بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نحتاج إلى أن نعود للقرآن، لنتعلّم منه كيف يكون الحوار؛ ولابتعادنا عنه وهجره، أصبح كلّ منّا يتّهم الآخر، ومع كلّ حوارٍ نقول:إنّ الاختلاف لا يُفسد للود قضيّة ـ وهو فقط لا يُفسد قضيّة الودّ، بل يتعدّاها أحياناً ليصل إلى التّهديد وما بعده.
والرجوع إلى القرآن هو بمعنى قراءته، والتمعّن في آياته، وعدم استبداله بكتبٍ بشريّةٍ.وقد قال الرسول (ص):"يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً"[30:الفرقان].ولنا في آيات القرآن خير قدوةٍ، لنتعلّم منها الأدب الرفيع في الحوار، ففى قوله تعالى:"وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ"[سبأ:24].يُخاطب ربّ العزّة الإنسانَ، ويحثّه على التأمّل واستخدام عقله ؛ ليقتنع اقتناعاً يقينيّاً، لا محلّ فيه للظنّ، ويتخلّى عن إنكاره للبعث، فيقول تعالى:"يا أيّها النّاس إنْ كنتم في ريبٍ من البعث فإنّا خلقناكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ ثمّ من مضغةٍ مخلّقةٍ وغير مخلّقةٍ.. "[الحج:5]؛ هذا مع أنّه سبحانه وتعالى هو خالق الكون وما فيه من دابّةٍ،فما بالك بالإنسان الذي يُحاور أخاه الإنسان.
ثمّ انظر إلى جمال الحوار في قوله تعالى مُخاطباً المُنكرين:"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثمّ يُميتكم ثمّ يُحييكم ثمّ إليه تُرجعون [البقرة:28].
ولأهمّية قضيّة التوحيد نجد أنّ القرآن قد أفرد لها آياتٍ كثيرةً لإقناع المُخالفين والمعارضين بالحُجج التي تُخاطب عقولهم، يقول تعالى:"لو كان فيهما آلهة إلّا الله لفسدتا فسبحان الله ربّ العرش عمّا يصفون..."، إلى أنْ يقول "أم اتّخذوا من دونه آلهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر مَن معي وذكر مَن قبلي بل أكثرهم لايعلمون الحقّ فهم معرضون" [الأنبياء:22...24].
وانظر إلى حواره جلّ وعلا مع الملائكة، وكيف أقنعهم:"وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون" [البقرة:30].
إلّا أنّ حوار القرآن الكريم مع بني إسرائيل يتكرّر في آياتٍ كثيرةٍ. نتناول في ما يلي بعضاً منها: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أُوفِ بعهدكم وإيّاي فارهبون"، إلى أن يقول:"وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعامٍ واحدٍ فادعوا لنا ربّك يُخرج لنا ممّا تُنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ اهبطوا مصر فإنّ لكم ما سألتم وضُربت عليهم الذّلة والمسكنة..." [البقرة:40...61].
إلّا أنّ الحوار مع بني إسرائيل لم ينتهِ من بعد نبي الله موسى (ع)، فيحكي لنا القرآن حواراً دار بين بني إسرائيل ونبيٍّ لهم، جاء بعد موسى، فقال تعالى:"ألم ترَ إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا ملكاً نُقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألّا تُقاتلوا قالوا وما لنا ألّا نُقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلمّا كُتب عليهم القتال تولّوا إلّا قليلاً منهم والله عليمٌ بالظالمين.وقال لهم نبيّهم إنّ الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحقّ بالملك منه ولم يُؤت سعةً من المال قال إنّ الله اصطفاه عليكم وزاده بسطةً في العلم والجسم والله يُؤتي ملكه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ"[البقرة:246/247].ويتّضح من الحوار السّابق في الآيات، والتي تليها، وجود حريّة المناقشة بين النبي من جهةٍ والملأ من جهةٍ أخرى، مما نفتقر له اليوم.
وحوار نبيّ الله إبراهيم (ع) مع أبيه آذر يدلّ على الأدب الجمّ في الحوار، مع أنّه يُخالفه عقائديّاً إلّا أنّ إبراهيم يُنهي حواره مع أبيه بالسّلام، ويعده بالاستغفار له، مع الاحتفاظ بحقّه في اعتزال ما يدعون من دون الله؛ قال تعالى:"إذ قال لأبيه يا أبت لمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً. يا أبتِ إنّي قد جاءني من العلم ما لم يأتكَ فاتبعنِ أهدك صراطاً سويّاً. يا أبتِ لا تعبد الشيطان إنّ الشيطان كان للرّحمن عصيّاً.يا أبتِ إنّي أخاف أنْ يمسّك عذابٌ من الرّحمن فتكون للشّيطان وليّاً. قال أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئنْ لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليّاً.قال سلامٌ عليك سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفيّاً.وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربّي عسى ألّا أكون بدعائي ربّي شقيّاً".[مريم:42...48].
وإبراهيم بعقله الرّاجح، ومنطقه السليم، وتفكيره الصائب، الذي رفض من قبل السجود لغير الله من كوكبٍ ونجمٍ.. يسأل ربّه كيف يُحيي الموتى، وكيفيّة الرّد من الله سبحانه وتعالى: "وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تُحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي.. [البقرة:260].
وحوار إبراهيم عليه السّلام أيضاً مع من حاجّه وأضعف حجّته في فطنةٍ وتلقائيّةٍ، قد حدّثنا عنه الله تعالى، بالقول: "ألم ترَ إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربّه أنْ آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربّي الذي يُحيي ويُميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإنّ الله يأتي بالشّمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبُهت الذي كفر" [البقرة:258].
وحوار نبيّ الله نوح مع قومه، وكيف ردّ القوم عليه، رغم خوفه عليهم، فقال:"أن لا تعبدوا إلّا الله إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ أليمٍ.فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلّا بشراً مثلنا وما نراك اتّبعك إلّا الذين هم أراذلنا.."، إلى أن يقول "قال يا قومِ أرأيتم إنْ كنت على بيّنةٍ من ربّي وآتاني رحمةً من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون"...إلى قوله تعال:"قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدُنا إنْ كنت من الصادقين"[هود:26...32 هود].
والحوار مع أهل الكتاب له طريقةٌ يعلّمها إيّانا القرآن، في قوله تعالى:"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلّا بالتي هي أحسن إلّا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنابالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحدٌ ونحن له مسلمون". [العنكبوت:46].
"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألّا نُعبد إلّا الله ولا نُشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون"[آل عمران:63].
وبعد، فإنّ الدّعوة أو الحوار تكون بالحكمة والموعظة الحسنة بدون اتهاماتٍ أو تهديدٍ أو تكفيرٍ، كقول الله تعالى:"ادعوا إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"[النحل:125]، ثمّ يكون الاحتكام لله تعالى في النّهاية؛ فالله تعالى يقول:"إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إنّ الله يفصل بينهم يوم القيامة إنّ الله على كلّ شيءٍ شهيد". [الحج:17].
موقع سماحة السيد حسين الصدر
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين
السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغربلاء ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الله يعطيك العافية أختي الكريمة
موضوع هادف وقيم جعله الله بميزان حسناتك ننتظر انتقائك المميز للمواضيع دمت بحفظ الله ورعايته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور آيات القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين يـآربْ الح ـسين أشفْ صَدر الح ـسين بظهور الحجةَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لبيك داعي الله
مأجورين اختي ع الطرح القيم ،،بارك الله بكِ
احسنتم الطرح في ميزان حسناتكم ان شاء الله تعالى
فكد كيدك وأسع سعيك وناصب جهدك
فوالله لـآ تمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولا يرحض عنك عارها وهل رأيك الأ فند وأيامك الا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي