بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
استشهاد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا
قال هرثمة بن أعين: (طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) في يوم من الأيّام فقال لي: يا هرثمة إنّي مطلعك على أمر يكون سرّاً عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي. فإن اظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند الله فحلفت له انّي لا اتفوه بما يقوله لي مدّة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة انه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورماناً مفتونا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وان الله لا يقدره على ذلك، وإنّ الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول، ولا يستطيعون حفر شيءٍ منها فتكون تعلم يا هرثمة إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع عيّنه له، فإذا أنا متّ وجهزت فاعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري وقل له إذا وضعت في نعشي، وأرادوا الصلاة عليّ فلا يصلى عليّ فإنّه يأتيكم رجل عربي ملثّم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه وعثاء السّفر، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصليّ عليّ وصلوا معه عليّ فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجد قبراً مطبقاً معموراً في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه، والله الله يا هرثمة ان تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتي، قال هرثمة: فوالله ما طالت الإناة حتى أكل الرّضا عند الخليفة عنباً ورماناً مفتوناً فمات).
نعزي صاحب العصر و الزمان الإمام محمد بن الحسن المنتظر "عج"
بذكرى استشهاد جده الإمام الرضا "ع"
و نرفعها إلى جدته الزهراء و الرسول الأعظم , و وصي الأوصياء
و آل بيت النبوة سلام الله عليهم أجمعين
و إلى علماء الأمة الإسلامية جمعاء
و إليكم أخوتي و أخواتي
السلام عليك يا غريب طوس
السلام عليك يا ضامن الجنان
السلام عليك يا علي ابن موسى الرضا
اللهم إنا نسألك أن تكتبنا من زواره في الدنيا
و ممن يشفع لهم يوم لا ينفع شافع إلا هم آل بيت الرسول "ص"
عظم الله لكم الأجر جميعاً
هل الزهراء تكفف دموعها وجراحات قلبها الدامي
بالأنين والزفرات وهي تتجرع
الآهات ....؟!
فلقد هلَّ يوم الحزن السرمدي على قلبها الشفاف الطاهر
كردائها الزاهرالمضيء
فهي إمرأة لاتعرف إلا الثبات والصمود
فتعرج روحها من بلد إلى بلد تبحث عن قبور فلذة أكبادها المبددة تحت الثرى المندثر
لعلها تخفف من جراحاتهم
لتنحني وتبرىء لهم الجراح وتضمدها
وهي مكسروة الأضلع
أترى في أي بلد عرجت مولاتي ...؟!
أبكربلاء أم البقيع أم سامراء ...؟
ولكن يخيل لنا ونتصورها هناك نحو طوس تأن لرحيل غريب خراسان
تواسيه من أثرالغدر بالسم الذي أشبع جسد الإمام الرضا
حتى أخضر بدنه حين
ينادي أدركوني بوحدتي فأين الأحباء وصحبتي
لبته :
( يبني أنا الزهرة أمك أجيتك ألملِم جراحك وأحضنك أويلي على أولادي الميامين....... كلهم قضوا بالسم وقطع الوتين.... ماراعوا ياخلق أنهم أولاد ست النساوين ...!! ))
حضرت الزهراء تهون عليه مصابه وهو يتجرع ألم السم الفظيع ....!!
لقد كانت غصة في قلب أهل البيت عليهم السلام ، أن أقصي أحد أبنائهم ...و أبعد عن مدينة جده الكريم صلى الله عليه و آله ، مغصوباً غير راغب
لم يكن مولانا يرغب بالرحيل أبداً عن مدينة جده ....
أتذكر هذه الغصة فأخاله يوم رحيله لطوس ...واقفاً عند قبر جده صلى الله عليه و آله
و يناديه ...
.
و حينما ألحت على أحشاء الإمامِ ............مصيبة الوداع بالزفراتِ و الآلامِ
أتى قبر جــــده النبي كيما يودعه ........... و يشكو ما أتاه و يلقــــي بالسلامِ
قائلاً ما صــانت عهدك أمتك فينا ........... و أقصتني عنـــــــــــك أيد اللئامِ
جداه أذهب لــــحيث قبري شاكيا ............مالقيت في سبيــــل الله من عِظامِ
جداه تـــــودع مني فإني لا أعود ............و لا يرى لي بيــــــثرب من مقامِ
من أنوار مولانا الرضا عليه السلام ...
لم يكن مولانا علي بن موسى الرضا عليه أفضل الصلاة و السلام مغايراً عن آبائه أبداً ، بل و إنهم روحي فداهم
نور واحد و فيض إلهي ...على الوجود الآدمي ....و هاهي كلمات المتحدثين و أحاديث المعاصرين ، تسجل بأحرف من ذهب
خالص كرامات و مقامات و فضائل ....لا تعد و لا تحصى ...في شأن هذا الإمام المعصوم عليه السلام ، و هذه وقفة مع ومضات من هذه الأحاديث ...
عن إبراهيم بن موسى القزّاز ، قال : ألححت على الرضا ( عليه السلام ) في شيء طلبته منه ، فخرج يستقبل بعض الطالبيين ، وجاء وقت الصلاة فمال إلى قصر هناك ، فنزل تحت شجرة بقرب القصر ، وأنا معه وليس معنا ثالث ، فقال : ( أذّن ) ، فقلت : ننتظر يلحق بنا أصحابنا .
فقال : ( غفر الله لك ، لا تؤخرن صلاة عن أوّل وقتها إلى آخر وقتها من غير علّة عليك أبداً بأوّل الوقت ) ، فأذّنت وصلينا ، فقلت : يا ابن رسول الله ، قد طالت المدّة في العدة التي وعدتنيها ، وأنا محتاج وأنت كثير الشغل ، لا أظفر بمسألتك كل وقت ، قال : فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً ، ثمّ ضرب بيده إلى موضع الحك ، فأخرج سبيكة ذهب .
فقال : ( خذها إليك ، بارك الله لك فيها ، وانتفع بها ، واكتم ما رأيت ) ، قال : فبورك لي فيها حتّى اشتريت بخراسان ما كان قيمته سبعين ألف دينار ، فصرت أغنى الناس من أمثالي هناك . ..
يقول إبراهيم بن العباس: مارأيت أبا الحسن الرضا جفا أحدا بكلامه قط، ومارأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وماردّ أحدا من حاجة يقدر عليها، وما مدّ رجليه بين جليس له قط، ولا اتّكأ بين يدي حليس له قط، ولاشتم أحدا من مواليه ومماليكه قط، ولارأيته تفل قط، ولاتقهقه في ضحكه، بل ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه عليها مماليكه حتى البواب والسائس، ومن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه.
دخل دعبل الخزاعي ( رحمه الله ) على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمرو ، فقال له : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة ، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .
فقال ( عليه السلام ) : ( هاتها ) .
فأنشده :
مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ عن تلاوة
ومنزل وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ
فلما بلغ إلى قوله :
أَرى فَيئَهُم في غيرهم متقسِّماً
وأيدِيهِمُ من فَيئِهِم صُفُراتِ
بكى الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقال له : ( صدقتَ يا خزاعي ) .
فلما بلغ إلى قوله :
إذا وَتَروا مَدُّوا إلى واتِرِيِهُمُ
أَكُفّاً عن الأوتار منقبضاتِ
جعل الإمام ( عليه السلام ) يُقَلِّبُ كفَّيه ويقول : ( أجل والله منقبضات ) .
فلما بلغ إلى قوله :
لقد خفتُ في الدنيا وأيام سَعيها
وإنِّي لأرجُو الأمنَ بعد وفاتي
قال الإمام ( عليه السلام ) : ( آمَنَك الله يوم الفزع الأكبر ) .
فلما انتهى إلى قوله :
وَقبرٌ بِبَغدادٍ لنفس زكيةٍ
تَضَمَّنَهَا الرحمَنُ في الغرفاتِ
قال له الإمام ( عليه السلام ) : ( أفلا أُلحِقُ لك بهذا الموضع بيتين بِهِمَا تمامُ قصيدتِكَ ) ؟
فقال دِعبل : بلى يا ابن رسول الله .
فقال الإمام ( عليه السلام ) :
وَقَبرٌبِطُوسٍيَالَهَامِنمُصِيبَةٍ
توقّدبِالأحشَاءِفيالحُرُقَاتِ
إِلىالحَشرِحَتَّىيَبعثُاللهُقَائِماً
يُفَرِّجُعَنَّاالهَمَّوَالكُرُبَاتِ
فقال دعبل : يا ابن رسول الله ، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟!!
فقال ( عليه السلام ) :( قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له ) .
نعم ، مضت الأيام ، و أخبر الإمام الهمام ، بما سيجري عليه و أنه سيترجع السم من يدي اللعين ، و دخل عليه في ذلك اليوم ، و قد روى هرثمة :خبر هرثمه لما سمعت الامر بالعنب والرمان لم استطع الصبر ورأيت النقضه قد عرضت في بدني فكرهت ان يتبين ذلك في وجهي فتراجعت القهقري حتى خرجت فرميت نفسي في موضع في الدار , فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي ( عليه السلام ) خرج من عنده ورجع الي داره ثم رأيت الآمر قد خرج من عند المأمون فأمر بأحضار الاطباء فقلت : ما هذا ؟ فقيل لي : علت عرضت لأبي الحسن علي بن موسى ( عليه السلام ) وكان الناس في شك وكنت على يقين .
وفي خبر أبي الصلت أنه أستعفاه فقال ( لعنه الله ) : لابد من ذلك وما يمنعك او لعلك تتهمنا بشيء فتناول العنقود فأعل منه ثلاث حبات ورمى به وقام ( عليه السلام ) فقال المامون : إلي أين يا أبا الحسن ؟ فقال : الي حيث وجهتني . فقام وخرج ( عليه السلام ) وهو مغطى الرأس ..
فلما وصل الي منزله القي بنفسه على فراش السقام ولم يزل يكابد مرارة الآلام والشدائد العظام حتى تقي كبدة الشريفه قطعة بعد قطعه والقي بمهجته اللطيفه بضعة بعد بضعه ..
و قد سُقي الرضا سم المأمونِ ...و تجرَّع الآلام و لا مـــن معينِ
قضى غريباً بعــيداً عن أهله .....سوى الجواد لم يحضر بالأنينِ لكنما غربة الرضا هانت على ...آل الرسول من غربة الحسينِ
صبراً يا فاطم و احتسبي أمره...عند الإلهِ فهو الآخذ بثأر الأمينِ
وقال : ثم أن الامام ( عليه السلام ) جعلني الله وقاه من الآلام لما تحقق من الوقت اجله وانقطع من الحياة سبب أمله أشار إلي خليفته الإمام الجواد المنصوص عليه من رب العباد الذي لم يقضي لعمره الشريف بالامتداد ان يأتي اليه من المدينه لأنه لا يلي المعصومالامثلهولايجهزالامامالاشكله.
فلماقضىمعهمأربهواستوفىمنالوصايامطالبهتوجهاليمولاهبعدأنأطبقفاهوغمضعينيهومديديه,فلماخرجتنفسهالشريفهتلقتهاالحوروالولدانوزخرفتالجنان,وفتحتأبوابالسماء,واعلنتوهيومنفيهابفنونالبكاء,وارتجتأرجاءالارضوضاقت رحباً بأهلها في الطول والعرض , وفشت فيها الظلمة و لا غرو ... وصار على المؤمنين كاليوم الذي مات فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فسرتقلوبالحاقدينوارغمتانوفالموحدينواشتدالكرببالمكروبينوعلاالصراخمنالفقراءوالمساكينوالارامل,...ولقدأصبحكتاباللهبفقدهمهجوراًورسولالله(صلىاللهعليهوآله)فيهموتوراً.وشعرالشريعةالغراءبالحزنعلىموتهموتوراً.
على الغريب اليــوم روحي حزينـــه
ويلي طلع مغصوب إمن أرض المدينه
وسافه إعلى الرضا الليله فاقدينـــــــــه
يا ويلي إعلى أو وين أهله
يون ياويلي شنوه الحصــله
ويمه الجواد محزون ينظرله
أثاري السم فت جبدته ومردهه
واويلي على المسموم ... وطول العمر محــروم
وسافه شايل اليــوم .... وحوله الخلق قامت إتحوم
وأحس بقلب الجواد الليله محزون
يون وينحب بألم ويهمل عيون
مهموم هالليله ومتغير اللون
على أبوه الرضا الدافنينه
6 \ 1 \ 2012 م
دموعي حسينية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
عظم الله أجوركم
رزقنا الله واياكم زيارة غريب طوس في الدنيا وشفاعته في الآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكن أخواتي العزيزات على الطرح المبارك جعله الله في ميزان حسناتكن مثابين ان شاء الله
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا * وقد مات عطشانا بشط فراتِ
إذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجناتِ
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلاتِ
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلواتي
وأخرى بأرض الجوزجان محلها * وقبر بباخمرى لدى الغرباتِ
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفاتِ
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفراتِ
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الغم والكربات ِ
علي بن موسى أرشد الله أمره * وصلى عليه أفضل الصلواتِ
فأما الممضات التي لست بالغا * مبالغها منى بكنه صفاتِ
قبور ببطن النهر من جنب كربلا * معرسهم منها بشط فراتِ
توفوا عطاشا بالفرات فليتني * توفيت فيهم قبل حين وفاتي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين عظم الله لنا ولكم الأجر
بارك الله الايدي الولائية
جعله الله في ميزان حسناتكم
إلهي أنتَ الذي أشرقتَ الأنوارَ في قلوب أوليائك، حتى عرفوك ووحّدوك أنتَ المؤنس لهم، حيث أوحشتهم العوالم وأنت الذي هديتَهم، حيث استبانت لهم المعالم يا مَنْ أذاقَ أحبّاءه حلاوةَ المؤانَسة فقاموا بين يديه متملّقين ويا من ألبسَ أولياءه ملابسَ هيبته فقاموا بين يديه مستغفرينإلهي اطلبْني، حتى أصلَ إليك واجذبني بمَنّك، حتى أقبِلَ عليك