" إِنَّ أَهْلَ اْلأَرْضِ يَمُوتُونْ وَ أَهْلَ السَمَاءِ لَا يَبْقُونْ " ...
كلمة قالها الإمام الحسين عليه السلام لأخته زينب عليها السلام وقت وداعهما ..
نعم يا زينب ...أنا أمضي و غير سيمضي و جميعنا سوف يمضي ...
زينب عليها السلام تمنت الموت و لا يغيب عنها الحسين و لكن في ذمتها تكليف شرعي ثقيل
تتم بتأديته دور أخيها الإمام الحسين عليه السلام ...و عصفت بها و بالنسوة و الأطفال تلك الدواهي
و لكن أهل هذا البيت يقدمون كل مايملكون في سبيل الله ...
حتى أطفالهم ...حتى طفلة يتيمة ...عمرها لا يتجاوز الأربع سنوات ، حبيبة والدها الحسين عليه السلام و عزيزته .
كيف لا و هم محاطون بالحقد الدفين في صدورالنفوس القذرة ، شاءت الغدرو الإلتفاف حول السيف والسم ، والتشريد بحياتهم المعاصرة ، لذاك الزمن المهضوم وجرعت آل البيت المرارة
و أرادوا أن يزيلوا بقوة مزعومة ذكرى السادة الأطهار ، إلا أن وصل بهم قتل الأطفال الأبرياء من نسل محمد صلى الله عليه و آله و سلم ...
نوائح تتبعها صوائح ...
توالت على آل رسول الله لما لقوامن الظلم والإذلال من قلوب قاسية
و هاقد أتىيوم معولاً لطفلة الحسين (رقية ) المفارقة أباها بعد قتله الحارق لجفون العين الباكية
تسيرأسيرة على قدميهاالحافيتين وتنظرذاك المنظرالمخيف حولهاالموحش وهي تسمع صوت الرياح المغبرة فتهيم سائلة عن أباهاالحسين تتصوره وهي مشدوهة البال أين والدي ؟!
فقدطال السفروزادالشوق والحنين لذاك الحنون الذي كانت تختبأتحت عباءته حين مشيهِ والأطفال يتراكضون خلفة مستأنسين بهذاالأب المفتخربهِ
فأين هوالآن ولماذاهاجر؟!
نعم ...لقد عاشت هذه الطفلة البريئة الحزينة مرارة الدنيا أضعاف أضعاف مايلاقيه أي طفل مهضوم في العالم ، و لكن سنيها الأربع لم تعد كافية ، حتى تستوفي مصائب أكثر و أكثر
و هل لاقت قليلاً .؟ طفلة صغيرة يتيمة ...مدللة ...متعلقة بوالدها ، فجأة ترى نفسها بين جيوش و سيوف و نار ...!! و ترى السوط يسلط على ظهرها و تُضرب و يسود متنها ، بعد
أن كانت تلك اليد الحانية تمسح عليها ...!! ترى نفسها مقيدة بالأغلال و الحديد في الظهيرة الحارقة ، حتى خجلت الشمس من تلك الطفلة الصغيرة ...!! و كانت هاتان اليدان مكاناً
اعتاد على لمسة الوالد الحاني ، الذي يمسك بيد طفلته العزيزة ليقول لها : أنتِ في أمان معي ...!! نعم ...واجهت الشتيمة و المذلة ..بعد أن كانت تسمع ذلك الكلام الطيب من والدها
المظلوم ....
عجبت من أمركِ و عجبت السماءُ ...يا درة الآل و كيف كان الفداءُ
قدمتِ لله حنان الوالد قربى ...و من ثم قدمتِ الروح و كان العزاءُ
إن هذه السيدة الجليلة و العظيمة ، لهي أنموذج من تلك النماذج العالية ، و اليت حباها الله بالشرف ، و بالجاه و المكانة ، و جعل لها ماجعل من الكرامات الباهرت
و لازالت هذه اليتيمة كريمة وكريمة ، مع أنها عاشت في آخر أيامها مهضومة محرومة ...و الله بخلدي سؤال و أريد له مجيباً : بأي ذنب عذبوكِ يا مولاتي ...؟!
