بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

إن الأبعاد الأخرى التي أنتجتها سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام في الزهد والعبادة، هي
1- اعتراف علماء البلاط بفضل أهل البيت: .
على الرغم من أن الحكّام يحاولون التغطية على فضائل المعارضين لهم ولا سيما آل اُمية الذين ضربوا الأرقام القياسية في هذه الخصلة الذميمة، بإعلان السبّ لأهل البيت على المنابر، وإيعازهم إلى وعّاظ السلاطين بوضع الحديث في قدحهم وذمّهم،
فإن علماء البلاط الاموي في عصر الإمام زين العابدين عليه السلام، لم يمكنهم إخفاء فضل الإمام السجّاد عليه السلام فضلاً عن الغضّ منه، لأن سيرته لم تكن تخفى على أحد من الناس، فقد اضطروا إلى إظهار تصريحات واضحة تعلن فضل الإمام عليه السلام، بالرغم من ارتباطهم بالحكم الأموي الجائر، أو موالاتهم له، وكذلك مَنْ تلاهم من فقهاء العامة ورجالهم
: قال يحيى بن سعيد: سمعت علي بن الحسين، وكان أفضل هاشمي أدركته (105) .
وقال الزهري: ما رأيت قرشيّاً أو هاشمياً أفضل من علي بن الحسين (106) .
وقال سعيد بن المسيب: ما رأيت أورع منه (107) .
وقال حماد بن زيد: كان علي بن الحسين افضل هاشمي أدركته (108) .
لقد فرض الإمام زين العابدين عليه السلام نفسه على كل المناوئين لأهل البيت: حتّى لم يشذّ أحد منهم عن تعظيمه وتجليله .
2- إبراز فضل أهل البيت: .
ولقد كان الموقع الذي احتلّه الإمام زين العابدين عليه السلام بفضله وعبادته وزهده، بين الأمة، أحسن فرصة كي يعلن فضل أهل البيت ، الذي جهد الأعداء الظالمون في إخفائه:
ففي الحديث أن جابراً قال له: ما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك ? ... يابن
رسول الله البُقيا على نفسك، فإنك من اُسرةٍ بهم يُستدفع البلاء، وبهم تُستكشف اللأواء، وبهم تستمسك السماء ?
فقال الإمام: يا جابر، لا أزال على منهاج أبويَ مؤتسياً بهما حتّى ألقاهما .
فاقبل جابر على مَن حضر فقال: ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين، إلاّ يوسف بن يعقوب، والله لذريّة علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف (109) .
فإن قوله: (منهاج أبويّ يعني: علياً والحسين عليهما السلام مؤتسياً بهما) يعني: أن ما يتمتّع به الإمام زين العابدين عليه السلام هو ما كان يتمتّع به أبوه الحسين وجدّه علي ، وأن ما قام به أبواه من الجهاد يقوم به الإمام السجاد، لأنه مثلهما في الإمامة، و وارثهما في الكرامة .
وفي حديث عن الصادق عليه السلام في ذكر أمير المؤمنين عليه السلام وإطرائه ومدحه بما هو أهله، وزهده في المأكل، قال: وما أطاق عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأمة غيره، ثم قال: وما أشبهه من ولده
ولا أهل بيته أحد أقربَ شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليه السلام .
قال: ولقد دخل أبو جعفر ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه، وقد اصفرّ لونه من السهر، و رمصت عيناه من البكاء ...
قال أبو جعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمةً له، فإذا هو يفكّر، فالتفت إليَ بعد هنيئةٍ من دخولي فقال: يا بنيَ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام، فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تضجّراً، وقال: مَن
يقوى على عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام ? (110) .
وعن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا أخذ كتاب علي عليه السلام فنظر فيه قال: مَنْ يطيق هذا ? مَنْ يطيق هذا ? (111)
وهكذا يُعلن الإمام زين العابدين عليه السلام وهو في أعلى قمم العبادة والاجتهاد في الطاعة أنه لا يقوى على عبادة جدّه علي عليه السلام
فإلى أيّ سماء ترتفع فضيلة أمير المؤمنين علي عليه السلام في العبادة، بعد هذه الشهادة ? .
إن الإمام زين العابدين عليه السلام بهذا الجهاد الظريف يحرق ما كدّسه بنواُمية طوال السنين المظلمة لحكمهم من أطنان الكذب والافتراء ضدّ علي عليه السلام، وينسف كل الاُسس التي بنوا عليها ظلمهم وجورهم لسيد العترة وزعيم أهل البيت الطاهر أمير المؤمنين علي عليه السلام .
نسأل الباري ان يجعلكم ويشملنا من انصار الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

إن الأبعاد الأخرى التي أنتجتها سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام في الزهد والعبادة، هي
1- اعتراف علماء البلاط بفضل أهل البيت: .
على الرغم من أن الحكّام يحاولون التغطية على فضائل المعارضين لهم ولا سيما آل اُمية الذين ضربوا الأرقام القياسية في هذه الخصلة الذميمة، بإعلان السبّ لأهل البيت على المنابر، وإيعازهم إلى وعّاظ السلاطين بوضع الحديث في قدحهم وذمّهم،
فإن علماء البلاط الاموي في عصر الإمام زين العابدين عليه السلام، لم يمكنهم إخفاء فضل الإمام السجّاد عليه السلام فضلاً عن الغضّ منه، لأن سيرته لم تكن تخفى على أحد من الناس، فقد اضطروا إلى إظهار تصريحات واضحة تعلن فضل الإمام عليه السلام، بالرغم من ارتباطهم بالحكم الأموي الجائر، أو موالاتهم له، وكذلك مَنْ تلاهم من فقهاء العامة ورجالهم
: قال يحيى بن سعيد: سمعت علي بن الحسين، وكان أفضل هاشمي أدركته (105) .
وقال الزهري: ما رأيت قرشيّاً أو هاشمياً أفضل من علي بن الحسين (106) .
وقال سعيد بن المسيب: ما رأيت أورع منه (107) .
وقال حماد بن زيد: كان علي بن الحسين افضل هاشمي أدركته (108) .
لقد فرض الإمام زين العابدين عليه السلام نفسه على كل المناوئين لأهل البيت: حتّى لم يشذّ أحد منهم عن تعظيمه وتجليله .
2- إبراز فضل أهل البيت: .
ولقد كان الموقع الذي احتلّه الإمام زين العابدين عليه السلام بفضله وعبادته وزهده، بين الأمة، أحسن فرصة كي يعلن فضل أهل البيت ، الذي جهد الأعداء الظالمون في إخفائه:
ففي الحديث أن جابراً قال له: ما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك ? ... يابن
رسول الله البُقيا على نفسك، فإنك من اُسرةٍ بهم يُستدفع البلاء، وبهم تُستكشف اللأواء، وبهم تستمسك السماء ?
فقال الإمام: يا جابر، لا أزال على منهاج أبويَ مؤتسياً بهما حتّى ألقاهما .
فاقبل جابر على مَن حضر فقال: ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين، إلاّ يوسف بن يعقوب، والله لذريّة علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف (109) .
فإن قوله: (منهاج أبويّ يعني: علياً والحسين عليهما السلام مؤتسياً بهما) يعني: أن ما يتمتّع به الإمام زين العابدين عليه السلام هو ما كان يتمتّع به أبوه الحسين وجدّه علي ، وأن ما قام به أبواه من الجهاد يقوم به الإمام السجاد، لأنه مثلهما في الإمامة، و وارثهما في الكرامة .
وفي حديث عن الصادق عليه السلام في ذكر أمير المؤمنين عليه السلام وإطرائه ومدحه بما هو أهله، وزهده في المأكل، قال: وما أطاق عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأمة غيره، ثم قال: وما أشبهه من ولده
ولا أهل بيته أحد أقربَ شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليه السلام .
قال: ولقد دخل أبو جعفر ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه، وقد اصفرّ لونه من السهر، و رمصت عيناه من البكاء ...
قال أبو جعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمةً له، فإذا هو يفكّر، فالتفت إليَ بعد هنيئةٍ من دخولي فقال: يا بنيَ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام، فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تضجّراً، وقال: مَن
يقوى على عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام ? (110) .
وعن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا أخذ كتاب علي عليه السلام فنظر فيه قال: مَنْ يطيق هذا ? مَنْ يطيق هذا ? (111)
وهكذا يُعلن الإمام زين العابدين عليه السلام وهو في أعلى قمم العبادة والاجتهاد في الطاعة أنه لا يقوى على عبادة جدّه علي عليه السلام
فإلى أيّ سماء ترتفع فضيلة أمير المؤمنين علي عليه السلام في العبادة، بعد هذه الشهادة ? .
إن الإمام زين العابدين عليه السلام بهذا الجهاد الظريف يحرق ما كدّسه بنواُمية طوال السنين المظلمة لحكمهم من أطنان الكذب والافتراء ضدّ علي عليه السلام، وينسف كل الاُسس التي بنوا عليها ظلمهم وجورهم لسيد العترة وزعيم أهل البيت الطاهر أمير المؤمنين علي عليه السلام .
نسأل الباري ان يجعلكم ويشملنا من انصار الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا

(105)طبقات ابن سعد (1: 214) وتاريخ دمشق (الحديث 47) ومختصر ابن منظور (17: 235) .
(106)سير أعلام النبلاء (4: 387) ولاحظ تاريخ دمشق (الأحاديث 37 و 41 و 50) ومختصر ابن منظور (17: 231 و 235) .
( 107) سير اعلام النبلاء (4: 391) ومختصر تاريخ دمشق (17: 236) وحلية الأولياء (3: 141) .
(108)تهذيب الأسماء واللغات (1: 343) .
(109) مناقب آل أبي طالب (3: 289) وبحار الأنوار (46: 79) ولاحظ: أمالي الطوسي (2: 250) .
(110) شرح الأخبار للقاضي (3: 272) والإرشاد للمفيد (ص 256) والمناقب لابن شهرآشوب (4: 149) وكشف الغمة (2: 85) وبحار الأنوار (46: 75) .
(111) الكافي للكليني، الروضة (8: 163) .