العدل الالهي والامامة المعصومة في كتاب كمال الدين روى الشيخ الصدوق بسنده عن إمامنا الباقر عليه السلام قال: "نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم أمنٍ وأمان وسلم وإسلام وفاتح ومفتاح حتى أذا إستوى بنو عبد المطلب فلم يدرَّ أي من أي أظهر الله عزوجل صاحبكم فإحمدوا الله عزوجل، وهو يخير الصعب والذلول". قال الراوي: جعلت فداك، فأيهما يختار؟ قال عليه السلام: "يختار الصعب على الذلول". وروى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "إنما نجومكم كنجوم السماء كلما غاب نجمٌ طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بحواجبكم غيب الله عنكم نجمكم فأحمدوا ربكم".
في هذه الكلمات النورانية يبين لنا مولانا الإمام الباقرعليه السلام إحدى العلامات العامة التي تبشر بقرب ظهور المصلح الموعود عجل الله فرجه، هذه العلامة هي التي يشتمل عليها قوله سلام الله عليه: "حتى إذا إستوى بنو عبد المطلب، فلم يدرَ أي من أي أظهر الله عزوجل صاحبكم، فأحمدوا الله عزوجل" فما هو المقصود بهذه العبارة؟ قال العلماء إن الإستواء المراد هنا هو عدم ظهور أي تمايز بين بني عبد المطلب فيما يرتبط بالأهلية لإنقاذ الأمة وتحقيق الوعد الإلهي الصادق بأقامة دولة العدل الإلهي في كل الأرض، أي أنهم يستوون في عدم قدرتهم على إقامة هذه الدولة المرتقبة. أما عن المقصود ببني عبد المطلب فالواضح من التأمل في سياق النص هو أن المراد هو الحركات التي تنتمي بصورة أو بأخرى الى أهل البيت النبوي بما يشتمل حتى بني العباس بن عبد المطلب.
من هنا يتضح أن الإمام الباقر عليه السلام يشير هنا الى أن من العلامات المهمة المبشرة بظهور بقية الله المهدي أرواحنا فداه هي إتضاح عجز جميع الحركات التي تنتهي للإسلام الصادقة أو المتلفعة بالإسلام، عجزها عن إنهاء الجور وإقامة القسط والعدل بالصورة المطلوبة. فإذا إتضح عجزها عن ذلك توجهت القلوب نحو المهدي الموعود عجل الله فرجه واستعدت نفسيا لظهوره، فيظهره الله عزوجل ويتم نعمته على عباده.
وعندما نتأمل في مقدمة الحديث في رواية الشيخ النعماني، نلاحظ أن الإمام الباقر عليه السلام ذكر ظاهرة إستواء بني المطلب بعد الغيبة المهدوية، فقال: "حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بحواجبكم غيب عنكم نجمكم وإستوت بنو عبد المطلب"، فواضح من الحديث أن علة الغيبة هو إستعداد الناس لنصرة المهدي عجل الله فرجه، ثم ان هذه الغيبة تثبت بالتالي عدم قدرة أي حركة على تحقيق الأمل المنشود وإقامة العدل الشامل مهما كانت شعاراتها وإنتماءاتها. أي أن في فترة الغيبة يعطي الله عزوجل لكل من يدعي القدرة على إقامة العدل الالهي بدون الإمامة المعصومة يعطيهم الفرصة لذلك فتثبت التجربة عجزهم جميعاً عن ذلك فتتوجة القلوب الى خاتم الأئمة المعصومين عليهم السلام المهدي الموعودعجل الله فرجه.
بقي أن نشير الى تأكيد الإمام الباقر عليه السلام في نهاية الحديث الى أن المهدي الموعود عجل الله فرجه يختار الصعب وليس الذلول كما فعل ذو القرنين كما ورد في الروايات الشريفة. فهذا التعبير يشير الى جسامة مهمة خاتم الأوصياء وشموليتها والسر في ذلك أن الأولياء قبله عجل الله فرجه يعلمون بعدم إستعداد الشعوب في عصورهم لذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله بكم على موضوعكم القيم
جهود جباره ..اجركم الله واثقل بها موازين اعمالكم جعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتِ أختي العزيزة أنوار فاطمة الزهراء بارك الله فيكِ موفقين للخير
الحسين عليه السلام ينبوع لأصفى أنواع الحبّ ، كما هو منبع لأقسى أنواع الأحزان ...
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا