بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النفس تهتدي إلى اللَّه ...
قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾...فاطر: 51.
إننا نحن معاشر الناس في وجودنا نحتاج إلى الهواء لنتنفس، ولو انعدم الهواء لاختنقنا ومتنا... ونحتاج إلى طعام لنتقوت وإلا لجعنا ومتنا، وحتى في تركيبنا نحتاج إلى عينين لنبصر، وإلى أذنين لنسمع، وإلى يدين لنبني ونعمل ونزرع والخ... ونحتاج إلى رجلين لنسير والخ.
فنحن بحالة حاجة إلى كل ذلك.. والذي يحركنا ويدفعنا إلى تحريك اليدين للعمل، والرجلين للسعي وغير ذلك، إنما هو الحاجة... لأننا ضعفاء..
ولكن أيضاً نحن في أرواحنا كما في أجسادنا مفتقرون محتاجون... إلى العلم، إلى القوة والقدرة، إلى العزة والرفعة، إلى الحنان والعطف، نحب ونحتاج إلى الحب والجمال.
فحتى لو شبعت بطوننا من الطعام، يبقى هناك جوع آخر، ينادي فينا وأنا من يشبعني؟..
من يؤمنني من الخوف في جوف الليل؟..
من يؤنس وحدتي؟..
من يكون معي في غربتي؟..
ليأتي الجواب من داخل النفس ومن أعماقها، لا تبحث عن ما يسد هذه الحاجة عند من هم مثلك، في الفقر والحاجة، هم مثلك بائسون...
هم مثلك محتاجون... هم مثلك جائعون... فأنت وأنا ونحن وكلنا.. كل الناس، كل المخلوقات، حتى أكبر المخلوقات، فقراء محتاجون.. نحن غارقون في فقرنا واحتياجنا، نحن عين الفقر والاحتياج.. نحتاج إلى غني لا حد لغناه، يسد حاجاتنا التي لا تنتهي.. ويجبر فقرنا الذي لا حد له..
نحن فقراء إلى كل شيء نحتاج إلى من عنده كل شيء وهو غني عن كل شيء... فمن هو يا ترى؟
يأتيك جوابك من عمق وجدانك، وصميم قلبك، إنه اللَّه تعالى الغني المطلق الذي لا حد لغناه ولا حد لكرمه.
واصغ معي لدعاء الإمام السجاد عليه السلام: تمدحت بالغناء عن خلقك وأنت أهل الغنى عنهم، ونسبتهم إلى الفقر وهم أهل الفقر إليك، فمن حاول سد خلته من عندك ورام صرف الفقر عن نفسه بك، فقد طلب حاجته في مظانها، وأتى طلبته من وجهها، ومن توجه بحاجته إلى أحد من خلقك، أو جعله سبب نجحها دونك، فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك فوت الإحسان.. الصحيفة السجادية
ويقول الإمام الخميني قدس سره في وصيته لنجله السيد أحمد رحمه اللَّه: "... ولو تمكنت من مخاطبة سلاسل الموجودات المحتاجة بذاتها خطاباً عقلياً وسألتها، أيتها الموجودات الفقيرة من يستطيع تأمين احتياجاتكم فإنها سترد جميعاً بلسان الفطرة: إننا محتاجون إلى من ليس محتاجاً بوجوده مثلنا إلى الوجود والذي هو كمال الوجود".
إلى أن يقول: "وارتبط بالغني المطلق حتى تستغني عن سواه، واطلب التوفيق منه حتى يجذبك من نفسك ومن جميع ما سواه، ويأذن لك بالدخول والتشرف بالحضور في ساحته المقدسة".
فانظر أيها الأخ الكريم إلى نفسك واسألها، هل أنتِ محتاجة فقيرة
أم لا؟!. فستجيبك بنعم... فقل لها تعالي نتعرف ونلجأ إلى غني الأغنياء أكرم الكرماء اللَّه عزّ وجلّ ففي معرفته الغنى كل الغنى...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي العزيزة الفردوس المحمدي وجزاكِ الله كل خير موفقين دومـــاً
( سعيدة هي تلك اللحظات التي تأخذنا خارج ذاتنا ... وأسعد منها هي تلك التي تأخذ ذاتنا إلى بارئنا ..)
موقع الحسين عليه السلام في تاريخ الديانات هو موقع المفصل ، فهو وارث الأنبياء المنتجبين وأبو الأئمة المطهّرين ..