اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
**نصـــــــرةً لمولانـــا الرسول**
شعارٌ أطلقناهـ
لنكون من جملة من يدافع عن المولى وينصره
في هذا الموضوع سنفند مزاعم واهية
ذُكرت في أحد الصحاح*صحيح مسلم*
والذي يعتبره القوم أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى
**أخرج مسلم في صحيحه ج8 ص26 حديثاً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه: اللهم إني أتخذ عندك عهداً لن تخلفنيه،فإنما أنا بشر فأي من المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته، سببته، فاجعلها له زكاة ورحمة**.
ونحن نقول:
1- أن هذا الحديث مخالف لكثير من الآيات القرآنية كقوله تعالى:{ وإنك لعلى خلق عظيم}، وقوله:{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}، وقوله: { وما ينطق عن الهوى- إن هو إلاّ وحيٌ يوحى}، وقوله :{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}.
2- هذا الحديث مخالف للسنة النبوية ومخالف للكثير من الأحاديث الواردة على لسان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كقوله: ( أدبني ربي فأحسن تأديبي)، ( سباب المؤمن فسوق)،(إنّ الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا رفق به)،(ثلاثة ينزلون الجنّة حيث يشاؤون، إلى أن قال: ورجل عفا عن مظلمة)
3- أن هذا الحديث مخالف لسيرة المولى صلى الله عليه وآله وسلم ومكارم أخلاقه وتحليه بأفضل الخصال فها هو عليه السلام يأمر الناس بالإحسان إلى الغير فقد وفد العلاء بن الحضرمي عليه (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، إنّ لي أهل بيت أحسن إليهم فيسيؤون، وأصلهم فيقطعون، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِيم))
فقال العلاء بن الحضرمي: إنّي قد قلت شعراً، هو أحسن من هذا!.
قال: «ما قلت»؟
فأنشده:
وحيِّ ذوي الأضغان تسبّ قلوبهم***تحيّتك العظمى فقد يرفع النغل
فإن أظهروا خيراً فجاز بمثله***وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
فإنّ الذي يؤذيك منه سماعه***وإنّ الذي قالوا وراءك لم يقل
فقال النبي صلى الله عليه وآله: «إنّ من الشعر لحِكَماً، وإنّ من البيان لسحراً، وإنّ شعرك لحسن، وإنّ كتاب الله أحسن»
فكيف يأمرُ غيره بفعلٍ ثم يقدم هو عليه ،أليس هذا عمل مستقبح؟!
وقد وصف أبو سعيد الخدري رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: «هيّن المقولة، ليّن الخلقة، كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بسّاماً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، شديداً من غير عنف»
وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهودي يؤذيه، ويضع القاذورات أمام داره، وظل يفعل هذا كثيرا، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحمل أذاه، ولكن هذا اليهودي توقف عن فعل هذه الأشياء لأيام، فسأل عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه: ما لجارنا؟ فاخبروه انه مريض، فذهب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليزوره في بيته.
والأخبار في ذلك أكثر من أن تُحصى.
4- أن هذا الفعل يُسبب إبتعاد ونفرة الناس ممن يسبهم ويلعنهم والتاريخ يشهد بالتفاف الناس حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والقرآن يقول:{ ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}
5- أن هذا الحديث يصور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبشر العاديين الذين يغضبون ويثورون لأي سبب فينفسون عن ذلك بالسب واللعن والجلد والشتم، وعليه كيف نُأمر باتباع شخص كهذا والله تعالى يقول{ ما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا} فالأمر بالإتباع هنا مطلق غير مقيد بوقت ، فهل نتبعه وهو يخالف الأوامر الإلهيه بالعفو عن الغير والدعوة إلى مكارم الأخلاق، فالأمر باتباع شخص كهذا لايجوز عقلاً لأن فيه إغراء للمكلف بفعل القبيح.
6- أن هذا الفعل قبيح ومستقبح من رجل الدين العادي الذي يضع نفسه موضع الدعوة والإصلاح فكيف بالمولى صلى الله عليه وآله وسلم المبعوث من قبل الحق تبارك وتعالى يقول الإمام العسكري عليه السلام:( إن الله وجد قلب محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم أفضل القلوب وأوعاها فاختاره لنبوته)، والله تعالى يقول:{ الله أعلم حيث يجعل رسالته}، والمعصوم عن كل خطأ وزلل بنص آية التطهير يقول تعالى:{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}.
7- أن هذا الحديث يُشير بوضوح إلى إمكان تأثر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم -وحاشاه ذلك- بوساوس الشيطان فإن مايجر الإنسان للسب واللعن والجلد والشتم إنما هو الغضب الذي يعتري الإنسان فيخرجه عن دائرة المعقول والروايات تمثل الغضب بأنه طيرةٌ من الشيطان، وهذا مخالف لقول الحق تبارك وتعالى:{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }، وقد روى عبد اللّه بن عمرو، قال: كنت أكتب كلّشيء أسمعه من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أُريد حفظه فنهتني قريش وقالوا:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةأتكتب كلّ شيء تسمعه، ورسول اللّه يتكلم في الرضا والغضب، فأمسكت عن الكتابة، وذكرت ذلك لرسول اللّه، فأومأ باصبعه إلى فيه، وقال: اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج عنه إلاّ حقّ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوفي رواية أُخرى: قلت: يا رسول اللّه أكتب كلّ ما أسمع منك؟ قال: نعم. قلت: في الرضا والغضب؟ قال: نعم، فإنّي لا أقول في ذلك كلّه إلاّحقّاً.
8- إن هذا الحديث موضوع وقد وضعه الوضاعون لأغراضٍ أهمها تلميع أسيادهم ورموزهم ومن لعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الحق تبارك وتعالى، فلقد أورد ابن حجر في كتابه تطهير الجنان -الذي ألفه في فضائل معاوية- عند تأويله للحديث( لا أشبع الله بطنه)، إجاباتٍ عديدة ثم قال: إن هذا الدعاء جرى على لسانه صلى الله عليه وآله وسلم من غير قصد، وقد أشار مسلم في صحيحه إلى أن معاوية لم يكن مستحقاً لهذا الدعاء وذلك لأنه أدخل هذا الحديث في باب من سبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان زكاةً وأجراً ورحمة، فلا بد من وضع أمثال هذه الأحاديث تقرباً إلى السلطة الجائرة حتى يأولوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في لعن بني أمية {وَما جَعَلْنَا الرُؤيَا الّتِي أَرَيْناكَ إِلاّفِتْنَةً لِلنّاسِ وَالشَّجَرةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاّطُغْياناً كَبِيراً}، وقد أخرج الحاكم انّ الحكم بن أبي العاص استأذن عليه مرّة فعرف صلى الله عليه وآله وسلم صوته وكلامه، وقال: ائذنوا له، عليه لعنة اللّه وعلى من يخرج من صلبه إلاّ الموَمن منهم، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا بلغ بنو أُمية أربعين، اتخذوا عباد اللّه خولاً، و مال اللّه نحلاً، وكتاب اللّه دغلاً.
9- أن التاريخ شاهدٌ على إيذاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقسوة وشدة( ما أوذي نبي مثلما أوذيت)
وشاهدٌ على استقامته في طريق الحق يقول تعالى:{ فاستقم كما أمرت}
وشاهدٌ على صبره المنقطع النظير يقول تعالى:{ فاصبر كما صبر أولوا العزم}
لعمري
لقد باع أمثال هؤلاء الرواة دينهم بالمال
وعملوا على الوضع والكذب على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بكل السبل والطرق مشوهين سيرته
ولكن يأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون
منقول