المسجد لقرب منزلها منه او حتى في بيوتهم كونها قريبة على منزل فاطمة. ومعلوم انه لو كان بكاء الصدّيقة عليها السلام مجرد دموع وحزن في الوجد عميق من دون إحداث للصياح والعويل لما اشتكوا منها بحيث يصل الحال بهم الى ان يقولوا لأمير المؤمنين عليه السلام بان فاطمة قد آذتهم ببكائها، ولذلك بنى لها بيتاً بعيداً عن المدينة سماه بيت الأحزان.
ولكن حاشا للزهراء ان تفعل مثل ذلك وهي عليها السلام بكل تأكيد تستطيع أن تحزن الحزن المناسب لحالها ومقامها بحيث لا تؤذي احداً من العالمين، كيف ورسول الله صلى الله عليه واله عندما مات ابنه إبراهيم عليه السلام قال مقولته المشهورة : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب. ولعل البكاء بصوت عالٍ وإسماع الجيران فضلاً عن تأذية المسلمين وهم داخل المسجد النبوي من الأمور التي لا يرضى لها الرب عز وجل لأنه :
1- اعتراض على القضاء والقدر الإلهي خصوصاً عندما يطول ويكون بهذا الشكل الملفت للأنظار بحيث يستدعي بالمسلمين أن يقوموا بالشكوى منه وحاشا للزهراء أن يكون لها فعلاً كهذا فالمتدنيات من المؤمنات لا يفعلن مثل هذا فكيف بالزهراء سلام الله عليها.
2- في نفس الفعل إيذاء للآخرين من عامة الناس وهذا مما لا يرضي الله جل جلاله ولا يرضي المعصومين أنفسهم سلام الله عليهم أجمعين، فكيف يأتي فرداً من المعصومين ويقوم بهذا الفعل.
3- ان التمسك بهذا البكاء الطويل وبهذا الشكل المؤذي يدل في نفس الوقت على ضعف الشخص الباكي في إبراز مظلوميته اذا ما وجدت بعد ان يكون عاجزاً عن إيصال مظلوميته بالحجة القوية الواضحة من قول قاطع وفعل حاد اتجاه الظالم والمغتصب. وانه ونتيجة الضعف الذي فيه لا يستطيع إلا أن يبكي بصوت عال لجلب انتباه الآخرين نحوه وحاله في هذه كحال الطفل الصغير عندما لا يعرف للتعبير عما يريد إلا البكاء. وهذا في طبعه منتهى الضعف وعدم القدرة. وحاشا للزهراء الطاهرة ان تكون بهذا المقدار من الضعف وهي صاحبة الحجة البالغة وصاحبة الكلمة التي وبخت بها طواغيت عصرها أمام الملأ دون تردد او خوف.
ثانياً:- من الممكن القول بان فاطمة الزهراء عليها السلام لم تكن تبكي هذا البكاء ذو الصوت والنحيب العالي الممل، وإنما عنى الراوي بان فاطمة عليها السلام كانت تقوم بفعلين لابد منهما وذلك لاندماجهما واندكاكهما في الزهراء بالشكل الذي يناسب مقامها ومسؤوليتها اتجاه أبيها صلى الله عليه واله واتجاه الإمام أمير المؤمنين واثبات خلافته وهذان الفعلان هما:-
الفعل الأول:- إنها كانت تبكي أبيها صلى الله عليه واله لشدة تعلقها بالرسول وامتزاجها الخلقي معه وكان بكاؤها عليها السلام بكاء العقلاء الروحانيين ذلك البكاء الذي لا تشعر به لولا سيلان الدموع على الخدود، ذلك البكاء الذي هو عبارة عن زفرات وانين لا تكاد تسمع منه شيئاً لكنه يعصر الروح عصراً ثم تعرج به الى السماء لتقول:
ابكي لفراقك يا رسول الله.
قد كان بعدك أنباء وهنبثة **** لو كنت لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها **** واختل قومك لما غبت وانقلبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم**** لما قضيت وحالت دونك الترب
الفعل الثاني:- إنها عليها السلام كانت تقوم بالدفاع عن أحقية أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة وإبراز ما قام به الشيخين من إبعاد الخلافة عن مسارها الصحيح.