بأي ذنب قيدوها و غدت ...كالإماءِ تسري بين الصفوفِ
أما يكفيهم يوم أيتموها ....و قتلوا أباها بأرضِ الطفوفِ ..؟!
من كرامات السيدة رقية بنت الحسين عليهما السلام
عائلة مسيحية تعتنق الإسلام ببركة الطفلة الجليلة
" رقية بنت الامام الحسين عليه السلام "
كانت عائلة مسيحية تسكن الشام ، لديها طفلة مصابة بالشلل ولا تستطيع المشي ، وقد عرضوها على أطباء في سوريا وخارجها فعجزوا عن مداواتها .
وفي أحد الأيام جاء والد الطفلة وأمها إلى مرقد السيدة رقية بنتالحسين (عليه السلام) وطلبوا السماح لهم بالدخول ، فلم يسمح لهم كونهم غير مسلمين ، فطلبت الأم السماح لها بالجلوس على عتبة باب السيدة رقية (سلام الله عليها) فسمحوا لها ، وبعد جلوسها على عتبة الباب أخذها النعاس وراحت في نوم عميق وفي منامها رأت أن الطفلة قد فتحت باب دارها وذهبت إلى غرفة ابنتهاالمريضة وأيقظتها من نومها وطلبت منها النهوض من مقعدها واللعب معها. فقالت لها الطفلة : أنا مريضة ولا أستطيع القيام واللعب معك. فقالت لها : أنا أتيت للعب معك فيجب عليك القيام فسحبتها من مكانها وقالت لها : تعالي نلعب فما كان من الطفلة إلا أن قامت وراحت تلعب معها وهي فرحة ، عندما استيقظت الأم من منامها وهي في دهشة واستغراب وطلبت من زوجها الذهاب فوراً إلى البيت لأنها رأت شيئاً عجيباً يكاد لا يصدق ، فذهبوا فوراً إلى البيت وعندما طرقوا باب البيت وإذا بابنتهم المريضة هي التي تفتح الباب وتستقبلهم حتى أنهم لم يصدقوا ما أمامهم وماذا حدث ، وابنتهم وسطهم فرحة فقالوا لها : ماذا حدث؟ قالت: عند خروجكم من البيت وبعد ساعة وإذا بطفلة واقفة على رأسي وتقول لي : استيقظي وتعالي نلعب ، فقلت لها: أنا مريضة ولا أستطيع القيام فكيف ألعب معك. فقالت : يجب عليكِ القيام ، فسحبتني نحوها وقمت ألعب معها وها أنا كما ترونني.
فقالت الأم : نعم لقد صدقت الرؤيا ، إني رأيت الطفلة التي دخلت عليكِ في المنام وقصَّت ما رأت على زوجها عندما علموا أن هذه الطفلة هي السيدة رقية بنت الإمام الحسين(عليه السلام)وهذا الأمر من كراماتها حيث أن هذه العائلة دخلت الإسلام بفضل كرامة هذه العلوية المظلومة .
قبر مولاتنا رقية عليها السلام :
إن الروايات التي ذكرت قصة ترميم قبرها الشريف لهي دلالة واضحة على علو شانها فقد روى الدربندي في أسرار الشهادة وكذلك في رياحين الشريعة، والأعلمي في أعلام النساء عن الشيخ هاشم الخراساني (ت 1280 هـ) أنه قد سمع من الشيخ محمد علي الشامي المجاور بالنجف الأشرف، عن جده لأمه السيد إبراهيم مرتضى الدمشقي الذي ينتهي نسبه إلى السيد المرتضى علم الهدى، وكان له من العمر تسعون سنة وله ثلاث بنات، فرأت الكبرى رقية بنت الإمام الحسين(ع) في النوم، قالت لها قولي لأبيك يقول للوالي: وقع الماء في قبري ولحدي وتأذيت، فليعمر قبري ولحدي. فانتبهت من النوم، فقالت لأبيها ولم يعتن السيد بهذه الرؤيا، ثم رأت البنت الوسطى في الليلة الثانية، وهكذا إلى الصغرى.
