اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام هموم مجتمعه بعد واقعة الطفّ (راجع دوره على المستوى الثقافي والفكري في مقالة بعنوان:الإمام علي بن الحسين(ع) واضع مداميك المدرسية الإسلاميّة في المدينة المنوّرة).
وكانت المدينة المنوّرة قد خسرت مركزها السياسيّ في العصر الأمويّ، إذ كانت الخلافة قد انتقلت إلى الكوفة في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) ثمّ إلى دمشق زمن معاوية بن أبي سفيان. لكنها عرفت حراكاً اجتماعيّاً تمثّل بكثرة غنائم الجهاد والفتوحات، فكثر العبيد والإماء في الدور وسوق النخّاسين، وكثرت الأموال والضياع في أيدي كثير ممن اشتركوا في الفتوح، ونظرة في كتب تراجم الصّحابة والتّابعين تدلّنا على ما آلت أمور بعضهم من عيش رغيد ومال وفير. ففي عصر الوليد بن عبد الملك الذي حكم بين عامي(85هـ- 96هـ/705م – 715م)، جرى فتح بلخ ( 85هـ/705م) وبخارى (90هـ/709م)، وإسبانيا (92هـ/711م) وسمرقند (93هـ/712م)، وامتدت في زمنه حدود الدّولة العربيّة إلى بلاد الهند، فتركستان، فأطراف الصّين، شرقاً، هذا إلى جانب مما سبق فتحه من الأمصار والبلدان منذ الخلافة الرّاشدة. فمالت المدينة المنوّرة إلى الهدوء السياسيّ إن صحّ التعبير، بعيدة عن صخب الحياة السّياسيّة والعسكريّة التي عرفتها الأمصار الأخرى، ولا سيّما بعد أن استتبّت الأمور لحكام بني مروان. فكان الغنى الفاحش يسير جنباً إلى جنب مع الفقر المدقع، وانقسم النّاس إلى صنفين: منهم من آثر الحياة الدّنيا بكل ملذّاتها: حلالها وحرامها، ومنهم من بقي متمسّكاً بكتاب الله وبتعاليم الدّين الحنيف، يوازي بين الدّنيا والآخرة.
وعلت أجسام الميسورين من أهل المدينة الثّياب الفاخرة، كما تفنّن القوم بإعداد الأطعمة، التي تعدّدت ألوانها وصنوفها، إذ أتقنت الإماء إعداد الأطعمة التي عرفنها في بلادهنّ، وساعدهنّ على ذلك ما أتى به التّجّار من مكوّنات الأطعمة وطرحوها في الأسواق.
أما الدّور والقصور، فقد بالغ الأثرياء في زخرفتها، ولا ينفي ذلك وجود طبقة الفقراء والمساكين في هذه المدينة، تلك الطبقة التي أحسن إليها الإمام زين العابدين(ع) في السرّ والعلن، وحول ذلك راجع على، سبيل المثال، ابن سعد، الطبقات، ج7: 219(طبقات أهل المدينة)؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2: 1145. وهذا الأمر مشهور في كتب المسلمين من أهل السنّة والشيعة.
وظهرت في المدينة المنوّرة طبقة المغنّين والمغنّيات، وتحديداً بين الرّقيق، فانتشر فنّ الغناء على نحو واسع، مع ما صحبه من عزف ونقر ورقص واجتماع مريديه في أماكن متفرّقة.
ويكفي أن نعلم، كما يخبرنا صاحب الأغاني، أنّه لـمّـا تولّى عثمان بن حيّان المرّيّ (توفي150هـ - 767م) المدينة للوليد بن عبد الملك عام 93هـ - 711م، قال له قوم من وجوه النّاس: إنّك قد وليت على كثرةٍ من الفساد، فإن كنت تريد أن تصلح فطهّرها من الغناء والزنا...
والأحاديث المروية على لسان الإمام السجّاد عليه السلام، تظهر إلى حدّ بعيد، المناخ الاجتماعي والاقتصادي في زمانه، ولذلك عمل على أكثر من جبهة لإصلاح ما يمكن إصلاحه من أمور الناس بعدما كثر الفساد التي أشار إليها الأصفهاني في أغانيه، من ذلك محاربته الزنا الذي شاع في المدينة، فعندما قال له رجل: يا أبا محمّد! إني مبتلى بالنساء، فأزني يوماً وأصوم يوماً، فيكون ذا كفارة لذا؟ فقال زين العابدين عليه السلام: إنه ليس شيء أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من أن يطاع ولا يعصى، فلا تزن ولا تصم. واجتذب الإمام محمد الباقر الرجل فأخذ بيده، وقال له: تعمل عمل أهل النار وترجو أن تدخل الجنة؟
وكان يدعو إلى مخالطة الناس الصالحين، لأن الفاسد يفسد البقية، فقال عليه السلام: مجالس الصالحين داعية إلى الصلاح.
محاربته القمار
كان السجّاد عليه السلام ينهى عن القمار بصوره كافة، إذ كان ينهى عن أكل الجوز الذي يجيء به الصبيان من القمار ، ويقول: هو السحت.
دعوته إلى عدم إيذاء الناس بعضهم بعضاً
تفرض طبيعة الحياة الاحتكاك المستمرّ بين الناس، ما يولد في أحايين كثيرة تصادم المصالح بينهم، تؤدي ببعضهم إلى قلّة الدين، وبالتالي إلى الانتقام من الآخر وأذيته، فكان الإمام عليه السلام يعالج ما أمكنه من تلك المشاكل، ثمّ يطلق عبارات خالدة تصلح لكل زمان ومكان، حاضاً على رفق الإنسان بأخيه الإنسان فكان يقول:
-كفّ الأذى من كمال العقل، وفيه راحة للبدن عاجلا وآجلاً.
-الورع نظام العبادة، فإذا انقطع ذهبت الديانة، كما إذا انقطع السلك أتبعه النظام.
-ثلاث منجيات للمؤمن: كفّ لسانه عن الناس واغتيابهم، وإشغاله نفسه بما ينفعه لآخرته ودنياه، وطول البكاء على خطيئته.
-من وصايا الخضر لموسى عليه السلام -: ما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله عزّ وجلّ به يوم القيامة.
-أربع من كن فيه كمل إسلامه، ومحّصت عنه ذنوبه، ولقي ربّه عزّ وجلذ وهو عنه راض: من وفى لله عزّ وجلّ بما يجعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيا من كل قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله
فكان يحرص عليه السلام على المصالحة والمحبّة بين الناس، فربما أخطأ أحدهم بحقّ الآخر، بشتيمة أو غيبة أو ما شابه ذلك، فتدارك الأمر بالاعتذار، فوجب أن يُقبل اعتذاره، فمما قاله:
-إن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره.
-لا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره، وإن علمت أنه كاذب.
-في قوله تعالى:{فاصفح...} قال: العفو من غير عتاب.
-إنّ أقربكم من الله أوسعكم خلقاً.
محاربة الكذب
الكذب آفة اجتماعية وعادة قبيحة يكاد لا يخلو منها مجتمع أو قوم، وعلى مرّ الأيام عمل الأنبياء والأولياء والعلماء على استئصال هذه العادة، التي هي بمنزلة الأعشاب الضارة وسط حقل الأزهار الجميلة في خبايا الإنسان، فكان السّجاد يوصي قائلاً: «اتَّقوا الكَذِبَ الصَّغيرَ مِنْهُ وَالكَبيرَ، في كُلِّ جِدٍّ وَهَزْلٍ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذا كَذَبَ في الصَّغيرِ اجْتَرَأَ عَلى الكَبيرِ».