وتنبيه المسلمين كلما دخلوا عليها وخصوصاً نساءهم بحيث تقوم النساء بدور الناقل لما بينته الزهراء من الحق لأزواجهن وهي بذلك عملت بإيضاح الحق باجلى صوّره ولم تدع شيئاً من الحق والباطل لم تكشف عنه، بحيث كانت تلقي على أسماعهن الشكاوى التي كانت بمثابة تقريع وتوبيخ لأزواجهن وان سبب حزنها وألمها كون الحق لا يعمل به ولم ينتصر له، والباطل لم يتناهى عنه ولم ينتقم منه، وبهذا الفعل كانت عليها السلام تمارس دورها كمعصومة في عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحيث أدى هذا الفعل من الزهراء عليها السلام الى إفشاء أمر غصب الخلافة من علي عليه السلام وغصب حقها في فدك بين المسلمين حتى بدأ المسلمون يعون هذا الأمر وبدأوا يلومون أنفسهم على تسرعهم بإعطاء البيعة الى الخليفة الأول، مما ادى بالشيخين وأتباعهم بان يبعثوا البعض من المسلمين الى أمير المؤمنين عليه السلام فطلبوا من الإمام ان يسكتها ويمنعها من البكاء والحزن، كونهم لا يستطيعون البقاء مكتوفي الأيدي أمام هذا الضخ الهائل من كشف الحقائق والتوبيخ المتعاقب عليهم من قبل الزهراء وهم يعلمون ما للزهراء من مكانة ومحبة في قلوب المسلمين ولا تزال كلمات رسول الله صلى الله عليه واله في حقها تقرع أسماعهم ولم ينسوها بعد. لذلك لم يكن لهم بد إلا أن يأتوا بهذا العذر ليقنعوا المسلمين بان ما كان للزهراء أن تتكلم بهذه الأقوال التي توبخهم وتلومهم بها لولا حزنها وبكاؤها على أبيها بحيث افقدها صوابها وجعلها تتكلم بمثل هذا الكلام. ولذلك قام الإمام أمير المؤمنين ببناء بيتاً للزهراء بعيداً عن بيوت المدينة وسماه بيت الأحزان، وهي محاولة من أمير المؤمنين لإبعاد الزهراء عنهم كونهم غير مستأهلين لتلقي وسماع كلام فاطمة الزهراء عليها السلام بعد أن أصبحت القلوب اشد من الحجارة ، ومن المنطقي جداً بعدما قام الإمام بهذا الفعل انه يريد ان يشعر المسلمين وزوجاتهم بان لا يذهب احدٌ منهم الى الزهراء لأنها قد خرجت من بيتها المعد لاستقبال الضيوف الى مكان أخر وهي تريد ان تعتزل هذا المجتمع المسلم القاصر عن إدراك الحقيقة خوفاً عليهم من ان يزدادوا اثماً كلما القت عليهم الحجج وهم لا يستجيبون لها. وهي ايضاً فرصة مناسبة وممهدة لإخفاء قبرها سلام الله عليها عن الأمة الإسلامية في المستقبل القريب.
ولعله ان تكون محاولة بناء بيت الأحزان بعيداً عن بيوت المسلمين هي خطوة قام بها الإمام والزهراء سلام الله عليهما كعملية رفض للانحراف الإسلامي الذي قام به المسلمون بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله مباشرةً ، ولذلك فان ابتعاد الزهراء عن بيوت المدينة في اغلب الوقت ما هو إلا ابتعاد لروح رسول الله عن المجتمع المسلم لأنه صلى الله عليه واله قال في الزهراء ( فاطمة روحي التي بين جنبي) وكذلك قال صلى الله عليه واله: ( ... يرضيني ما أرضاها ويبغضني ما ابغضها ...) وهذا إن دل على شيء فهو يدل على سعة الغفلة وعدم الالتفات الى معاني الزهراء عليها السلام والتي ألقيت من قبل الرسول صلى الله عليه واله في حقها بحيث فرّطوا بالزهراء وهي تطالب بحقها بفدك، ثم فرطوا بالزهراء بحرق دارها وبكسر ضلعها وفرطوا بها عندما طلبوا إبعادها عن دور المدينة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثالثاً:- هناك دلالة تشير الى إن أعداء أهل البيت كانوا يحاولون إخفاء ومنع أي صوت او أي محاولة لكشف انحرافهم عن خط الرسالة المحمدي ومهما كان هذا الصوت حتى لو كان همساً فكيف بصوت فاطمة الزهراء عليها السلام الذي ما فتأ يفضحهم ويبين للناس أين الصواب وأين الخطأ وخصوصاً إن بيت الزهراء لا يبعد إلا اشباراً عن مسجد الرسول صلى الله عليه واله ومن المؤكد أن المسلمين كانوا عندما يحضرون الى المسجد وفي أوقات قبل الصلوات ويبقون بعدها أيضاً والى أوقات متأخرة أضف الى ان المسلمين كانوا يجتمعون في المسجد ويتباحثون في أمورهم ولذلك كانوا يسمعون كلام الزهراء وكانت الزهراء سلام الله عليها تتقصد من إسماع المسلمين الحاضرين في المسجد وبيان أخطاءهم التي وقعوا بها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله وبيان سبب الانحراف الرئيسي. وكانت الزهراء بعصمتها العالية تخرج حزنها وشكواها لفقد أبيها بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة لكشف الحق وبيان محل نصابه ، وهذا هو الذي أرعب المنحرفين عن خط الرسالة المحمدي وجعلهم يلتجؤون بالتذرع بالحجج الواهية واختلاق الأعذار الضعيفة، بحيث إنهم تذرعوا ببكاء الزهراء وأذيتهم من بكائها المزعوم لأنهم واقعاً لم يمتلكوا أي ذريعة او أي عذر يستطيعون من خلاله إسكات الزهراء وإبعادها إلا بهذا لعذر المختلق، وذلك لشدة تأثير كلام الزهراء على المجتمع المسلم وأذيتهم بسبب ذلك ولم يتأذوا قط من بكاء مسموع من الزهراء لأنه لم يكن له صوت يسمع .
وكيف لا يجن جنونهم وكيف لم يكذبوا ويبالغوا في التكذيب في إيجاد العذر حتى أنهم زينّوه في عيون العامة او كما قيل كلمة حق يراد بها باطل، ومسجد الرسول صلى الله عليه واله كان يمثل الجهة الإعلامية الأولى للمسلمين كيف والحال هذا يرضون بإبقاء الزهراء تقرع أسماع المسلمين في مسجد أبيها بابلغ الحجج خصوصاً انهم يعرفون ما للزهراء من حب وتقدير من قبل أكثر المسلمين.
ولذلك بعثوا الى أمير المؤمنين علي عليه السلام في محاولة منهم بأنهم يشفقون على الزهراء من البكاء ومن الشكاوى عليها ايضاً. وهذا القول ابلغ عندهم في إسكات الزهراء كونهم اختاروا عذراً يمسهم الأذى فيه ظاهراً إن لم يستمع له وينفذ . وهذا مما لا يرضي الإمام علي عليه السلام ولا الزهراء نفسها مما أدى بالإمام الى ان يبني بيت الأحزان لها. والذي يثبت هذا الشيء بشكل أكثر وضوحاً هو إقدامهم الى قطع شجرة الأراك التي كانت تستظل تحتها الزهراء بالرغم من بعدها عن دورِهم وحتى وان بكت الزهراء عليها السلام فلن يسمع صوتها أهل المدينة، فلماذا اذاً أقدموا على قطعها؟؟
إلا إذا أنهم أحسوا بأنها لازالت جهة إعلامية تمارس من خلالها الزهراء دورها وذلك لأنه من الممكن أن تأتي نساء الأنصار وغيرهن ويجلسن بالقرب من الشجرة ويسمعن ما كانت تقوله الزهراء وهي في بيتها.
وبعد أن قطعوا تلك الشجرة اضطر أمير المؤمنين بان يقوم ببناء بيت الأحزان، وبقيت الزهراء عليها السلام تدخل وتخرج منه هي وابنيها سلام الله عليهم أجمعين من دون أن يستطيع احد من الدخول إليهم وحتى من سماع صوتهم.
ويمكن لنا ان نستشف من ذلك كيفية التدرج في سلب النعمة من بين أيدينا في كل زمان ومكان لأننا غير مستأهلين للعطايا الإلهية المقدسة ويمكن بيان هذا التدرج كما يلي:-
1- إن الزهراء عليها السلام واجهت في أول تحركها ضد الظلم مدعيّ الخلافة ظلماً وزورا وطالبت بحقها وحق زوجها أمير المؤمنين عليه السلام وبابلغ حجة واسطع بيان وكل المسلمون قد سمعوا ذلك لكنهم لم يحركوا ساكنا . بالرغم من ان الزهراء قد خرجت مطالبة بحقها وحق أمير المؤمنين بشكل واضح ومعلن.
وهي سلام الله عليها قد أدت دورها وحتى لا تعطي عذراً لمن يريد ان يقول لو بيّنت لنا الزهراء الموقف الصحيح في ذلك الحين لما وقعنا في المحذور.
2- بعد ان تنازل المجتمع المسلم عن هذه الصرخة الإلهية المدوية في ديوان خلافة الظلم، انسحب هذا النور الزاهر من بين المسلمين لعدم الاستحقاق بحيث جلست الزهراء في دارها وهي مفارقة للمجتمع المسلم بعد أن لم يكن مستحقاً لان تقف علنا لنصرته كالشمس المشرقة وهي تحرق الظلام حرقاً .
3- لكن بالرغم من ذلك فلا زالت الفرصة مؤاتية لكشف ألاعيب الشيطان وتغيير التصور العام الذي انطلى على المسلمين رسمه ولذلك أخذت عليها السلام وهي في دارها تتكلم وتبين للمسلمين فداحة خطأهم وجسامته وارتكابهم لأقبح فعل بعد وفاة أبيها صلى الله عليه واله وذلك بمخالفة وصيته المقدسة بحق زوجها أمير المؤمنين عليه السلام، ولكن بالرغم من كل ذلك فلا أذن تسمع ولا قلب يعي واخذوا بإعطاء الأعذار تلو الأعذار تبريراً لسوء فعلهم .
4- واستمر سوء فعلهم في إبعاد الزهراء عنهم شيئاً فشيئاً ، وبدلاً من ان يصححوا أخطاءهم بالتغيير مع وجود الزهراء، ابعدوا الزهراء عنهم وأخرجوها من دارها الى مكان بعيد عن بيوتهم ، ولكن بالرغم من هذا الإبعاد ولازالت الرحمة الإلهية قريبة منهم فبالرغم من بُعد الزهراء عنهم لكن يمكن لهم رؤيتها وسماع صوتها الى أن قاموا بقطع الشجرة التي استظلت تحتها الزهراء عليها السلام وهم بذلك قد ختموا سوء أفعالهم بفعل أقبح من سوابقه.
5- الحجب الكامل عن رؤية الزهراء عليها السلام وسماع صوتها وتمثل في مرحلتين :-
المرحلة الأولى:- مرحلة بناء بيت الأحزان ولم يسمح لأحد بدخوله وبذلك انقطعت كلمات الزهراء في توجيه الأمة الإسلامية بعد أن استحكمت الحجة عليهم ولكنهم لم يرعوّها .
المرحلة الثانية:- وهي اشد وقعاً وأمضى سناناً في قطع الوصول للزهراء عليها السلام وذلك بمنع المسلمين من تشييعها وإخفاء قبرها الشريف عن المجتمع الإسلامي وبذلك انقطع الأمل من رؤية أي شاخص يدل عليها، فما أقبحها من امة وما أسوء أفعالها بحيث تنازلت عن أعظم عطية إلهية وهبها الله تعالى لهم فلم يرضوا لرضاها ولم يغضبوا لغضبها وهم بذلك قد ارضوا الشيطان واغضبوا الرحمن فيا ترى كيف سيكون الجزاء؟؟؟
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وأله الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وألعن عدوهم
همام الزيدي
3 جمادى الآخرة 1432
المصادر
1- كشف الغمة للاربلي ج2 ص90
2- حياة سيدة النساء فاطمة الزهراء لباقر شريف القرشي ص 363
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين