بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
3- إنارة السبيل للعُبّاد والصالحين:
إن الإمام زين العابدين عليه السلام وهو يمثّل الإسلام في تصرفاته وأقواله، كان المثل الأفضل للعبّاد والصالحين، ومن أراد أن يدخل هذا المسلك الشريف فله من الإمام عليه السلام خير دليل ومرشد، ومن أقواله خير منهج وطريقة .
ولقد رسم خطوطاً عريضةً للسير والسلوك، تمثّل أفضل ما قرّره علمأ هذا الفنّ،
وإليك أمثلة من تلك:
فقال عليه السلام: إنّ قوماً عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبةً فتلك عبادة التجّار، وقوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار (112) .
فربط بين الحرية، وبين عبادة الله، وبين الروح غير الخانعة ولا الطامعة بل المتطلّعة إلى الله، والمتقرّبة إلى رضوانه، بالتزام العبادة له، والطالبة للمزيد بالشكر، حيث وعد وقال: (لئن شكرتم لأزيدنّكم) .[ سورة إبراهيم (14) الاَية 7 ].
وسئل عليه السلام: عن صفة الزاهد في الدنيا ?
فقال: يتبلّغ بدون قوته، ويستّعد ليوم موته، ويتبرّم في حياته (113) .
وقال له رجل: ما الزهد ?
فقال عليه السلام: الزهد عشرة أجزاء:
فأعلى درجات الزهد، أدنى درجات الورع، وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا، وإن الزهد في آية من كتاب الله (لكي لاتأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم) (114) .[ الحديد (57) الاَية: 23 ].
ومن أظرف أمثلة مواعظه، ما روي عنه من الخطاب الموجّه إلى (النفس)
يقول: (يانفس، حتّامَ إلى الدنيا سكونكِ، وإلى عمارتها ركونِك، أما اعتبرتِ بمن مضى من أسلافكِ ? ومن وارته الأرض من اُلاّفكِ ? ومن فجعت به من إخوانكِ ? ونقل إلى الثرى من أقرانِكِ ?
فهم في بُطون الأرض بعد ظهورها * محاسنُهم فيهـــا بَـــــوالٍ دواثــــــــــِرُ
خلتْ دورهم منهم وأقوت عِراصُهم * وساقتْهم نحــــو المنايــــــــــا المقادرُ
وخلّوا عن الدنيا وما جمعوا لهـــــا * وضمَهم تحتَ التراب الحفائرُ (115)
وهكذا يسترسل الإمام عليه السلام مع النفس في خطاب رقيق، وحساب دقيق، ويُناجيها، يعرض عليها العبَر، ويذكّرها بما فيه مزدَجَر، ويُبعدها عن الدنيا وزينتها والغرور بها، ويُقربها إلى الاَخرة ونعيمها وما فيها من جوار الله ورحمته، في مقاطع نثريّة رائعة، تتلوها معانٍ منظومة، في ثلاثة أبيات بعد كل مقطع، بلغت (18) مقطعاً (116) .
وهكذا، لم يترك الإمام عليه السلام طريقاً إلاّ سلكه ولا جهداً إلا استنفده، ليدرك الأمة كيلا تقع في هُوّة الانحراف، وحياة الترف التي صنعتها لها آل اُمية
نسأل الباري ان يجعلكم ويشملنا من انصار الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
( 112 )تاريخ دمشق (الحديث 141) وهذا من كلام الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام رواه الرضي في نهج البلاغة بالأرقام (65 و 237 و 276) من الباب الثالث: قصار الحكم .
( 113 )تاريخ دمشق (الحديث 134) .
(114) تحف العقول (ص 278 279) .
( 115 )ابن عساكر في تاريخ دمشق (الحديث 135) ومختصره لابن منظور (17: 249 -254) ونقله ابن كثير في تاريخ البداية والنهاية (9: 109 -113) .
وانظر عوالم العلوم (ص 124) عن المناقب لابن شهرآشوب (3: 292) وبحار الأنوار (46: 83) .
(116) وقد نُسِبَ كتاب منظوم إلى الإمام السجاد عايه السلام باسم (المخمسّات) في نسخة محفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي رحمه الله ذكرها السيد أحمد الحسيني في التراث العربي في تلك الخزانة (5: 28) أوله:
تبارك ذو العلى والكبريـــــــــاء * تفرد بالجــــــــــلال وبالبقــــــاء
وسوّى الموت بين الخلق طُرّا ً * وكلهم رهــــــائــــن للفــنــــــاء
رقم النسخة (5557) وتاريخها (903) .
وتنسب إلى الإمام السجاد عليه السلام باسم الديوان نسخ , منها نسختان في مدينة باكو برقم :ب 4195ورقم:ب 449ومصورتهما في مركز جمعة الماجد في دبي برقم: 3117ورقم:3156 .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الله يعطيك العافية أختي الكريمة
طرح موفق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
اللهم صل على محمد وآل محمد ..
بارك الله فيكِ و جزاكِ الله كل خير
وقضى الله حوائجكِ بحق محمد وآل محمد .
اللهم صل على محمد وآل محمد