شموخ وصلابة بطلة كربلاء...(1)
ما إن انتهت معركة كربلاء... حتى أخذت زينب قرارا بأن البكاء على كل هذه الدماء الغالية مؤجل.. وأن الوقت هو وقت عمل.. فعلى الرغم من كل الألم الذي كانت تختزنه.. كانت مسؤوليتها كبيرة في أن لا تسمح ليزيد ولا لعبيد الله بن زياد ولا لعمر بن سعد بأن يدفنوا ثورة كربلاء بدفن أجساد الشهداء.. لأن هذا هو ما أرادوه وما خططوا له. لهذا كان واجبها أن تعرف الناس بما جرى على أرض كربلاء.. من جريمة وحشية حاقدة.. وبمنطلقات الحسين وأهدافه وشعاراته.. إلى جانب تعريف الناس بحقيقة يزيد ومشروعه التدميري للإسلام..
كانت شرارة البدء بتنفيذ وصية أخيها الحسين(ع).. حيث إنها لم تشق جيبا.. ولم تخمش وجها.. ولم تدع بالويل والثبور.. ولم تهزمها المصيبة.. وإن هزت كيانها... وقد جاء الرد صفعة لعمر بن سعد وجيشه.. وهم يرونها تضع يديها تحت جسد أخيها... تمشي مشية أبيها أمير المؤمنين بكل عزة.. وتقول: اللهم تقبل منا هذا القربان.
بعدها قامت زينب لتسلك دربا لا بديل عنه.. ونهجا جديدا في التعامل مع المأساة.. لمت الشمل.. ورعت العيال والأطفال.. وعينها دائما كانت على الإمام زين العابدين(ع) الذي كان عليلا.. فهو البقية الباقية من نسل أخيها.. وهو الأمين على الرسالة من بعده...
واسمحوا لي بأن أستطرد في نقطة حول مشهد السبي.. حيث لا يمكن للمرء إلا أن يغضب بكل كيانه لكل هذا الظلم المركب.. ظلم يزيد وظلم سكوت ضمائر الأمة.. وظلم من لم يؤرخ جيدا.. وظلم من أرخ ووجد الأعذار والمبررات. كانت زينب عقيلة بني هاشم.. ابنة علي أمير المؤمنين حفيدة رسول الله.. ابنة بضعته فاطمة الزهراء(ع).. ومعها ابن أخيها زين العابدين.. وخيرة نساء الآل والأصحاب وأطفالهم.. كانت تسير في موكب السبي مكبلة بالأصفاد بعد قتل أخيها الذي شهد المسلمون جميعا..
وذكر المؤرخون في كتبهم وصحاحهم.. أن جدها رسول الله(ص) قال فيه:..حسين مني وأنا من حسين،..وقال عنه وعن أخيه الحسن(ع): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا.. إنها بالفعل لمرارة على كل المسلمين بدون استثناء..
نعود إلى موكب السبي الذي يشق الطرقات من كربلاء إلى الكوفة.. حيث كان خطابها في سوق الكوفة مؤثرا.. كانت تنطق بعنفوان أمها الزهراء.. وببلاغة أبيها علي(ع).. وقد هزت مشاعرهم وأحاسيسهم.. وأيقظت عقولهم وأشعرتهم بالندم.. وهم من أرسلوا آلاف الرسائل: أن أقبل علينا إن لك في الكوفة جنودا مجندة.
كانت السيدة زينب إعلامية رائعة وعملاقة.. وهي تقدم مظلومية الحسين وأهل بيته.. وتقول لأهل الكوفة ما يجب أن يسمعوه عن حقيقتهم وخذلانهم للحق.. وما سيترتب على ذلك في الدنيا والآخرة.. وفي ذلك.. قال خزيم بن بشير الأسدي.. وهو من أهل الكوفة: فوالله. لقد رأيت الناس يومئذ حيارى وهم يبكون.. وقد وضعوا أيديهم في أفواههم.. وقد رأيت شيخا كبيرا واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته.. وهو يقول: بأبي أنت وأمي.. كهولكم خير الكهول.. ونسلكم خير نسل.
ما إن انتهت معركة كربلاء... حتى أخذت زينب قرارا بأن البكاء على كل هذه الدماء الغالية مؤجل.. وأن الوقت هو وقت عمل.. فعلى الرغم من كل الألم الذي كانت تختزنه.. كانت مسؤوليتها كبيرة في أن لا تسمح ليزيد ولا لعبيد الله بن زياد ولا لعمر بن سعد بأن يدفنوا ثورة كربلاء بدفن أجساد الشهداء.. لأن هذا هو ما أرادوه وما خططوا له. لهذا كان واجبها أن تعرف الناس بما جرى على أرض كربلاء.. من جريمة وحشية حاقدة.. وبمنطلقات الحسين وأهدافه وشعاراته.. إلى جانب تعريف الناس بحقيقة يزيد ومشروعه التدميري للإسلام..
كانت شرارة البدء بتنفيذ وصية أخيها الحسين(ع).. حيث إنها لم تشق جيبا.. ولم تخمش وجها.. ولم تدع بالويل والثبور.. ولم تهزمها المصيبة.. وإن هزت كيانها... وقد جاء الرد صفعة لعمر بن سعد وجيشه.. وهم يرونها تضع يديها تحت جسد أخيها... تمشي مشية أبيها أمير المؤمنين بكل عزة.. وتقول: اللهم تقبل منا هذا القربان.
بعدها قامت زينب لتسلك دربا لا بديل عنه.. ونهجا جديدا في التعامل مع المأساة.. لمت الشمل.. ورعت العيال والأطفال.. وعينها دائما كانت على الإمام زين العابدين(ع) الذي كان عليلا.. فهو البقية الباقية من نسل أخيها.. وهو الأمين على الرسالة من بعده...
واسمحوا لي بأن أستطرد في نقطة حول مشهد السبي.. حيث لا يمكن للمرء إلا أن يغضب بكل كيانه لكل هذا الظلم المركب.. ظلم يزيد وظلم سكوت ضمائر الأمة.. وظلم من لم يؤرخ جيدا.. وظلم من أرخ ووجد الأعذار والمبررات. كانت زينب عقيلة بني هاشم.. ابنة علي أمير المؤمنين حفيدة رسول الله.. ابنة بضعته فاطمة الزهراء(ع).. ومعها ابن أخيها زين العابدين.. وخيرة نساء الآل والأصحاب وأطفالهم.. كانت تسير في موكب السبي مكبلة بالأصفاد بعد قتل أخيها الذي شهد المسلمون جميعا..
وذكر المؤرخون في كتبهم وصحاحهم.. أن جدها رسول الله(ص) قال فيه:..حسين مني وأنا من حسين،..وقال عنه وعن أخيه الحسن(ع): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا.. إنها بالفعل لمرارة على كل المسلمين بدون استثناء..
نعود إلى موكب السبي الذي يشق الطرقات من كربلاء إلى الكوفة.. حيث كان خطابها في سوق الكوفة مؤثرا.. كانت تنطق بعنفوان أمها الزهراء.. وببلاغة أبيها علي(ع).. وقد هزت مشاعرهم وأحاسيسهم.. وأيقظت عقولهم وأشعرتهم بالندم.. وهم من أرسلوا آلاف الرسائل: أن أقبل علينا إن لك في الكوفة جنودا مجندة.
كانت السيدة زينب إعلامية رائعة وعملاقة.. وهي تقدم مظلومية الحسين وأهل بيته.. وتقول لأهل الكوفة ما يجب أن يسمعوه عن حقيقتهم وخذلانهم للحق.. وما سيترتب على ذلك في الدنيا والآخرة.. وفي ذلك.. قال خزيم بن بشير الأسدي.. وهو من أهل الكوفة: فوالله. لقد رأيت الناس يومئذ حيارى وهم يبكون.. وقد وضعوا أيديهم في أفواههم.. وقد رأيت شيخا كبيرا واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته.. وهو يقول: بأبي أنت وأمي.. كهولكم خير الكهول.. ونسلكم خير نسل.