حتى كانت الليلة الرابعة، فرأى السيد بنفسه السيدة رقية (ع) وهي تحدثه بنحو العتاب، فانتبه من نومه ومشى إلى الوالي بالشام ونقل ما حصل معه، فأمر الوالي العلماء من السنة والشيعة أن يغتسلوا ويلبسوا أنظف الثياب، ومن يفتح على يديه حرم السيدة رقية، فيتعين عليه إصلاح القبر،وتعلقت مشيئة الله أن يفتح على يدي السيد إبراهيم الدمشقي فحينئذ، أوكل إليه مهمة نبش الضريح وتعميره، وينقل السيد أنه لما وصل إلى الجسد الطاهر وجدها في كفنها ولم يتغير شيء، وكأنها دفنت جديداً، فحملها وأخذ يبكي ولازالت في حجره وعهدته طيلة ثلاثة أيام حتى فرغوا من إصلاح قبرها الشريف.
ومن الكرامات العجيبة أن المعول الوحيد الذي حفر القبر هو معول السيد وعندما كان يحين وقت الصلاة كان السيد يضع بدنها على شيء طاهر وبعد الصلاة كان يرفعه ويضعه على ركبته حتى انتهى تعمير القبر واللحد . ودفن السيد بدن بنت الإمام الحسين عليه السلام
من المواقف المؤملة التي شهدتها :
و الله مهما أعدد من المواقف التي شهدتها رقية عليها السلام لا اوفيها حقها ، نحن نقرأ و نشاهد الأخبار المخصوصة فيها ، و لكننا ننسى أن ماوقع على أهل البيت
عليهم السلام وقع عليها ، هل هو رؤيتها رأس أبيها فوق الرماح ...؟
أم وقوعها من على المحمل في ظلام الليل ..؟
أم هي تلك الضربات المسددة على جسم صغير نحيل ...؟
أم ذلك العطش الذي شعرت به ..؟؟ أم النيران التي أحرقت خيامها و مأواها ...؟
أم فقد العزيز الذي كانت تفرش له سجادته وقت صلاته أم أم أم ....مما لا يصبر عليه كبيرنا
و لكنها رقية و ما أدراك من رقية ...
خروجها في الظلام :
في تلك الظلمة الحالكة خرجت السيدة رقية عليها السلام لرؤية والدها ظنا منها أنه بقي وحيدا في ساحة القتال،، وحينما عثرت على الجسد الشريف ألقت بنفسها عليه وبدأت تخاطبه وكأنها قائلة بلسان الحال.....
لم تركتني يتيمة يا أبتاه؟
أليس من المبكر ان أصبح يتيمة في صغر سني؟ أشكو اليك ما لقيت من أعدائك من ظلم وضرب
أبتاه من الذي حزّ وريدك ؟ من الذي أيتمني على صغر سني؟
يقال أن السيدة زينب عليها السلام راقبتها في تلك الليلة لأنها كانت على علم بخروجها للقاء أبيها، فوجدتها على الجسد الشريف تخاطب أباها فقالت...
قومي يا نور عيني ماذا تفعلين هنا في منتصف الليل؟
فقالت رقية: عمة أتركيني هنا لأبقى أنيسة لوالدي
ولكن السيدة زينب أخذت بيدها ورفعتها عن جسد الحسين وسألتها متعجبة:
بنية كيف وجدت جسد أبيك في هذا الليل المظلم؟
عمة، عندما خرجت من الخيمة متوجهة الى ساحة المقتل بدأت أشم الصحراء كالبلبل الذي يشم رائحة الورد فأهتديت الى جسد أبي وناديته انا ابنتك رقية اشتقت لرؤيتك فلم لا تجيبني؟
عمة واذا بهاتف ينادي: لا تجدي في البحث أنا أبوك الحسين هلمي يانور عيني.
يتبع ....