الحثّ على تهذيب الألفاظ وعدم الغيبة
إذا كانت الأخلاق الحميدة ملكة تولد مع صاحبها، فإنّ بعض الناس يحتاجتون إلى تهذيب أنفسهم وتعويدها على امتلاكها، وأوّل الخطوات إلى ذلك الاستماع إلى الكلام الحسن، وترك القبيح منه والابتعاد عن سماعه، فكما يقول الجاحظ: اعْلَموا أَنَّ الـمَعْنى الحَقيرَ الفاسِدَ، وَالدَّنِيَّ السّاقِطَ، يُعَشِّشُ في القَلْبِ ثُمَّ يَبيضُ ثُمَ يُفَرِّخُ، فَإِذا ضَرَبَ بِجِرانِهِ وَمَكَّنَ لِعُروقِهِ، اسْتَفْحَلَ الفَسادُ وَبَزَلَ، وَتَمَكَّنَ الجَهْلَ وَقَرَحَ، فَعِنَد ذَلِكَ يَقْوى داؤُهُ، وَيَمْتَنِعُ دَواؤُهُ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ الهَجينَ الرَّدِيّ، وَالـمُسْتَكْرِهَ الغَبِيَّ، أَعْلَقُ بِاللِّسانِ، وَآلَفُ للسَّمْعِ، وَأَشَدُّ الْتِحاماً بِالقَلْبِ مِنَ اللَّفْظِ النَّبيهِ الشَّريفِ، وَالـمَعْنى الرَّفيعِ الكَريمِ. وَلَوْ جالَسْتَ الجُهّالَ وَالنَّوْكى، وَالسُّخَفاءَ وَالحَمْقى، شَهْراً فَقَطْ، لَمْ تَنْقَ مِنْ أَوْضارِ كَلامِهِمْ، وَخَبالِ مَعانيهِمْ، بِمُجالَسَةِ أَهْلِ البَيانِ وَالعَقْلِ دَهْراً؛ لِأَنَّ الفَسادَ أَسْرَعُ إِلى النّاسِ، وَأَشَدُّ الْتِحاماً بِالطَّبائِعِ. وَالإِنْسانُ بِالتَّعَلُّمِ وَالتَّكَلُّفِ، وَبِطولِ الاخْتِلافِ إِلى العُلماءِ، وَمُدارَسَةِ كُتُبِ الحُكَماءِ، يَجودُ لَفْظُهُ وَيَحْسُنُ أَدَبُهُ، وَهُوَ لا يَحْتاجُ في الجَهْلِ إِلى أَكْثَرِ مِنْ تَرْكِ التَّعَلُّمِ، وَفي فَسادِ البَيانِ إِلى أَكْثَرِ مِنْ تَرْكِ التَّخَيُّرِ».
فقد كان الإمام السجّاد عليه السلام لا يدع مناسبة إلاّ وشدّد على تهذيب الألفاظ وضرورة الانتباه إلى ما يصدر من كلام، لأنّ للكلام تأثيره في محيط القائلين والسامعين، وتأثيره في العلاقات الاجتماعية المتشابكة؛ فمما قاله:
-القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسئ في الأجل، ويحبّب إلى الأهل، ويدخل الجنّة.
-احفظ عليك لسانك، تملك به إخوانك.
-حقّ اللسان إكرامه عن الخنا.
-لكل شيء فاكهة، وفاكهة السمع الكلام الحسن.
-لما قال له رجل: إنّ فلاناً ينسبك إلى أنك ضال مبتدع، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: ما رعيت حقّ مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أدّيت حقّي حيث أبلغتني عن أخي ما لست أعلمه!... إيّاك والغيبة فإنّها إدام كلاب النار، واعلم أنّ من أكثر من ذكر عيوب الناس شهد عليه الإكثار أنه إنما يطلبها بقدر ما فيه.
الموازنة بين الكلام والصمت
نرى أناساً يتكلمون ويتكلمون حتى يحسبوا من الثرثارين، وبعضهم يصمت ويغرق في صمته، وكل مشاكل العالم لا تعنيه، وهنا يوضح الإمام زين العابدين ميزان الكلام والسكوت، فعندما سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟ قال عليه السلام:
-لكلّ واحد منهما آفات، فإذا سلما من الآفات، فالكلام أفضل من السكوت. قيل كيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: لأنّ الله عزّ وجلّ ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام، ولا استحقّت الجنّة بالسكوت، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت، ولا توقيت النار بالسكوت، إنما ذلك كلّه بالكلام.
-إنّ المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلّة المراء، وحلمه، وصبره، وحسن خلقه.
-المؤمن يصمت ليسلم، وينطق ليغنم.
-حقّ السمع تنزيهه عن سماع الغيبة، وسماع ما لا يحلّ سماعه.
-المؤمن يصمت ليسلم، وينطق ليغنم... إن زكي خاف مما يقولون، ويستغفر الله لما لا يعلمون، لايغرّه قول من جهله، ويخاف إحصاء ما عمله.
-المؤمن خلط علمه بالحلم، يجلس ليعلم، وينصت ليسلم، وينطق ليفهم، لا يحدّث أمانته الأصدقاء.
الحثّ على التزوار والتراحم
لا يخفى على أحد أهميّة التّزوار، وصلة الأرحام، والعناية بالجار، على المستوى العائليّ والاجتماعيّ، وقد حثّ الإمام السجّاد على ذلك، مؤكداً كل ما جاء به النبيّ صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام حول ضرورة التلاحم الأسري الذي يؤدّي بدوره إلى الترابط الاجتماعي، على أن لا تكون العصبية الذميمة هي الحاكمة في العلاقات... فمما قاله عليه السلام:
-إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولّين والآخرين في صعيد واحد، ثمّ ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنّة.
-ما من خطوة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من خطوتين: خطوة يسدّ بها المؤمن صفا في الله، وخطوة إلى ذي رحم قاطع.
-العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم.
الموازنة بين الإنفاق وعدم السؤال
كان الإمام زين العابدين عليه السلام ينفق على فقراء المدينة، وهذا محفوظ في كتب السير، فقد جاء في سير أعلام النبلاء للذهبيّ أنّ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ كَانَ يَحْمِلُ الخُبْزَ بِاللَّيْلِ عَلَى ظَهْرِهِ، يَتْبَعُ بِهِ الـمَسَاكِيْنَ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُوْلُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ (...)كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ يَعِيْشُوْنَ لاَ يَدْرُوْنَ مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعَاشُهُم، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، فَقَدُوا ذَلِكَ الَّذِي كَانُوا يُؤْتَوْنَ بِاللَّيْلِ (...) لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَجَدُوا بِظَهْرِهِ أَثَراً مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الجُرْبَ بِاللَّيْلِ إِلَى مَنَازِلِ الأَرَامِلِ.
إذاً، حمل السجّاد على عاتقه هموم الناس مثلما كان يحمل إليهم المعونات، فكانت أقواله انعكاساً لأفعاله، وله أحاديث في البذل والإنفاق كثيرة منها:
-اتخذوا عند الفقراء أيادي، فإن لهم دولة يوم القيامة.
-علامات المؤمن خمس: الورع في الخلوة، والصدّقة في القلّة، والصبر عند المصيبة، والحلم عند الغضب، والصدق عند الخوف.
على أنّه كره للمؤمن السؤال، فنصحه بالابتعاد عن المسألة ما أمكنه ذلك، ولا سيّما في مجتمع اختل فيه التوازن الاقتصاديّ، وبات الفقير يريد التشبّه بسيرة الغني في المأكل والمشرب والملبس والمسكن، فمّما قاله عليه السلام:
-أظهر اليأس من الناس، فإن ذلك هو الغنى.
-لما نظر إلى سائل يبكي، قال عليه السلام: لو أنّ الدنيا كانت في كفّ هذا، ثمّ سقطت منه ما كان ينبغي له أن يبكي عليها.
-يقول الله: يا ابن آدم ارْضَ بما آتيتك، تكن من أزهد الناس.
-إن الله ليبغض البخيل السائل الملحف.
-من زهد في الدنيا، هانت عليه مصائبها ولم يكرهها.
-طلب الحوائج إلى الناس مذلّة للحياة، ومذهبة للحياء، واستخفاف بالوقار، وهو الفقر الحاضر، وقلّة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر.
-ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه.
-إنّ من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار.
-من بات شبعاناً وبحضرته مؤمن طاو، قال الله تعالى: ملائكتي! أشهدكم على هذا العبد، إنّي أمرته، فعصاني وأطاع غيري، فوكلته إلى عمله، وعزّتي وجلالي لا غفرت له أبداً.
وكان عليه السلام يحث الرجال على الإنفاق على عيالهم والتوسعة عليهم، فقال عليه السلام: إنّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله.
رأيه في استثمار المال
كان الإمام زين العابدين عليه السلام يعلم أهمية المال في الدورة الاقتصادية في البلاد، فكان يرى وجوب استثمار ذلك المال، فكلما زادت في المجتمع رؤوس الأموال، ازدهر الاقتصاد وطال فائدته جميع الشرائح، على مستوى التجارة، والمهن والحرف، والزراعة، والبناء... فلا تهرب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد؛ فمما قاله عليه السلام:
-استثمار المال تمام المروة.
-استنماء المال تمام المروءة.
-من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده، ويكون خلطاؤه صالحين، ويكون له ولد يستعين به.
-أما حقّ مالك فأن لا تأخذه إلاّ من حلّه، ولا تنفقه إلاّ في وجهه، ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربّك، ولا تبخل به فتبوء بالحسرة والندامة مع السعة.
هذا غيض من فيض من دور الإمام زين العابدين عليه السلام في حركته الإصلاحية في المدينة المنوّرة.
موقع سماحة السيد حسين الصدر
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين