الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّـــبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
لقد كانت الأمة في جهل و ضلال ...لطالما عانت منه الأمرين ...كانت هذه الأمة تعيش في ظل العبودية و الذل ...
كانت كما وصفتها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية : "فرأى الأمم فرقا في أديانها عكفا على نيرانها عابدة
لأوثانها منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد ص ظلمها وكشف عن القلوب بهمها وجلى عن الأبصار غممها وقام في الناس
بالهداية فأنقذهم من الغواية وبصرهم من العماية وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الطريق المستقيم ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ورغبة "
نعم ...محمد ...صلى الله عليه و آله و سلم ...رحمة الله للخلق ...مشعل الهداية ...هذا اليوم قرر هذا النور ...أن يغادر
و يعلو إلى حيث يجب أن يكون ...
محمد الذي تعب و قاسى و عانى لأجل أمر الله تعالى ...محمد الذي تحدث الله عنه في القرآن و أمر ببره و وصله ..اغتيل هذا
اليوم ...فقررت السماء ..ان تحتضن ذلك النور الإلهي
الذي طالما اشتقاقت له الجنة ، هاهي اليوم ستقر به ...
محمد راحل إلى الأحبة ...ذاهب لأبي طالب و الحمزة ...و خديجة ....و غيرهم من الأطايب من بني عمر العلا .....!!
تاركاً بعده هذه الدنيا و مقلداً زمام الحكم لعلي و فاطمة عليهما السلام ...
آه آه ...
نورًا أنت يا محمد قد ملأت الدنيا ضياء والنور فيك قد تجسد
والخُلق النبيل تزين واصبح
فيك بهاء....!!
لاأعرف كيف تصبو كلماتي نحوك سيدي ..قد هجرها الخطاب البليغ
فأنت الذي قـدّ دين أباجهل وأصم الفرس من بني قريش
بكتاب الله الحفيظ
فالدين اكملته برسالتك التوحيدية إعلانا لعبادة جبارالسماء
فأنت يامحمد العالم الأبهى وروح الخُلق العالي الممدوح
وهنا أتينا لنعظم لفاطمة الزهراء برحيل جسدك المسجى بين الرياحين
وقد لاحت قبتك الخضراء مشعة بأصداء التكبير ونور أخضرلاح من بعيد
يدلناعلى الطريق
أنرت الكون بوجودك الأبهى الذي تغذى منه صغير و كبيرالأنام
وأظلم النهار برحيلك يارسول الله وأحزنت القلوب الوالهة بعبق عطرك المحمدي.....!!
كأني بلسان حال الزهراء عليها السلام و هي تقول :
يابويه أترجـــــــــــاك ... لا تـــــــــــغمض ترى عينـاك .
أضيعن ترى بلـــــياك ... يا بويه يالــــــــــــــــمختــــار .
خذني أريد إويـــــــاك ... ما أصبــــــر أنا بليـــــــــــاك .
تهضمني تراها إعداك ... لا تخليني وســــــــــــط أشرار .
يا بويه يهضــــــموني ... ومن بعدك يضربونـــــــــــــي .
ويعمن ترى إعــــيوني ... وشي ينشف الأعبـــــــــــــار .
قبسات من الأنوار المحمدية .....
• رُوي أنّ أعرابيّاً جاء إليه فشكا إليه نُضوب ماءِ بئرهم، فأخذ صلّى الله عليه وآله حَصاةً ـ أو حصاتين ـ وفركها بأنامله، ثمّ
أعطاها الأعرابيَّ وقال له: إرْمِها بالبئر. فلمّا رماها فيها فار الماء إلى رأسها!
• رُويَ أنّ عُكاشة انقطع سيفُه يوم بدر، فناوله رسولُ الله صلّى الله عليه وآله خشبةً وقال: قاتِلْ بها الكفّار. فصارت سيفاً قاطعاً
يقاتل به، حتّى
قتل به طليحة في الردّة.
وأعطى صلّى الله عليه وآله عبدَالله بن جحش يوم أُحدٍ عَسيباً ( جريدة من النخل كُشِط خوصها )، فرجع في يده سيفاً.
وأعطى صلّى الله عليه وآله يومَ أُحُدٍ لأبي دُجانة سعفةَ نخلٍ فصارت سيفاً، فأنشأ أبو دجانة:
نَصَرْنا النبيَّ بسَعفِ النّخيل...... فصار الجَريدُ حُساماً صقيلا
وذا عَجَبٌ مِـن أُمور الإلــه.......ومِن عجــــبِ الله ثمّ الرسولا
لله درك يا رسول الله ...
" ومما لا ريبّ فيه أن النبي محمد صلى الله عليه وآله كان من عظماء الرجال المصلحين الذي خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه
فخراً أنه هدى امة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد،ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا
البشرية، وفتح لها طريق الرقى والمدنية، وهذا عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوّة، ورجل مثل هذا لجدير بالاحترام والإجلال."
الكاتب الروسي الكبير تولستوي.
"إني أكنُّ كل تقدير لدين محمد صلى الله عليه وآله، لحيويته العجيبة فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له طاقة هائلة لملاءمة أوجه الحياة
المتغيرة وصالح لكل العصور. لقد درستُ حياة هذا الرجل العجيب، وفي رأيي انه يجب أن يسمى منقذ البشرية."
الكاتب الكبير برنارد شو.
" إن محمداً كان هو النبي الملهم والمؤسس ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها، ومع ذلك فإنه لم ينظر إلى نفسه كرجل
من عنصر آخر، أو من طبقة أخرى غير طبقات بقية المسلمين....، أن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد صلى الله عليه واله بين أعضاء
الكتلة الإسلامية، كان يطبّق عملياً حتى على النبي نفسه."
البروفسور كاراديفو في كتابه المحمدية .
الفاجعة العظمى و أصل يوم العذاب ...!!
فكأني بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله و قد اعتراه المرض و السقم ...و أخذ كتاباً أراد أن يكتب للمسلمين كتاباً لا يضلوا
من بعده أبداً ، و إذ بذاك الشيطان يقول : إنه ليهجر ...!! و بدأت هنا نفثة صدور القوم و دمعة من النبي ...ستسيل دماً من ابنته ...!!
هنا غضب نبي الرحمة صلى الله عليه و آله ، كيف لا يغضب و هناك مؤامرات ...عرفها رسول الله صلى الله عليه و آله بنفسه ، و سمعها و لكنه
كتمها لا لشيء ...بل لمصلحة و حكمة ....
عجيب أمر هؤلاء القوم ...!! أعرض رسول الله صلى الله عليه و آله و أمر بأن يخلو بينه و بين أهل بيته خاصة ، هنا يأتي علي و العباس و الزهراء
...الحسن و الحسين عليهما السلام .....!!
ُدعي أمير المؤمنين عليه السلام بإلحاح النبي المضطفى عليه و آله افضل الصلاة و السلام ، فلما دنا منه أومأ إليه ، فأكب عليه فناجاه رسول الله
صلى الله عليه وآله طويلا ، ثم قام فجلس ناحية حتى اغفي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما اغفي خرج فقال له الناس : ما الذي أوعز إليك يا
أبا الحسن ؟ فقال : علمني ألف باب من العلم ، فتح لي كل باب ألف باب ، وأوصاني بما أنا قائم به إنشاء الله تعالى ، ثم ثقل وحضره الموت وأمير - المؤمنين
عليه السلام حاضر عنده ، فلما قرب خروج نفسه قال له : " ضع يا علي رأسي في حجرك ، فقد جاء أمر الله تعالى ، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك
وامسح بها وجهك ، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري ، وصل علي أول الناس ، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي ، واستعن بالله تعالى " فأخذ علي
عليه السلام رأسه فوضعه في حجره ، فاغمي عليه ، فأكبت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول :
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للارامل
تطوف به الملاك من آل هاشم *** فهم عنده في نعمة وفواضــل
ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينه وقال بصوت ضئيل : يا بنية هذا قول عمك أبي - طالب لا تقوليه ، ولكن قولي : " وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنو منه ، فدنت منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها له ، ثم قبض صلى الله
عليه وآله ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه صلى الله عليه وآله فيها ، فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره ، و
اشتغل بالنظر في أمره ، فجاءت الرواية أنه قيل لفاطمة عليها السلام : ما الذي أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وآله فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن
والقلق بوفاته ؟ قالت : إنه أخبرني أنني أول أهل بيته لحوقا به ، وأنه لن تطول المدة لي بعده حتى أدركه ، فسرى ذلك عني .
وعن سهيل بن أبي صالح ، عن ابن عباس أنه اغمي على النبي صلى الله عليه وآله في مرضه فدق بابه ، فقالت فاطمة : من ذا قال : أنا رجل غريب أتيت
أسأل رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون لي في الدخول عليه ؟ فأجابت : امض رحمك الله لحاجتك ، فرسول الله عنك مشغول ، فمضى ، ثم رجع فدق الباب
وقال : غريب يستأذن على رسول الله أتأذنون للغرباء ، فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله من غشيته وقال : يا فاطمة أتدرين من هذا ؟ قالت : لا يا رسول
الله ، قال : هذا مفرق الجماعات ، ومنغص اللذات هذا ملك الموت ، ما استأذن والله على أحد قبلي ، ولا يستأذن على أحد بعدي استأذن علي لكرامتي على
الله ، ائذني له ، فقالت : ادخل رحمك الله ، فدخل كريح هفافة وقال : السلام على أهل بيت رسول الله ، فأوصى النبي إلى علي بالصبر عن الدنيا ، وبحفظ
فاطمة ، وبجمع القرآن ، وبقضاء دينه ، وبغسله ، وأن يعمل حول قبره حائطا ، وبحفظ الحسن والحسين .
واويلاه .......و امصيبتاه .......وافجيعتاه .....
رحلت يا مولانا و دمعــــــــنا ....ملأ الخافقين هما و حزنا
حجب عن الوحي و كل الخير ....لو يقبلنا الموت فداء متنا
لكنما أمر الله اقتضى و ماعلى....و متى ما شاء الله شــــئنا
http://shiavoice.com/play-hvf2x.html
يتبع ....
ماذا جرى بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله ....؟!!
نسأل الله القبول و محمد و آل محمد عليهم أفضل الصلاة و السلام الشفاعة ..
.
قام على العمل : خادمات السيدة فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة و السلام :
قلب أبيض ، شجرة فاطمة الزهراء ، الفردوس المحمدي ،اليقين الزينبي، بريق العباس عليه السلام ، دموعي حسينية
افتخاري انتمائي لعلي عليه السلام ، أنوار الرسالة .
لايحل نقل الموضوع دون ذكر المصدر والكاتب منتديات سماحه السيد الفاطمي دام ظله الوارف