
ها قدأقبل الأربعين و اكتسى العالم برداء السواد وغاب البدر المنير
وخيم الحزن الذي أعاد صرخة المظلومين
ورُفعت تلك الكفوف
لللطم على الصدور
وتعلوأصوات الموالين لبيك ياحسين
جئنا ملبين بأنفسنا وأرواحنا بنواحي نخلد ذكرى الأربعين
فمازالت ذكرى كربلاء بلمحات الجبين
تبلل تلك الشفاه الذابله من جفاف قد أذبلها العطش
بدموع الوالهين
آه ه ه ياأرض الطفوف
جمة أنتِ من الفاجعات لأفئدة المعصومين مصيبة تتلوها مصائب
كلهم في أرض الطف قضواعطاشى غرباء صرعى وفراشهم التراب
وحر الجمرمن العطش الذي أحرق قلوبهم ولم يكن الجواب إلا الرياح

وعرج على قلب زينب وسلهاعن مصاب أخيها الذبيح
ولكن خفف السؤال هنيئة فهي إمرأة ثكلى قد أبت أن تهوي راكعة على الأرض
من ألم الطف الفظيعة
فحتمًا ستراها تجيبك بعينيها عندما تشبح هناك لتراب قدت وارى تحته جسد حبيب
قلبها الحسين
حيث صدى صوتها مع الونات ترد بالجواب حبيبي
حسين
فأي مصاب ألم وأفجع وأمريا زينب
شاركها بمصابها وأسل دموع الوجنتين
وأهتف بعالي الصوت جئنا نجددالعهد غيرآبهين فالروح تهوى
الحسين
عظم الله لك الأجرك ياصاحب الأمرقلبي لقلبك الفدى ياناصر
الدين ومعلنه ومحققه....

نعم ..هذا اليوم ..الذي جدد حزن العاشر ....و عادت صرخة من قلب صابر ....ألا من مؤمن ناصر ...؟!!
هذا اليوم الذي أكدت السماء و تدكدكت الجبال ...و بكت الأرض دماً ....لأثره العظيم و الجارح ...
فهذا دمع رسول الله صلى الله عليه و آله ....و زفرات علي ....و آهات فاطمة ...و أنات الحسن ...تخرج من قبر الحسين عليه السلام
الذي قتل عطشانا غريبا ....!!
الله اكبر غريب و هو ابن بنت النبي و ليس بينه و بين وفاة النبي الكثير من السنون ...؟!!!

هاهو يوم الأربعين على تلك الفاجعة ....اليوم العظيم و الذي ذكره أهل البيت عليهم السلام ، فمولانا الصادق عليه السلام يقول في رواية عن زرارة بن أعين
: (( إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم ، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد ، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً , وما اختضبت امرأة منّا , ولا أدهنت , ولا اكتحلت , ولا رجلت حتّى أتانا رأس عبيد الله بن زياد , وما زلنا في عبرة من بعده )) .
و بل و جعل الله الزيارة في هذا اليوم علامة من علامات المؤمن كما ورد عن مولانا الإمام الحسن العسكري عليه السلام ..
((علامات المؤمن خمس، صلاة احدى وخمسين ، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)).

هاهو جابر بن عبد الله الأنصاري ....مع أحزانه أتى و الدمع يبلل وجنتيه ...و قد أصابه العمى
لماجرى على الحسين عليه السلام ...
أتى و هبت رياح الآلام و الذكريات مع رسول الله صلى الله عليه و آله ..و كأنه يقول
يا رسول الله ....يا رسول الله ...أدرك حسيناً ....!!
و كأنه أتى ليكون شاهداً على غدر الأمة ، و التي سيقف يوم القيامة ليقول إي رب
لم توفِ الأمة و قد غدرت بابن بنت نبيها الذي حدث عن فضله و أنا نقلت حديثه
و رأيت قبر الحسين القتيل بأم عيني و رأيت أهله في حال السبي و التنكيل ....!!
جابر مع عطية العوفي ....غلامه ...في تلك الصحراء ...

تقول الرواية ....عن غلامه عطية :فلما وردنا كربلا دنى جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم أتزر بأزار وارتدى بآخر ثم فتح صرة فيها سعد، فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوه الا ذكر الله تعالى حتى اذا دنى من القبر ، قال : المسنيه فالمسته إياه فخر على القبر مغشياً عليه ، فرششت عليه شيئاً من الماء ، فلما أفاق قال ياحسين ثلاثاً " ياحسين ياحسين ياحسين " ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه وأنى لك من الجواب و قد شخبت أوداجك وقد شخبت أو داجك على اثباجك وفرق بين بدنك وراسك أشهد انك ابن خير النبين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وخامص أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك ..و هكذا أكمل جابر كلامه ...و أجاب عطية على استفهامه ...

حتى لحظات وصول موكب أهل البيت عليهم السلام و قد روى عطية :
بينما نحن كذلك -أي حال الكلام- و إذا بسواد قد طلع من ناحية الشام فقال جابر لعبد ، انطلق لهذا السواد واتنا بخبره فا كان من اصحاب عمر بن سعد فارجع الينا لعلنا نلجأ الى ملجأ ، وان كان زين العابدين فانت حر لو جه الله تعالى قال : فمضى العبد فما كان باسرع من ان رجع ، وهو يقول ياجبر قم واستقبل حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا زين العبدين قد جاء بعماته وأخوانه ، فقام جابر يمشي حافي الاقدام مكشوفا لراس الى ان دنا من زين العابدين فقال الامام : انت جابر . قال : نعم يابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال ياجبر : هاهنا والله قتلت رجالنا وذبحت أطفالنا ، وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا ، فكأنني بزين العابدين أقبل ببكاء وحنين مع جابر وأصحابه فلما وصل الى قبر أبيه انكب عليه ونادا بافتجاع وانين أبتاه ياحسين ها نحن اقبلنا اليك ، وأتينا الى حضرتك فعز عليك لو عاينت بعض ما جرى علينا من الذل والامتحان، ومزيد الاذى من العدوان طافوا بنا في البلدان في غاية الأسر والهوان ...
أُقاد ذليـــــلا في دمشق كأنني ~~~~ مـــــــــن الزنج عبد غاب عنه نصيره
وعماتي واخواتي بعد الخدور و~~~~ الحجاب سارت حواسر على الاقتاب .
وأ ما زينب أقبلت ومعها من الحرم والاطفال يعثرون في الاذيال ويبكون بالدموع السجال حتى اقبلن لذلك القبرالمعظم فتباكينعليه ناديات باكيات وعلى الوجوه لاطمات يقولون ها نحن اقبلنا اليك من الشام وعز عليك ما لقينا من العدا.
إجيت اتعثر بهمي ... وياخذني الحزن صوبين
مرة ياخذني للعباس ... ومرة ياخذني لقبر حسين
إجيت وضلوعي محنيه ... من ثقل هم المر عليه .
هيّه خلتّ صبر بيه ... مصايب الشفتها بالغاضريه .
أنوح بوّنه خفيه ... على راسك الفوق السمهريـــــه .

هاجيتك يخويه للقبردقعــــــد ..
إجيتك محزونه ودمعي عالخد ..
أنشدك وسافه إعليـــــه متــــرد ..
إجيتك يخويه وجبتلك وياي شربة ماي
أدري بيك مذبوح عطشان يانظر عيناي
وإعتذر لك ترى رقية ماجبيتهـــا وياي
خويه من بعدك ضقت مُر الليالي
وأنا زينب الماشافت الناس إخيالي
خذوني ميسره يا سوري العـــــالي
إجيت وجبت يخويه الراس ويـــــاي
وطول الليل صورتك مافارقت عيناي
تظن أنسى الليالي العشتها وأنسى إرباي
إجيتك يخويه أرد أشمك
وسافه يخويه القبر ضمك
شجاوب لليناشدني خويه عنك
6 \ 1 \ 2012 م
دموعي حسينية
http://alfatimi.tv/files/videos/12993320096a4db.flv[/alfatimitv]
فما زالوا بذلك الحال على ذلك المنوال ناصبين المأتم جارين الدموع السواجم حت عزموا على الرحيل الي المدينه فلما أرادوا ذلك وضع زين العابدين ( عليه السلام ) اصابعه على القبر الشريف فانفجر منه دم عبيط فالتفت للحرم والاطفال ونادى ودموعه في انهمال ..
خذوا لكم من دم الاحباب تحفتكم ~~~ وخاطبوا الجد هذي تحفة السفر
رشوا على قبره ماء فـــــصاحبه ~~~ معــــطش بلـــوا احشاه بالقطر
فأخذن من ذلك الدماء تحفة للاحبة فيالها من مصيبه ويالها من كربة ثم ودعن تلك القبور وداعا يفطرالصخور وانفصلوا طالبين المدينه وهي لفراق أحبتها حزينه...

يا خويه جيتـــــــــــك و اليوم شايلة ....و دموعي علــــى فراقـــك هاملة ....
جم فراق يا حســــين ذوقوني و الله ...على فرقاك ما تقـــــــــــدر العايلة ...
لو سألوني يا خويه شتـردين أجاوب ...أريدن يمك أندفن و نحــرك أسايله ..
يا نحر وين راس الغــــــالي أخويه ....لو شالوا الراس و حرمـــلة حامله ...
آه يا عز الإخوان مافــــــــي مثلها ....زينب و أخوانها يمها جانت مدللة ...
هسه محني ظهري و بصدر جمرة ...و عبرتي ماتنشف و حق عقد الوله ...

عظم الله لنا و لكم الأجر .....
http://alfatimi.tv/files/videos/1325260732278f2.flv[/alfatimitv]
نسأل الله القبول و محمد و آل محمد عليهم أفضل الصلاة و السلام الشفاعة ..
.
قام على العمل : خادمات السيدة فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة و السلام :
قلب أبيض ، شجرة فاطمة الزهراء ، الفردوس المحمدي ،اليقين الزينبي، بريق العباس عليه السلام ، دموعي حسينية
افتخاري انتمائي لعلي عليه السلام ، أنوار الرسالة .
لايحل نقل الموضوع دون ذكر المصدر والكاتب منتديات سماحه السيد الفاطمي دام ظله الوارف
