
الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّـــبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه

آه يا نبي الأمة ..آه يا نبع الرحمة ....
غاب البدر و السماء أكدت و الخيرات قلت ، و المصائب بدأت تنصب صباً على أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم ...
نعم ...أخالك أيها القارئ الكريم تلفت لتسأل مباشرة ...ما حال فاطمة ...؟! ماذا صنعت فاطمة ..؟!
فاطمة ....آه لحال الزهراء عليها السلام ..!!

تقول الرواية : ولما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) افتجع له الصغير والكبير وكثر عليه البكاء، وعظُم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء والأحباب، والغرباء والأنساب.
ولن تلق إلاّ كل باكٍ وباكية، ونادب ونادبة، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشدّ حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكان حزنها يتجدد ويزيد، وبكاؤها يشتد، فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين، ولا يسكن منها الحنين، وكل يوم كان بكاؤها أكثر من اليوم الذي قبله.
فلما كان اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن، فلم تطق صبراً، إذ خرجت وصرخت، وضجَّ الناس بالبكاء، فتبادرت النسوة، وأطفئت المصابيح لكيلا تتبين وجوه النساء.

كانت السيدة فاطمة تنادي وتندب أباها قائلة:
وا أبتاه! واصفياه، وا محمداه! وا أبا القاسماه! وا ربيع الأرامل واليتامى!
مَن للقبلة والمصلّى؟
ومَن لابنتك الوالهة الثكلى؟
ثم أقبلت تعثر في أذيالها، وهي لا تبصر شيئاً من عبرتها، ومن تواتر دمعتها، حتى دنت من قبر أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المئذنة أغمي عليها، فتبادرت النسوة، فنضحن الماء عليها وعلى صدرها، وجبينها حتى أفاقت..
و يقول مولانا علي عليه السلام :
(سلت النبي (صلى الله عليه وآله) في قميصه. فكانت فاطمة تقول: أرني القميص. فإذا شمّته غشي عليها. فلما رأيت ذلك غيّبته ) .
هل هذا فقط ما ألم بالزهراء و إن كان عظيماً ..؟ هل هذا هو حزنها فقط ..؟!
كلا ...!! هلموا يا من تحبون الزهراء و اسمعوا ...!!
لقد غصبت نحلتها ...!! غصبت خلافة زوجها ...!!! استخفوا بقدرها ...!!
يا زهراء ...!!

وقفة تأمل ...
إن المطلع على كلام سيدة النساء عليها السلام و ما قامت به من جهود عظيمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله
أدت إلى قتلها و ضربها و التنكيل بها ، ذلك لأن القوم أن فاطمة عليها السلام سوف تسكت عن حقها ، و أن فاطمة
عليها السلام ثكلى تعبة لن تبالي بفدك أو الخلافة أو غيرها ، بل سوف تمكث تبكي و تلطم فقط .
و لكنهم أخطأوا خطأ كبيراً و انقلب السحر على الساحر ..!!
لقد فاجئتهم السيدة الزهراء عليها السلام بأن لاذت بخمارها و خرجت مع حفدتها و نساء قومها تطأ أذيالها
ماتخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه و آله و خطبت في القوم ...!!
حتى إن حاول الباطل التسلسل على لسان الأول ردت عليه رداً أخرسه و أسقط ترهاته ...!!
فالويل للقوم ..!! لقد تحركت فاطمة و ابطلت كل مخططاتهم في إسقاط حجة علي عليه السلام .
لو لم تخرج الزهراء عليها السلام لحاججوا عليا و لقالوا له لم نسمع برأي فاطمة و هي التي يغضب الله
لغضبها و يرضى لرضاها ، و يجب أن نعرف الله راضٍ أم ساخط ..!!
و الخروج الآخر هو ركوبها على أتان يسوقه علي عليه السلام تستنصر الأنصار و المهاجرين
و لكن لم يلبها أحد روحي فداها ...!!
و الجميع جفاها ...!!
لم يستطع القوم أن يتحملوا وجود فاطمة عليها السلام ...!! وجودها خطر عليهم ..!! لقد توقعوا أن تبقى فاطم ساكتة ..!!
لكنها خرجت و حدثتهم و أبدت ما أبدت ...لكن هل كان لها مجيب ..؟!
كلا...!!
حتى أتى ذلك اليوم الرهيب ...ذلك اليوم الذي جرت فيها الدماء ..!! و لطمت فيه العين و كسر فيه الضلع ...!!

تقول الرواية :
فقام أبو بكر و عمر وع ثمان و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم مولى أبي حذيفة .
و ظنّت فاطمة ( عليها السلام ) ، أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها ، فلمّا أتوا باب فاطمة ( عليها السلام ) ، و دقّوا الباب ، و سمعت أصواتهم ، نادت بأعلى صوتها : ( يا أبتِ يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب و ابن أبي قحافة ، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جنازة بأيدينا ، و قطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، و لم تردّوا لنا حقّاً ) .
فلمّا سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين ، و كادت قلوبهم تتصدّع ، و أكبادهم تنفطر ، و بقي عمر و معه قوم ، و دعا عمر بالحطب ، و نادى بأعلى صوته : و الذي نفس عمر بيده ، لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة ، فقال : و إن .!!!!
فوقفت فاطمة ( عليها السلام ) خلف الباب، و خاطبت القوم : ( ويحك يا عمر ، ما هذه الجرأة على الله و على رسوله ؟ ، تريد أن تقطع نسله من الدنيا ، و تفنيه ، و تطفئ نور الله ؟ ، و الله متّم نوره ) .
فركل عمر الباب برجله ، فاختبأت فاطمة ( عليها السلام ) بين الباب و الحائط رعاية للحجاب ، فدخل القوم إلى داخل الدار ، ممّا سبّب عصرها ( عليها السلام ) ، و كان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن .
سقطــــــوني وألموني ... بويـــه لو تدري بعذابي .
إدفعوني ولا إرحموني ... آه لو تـــــدري بمصابي .
إلطموني على إعيوني ... وظليت أنادي أحـــبابي .

و تواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و هو جالس على فراشه ، و اجتمعوا عليه حتّى أخرجوه ملبّباً بثوبه ، يجرّونه إلى السقيفة ، فحالت فاطمة ( عليها السلام ) بينهم و بين بعلها ، و قالت : ( و الله لا أدعكم ، تجرّون ابن عمّي ظلماً ، و يلكم ما أسرع ما خُنتم الله و رسوله فينا أهل البيت ، و قد أوصاكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باتّباعنا و مودّتنا و التمسّك بنا ) ، فأمر عمر قنفذاً بضربها ، فضربها قنفذ بالسوط ، فصار بعضدها مثل الدملج .
و الأثر الباقي كمثل الدملجِ ...في عضد الزهراء أقوى الحججِ ....!!

فأخرجوا الإمام ( عليه السلام ) ، يسحبونه إلى السقيفة ، حيث مجلس أبي بكر ، و هو ينظر يميناً و شمالاً ، و ينادي : ( وا حمزتاه ، ولا حمزة لي اليوم ، وا جعفراه ، ولا جعفر لي اليوم ) !! ، و قد مرّوا به على قبر أخيه ، و ابن عمّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنادى : ( يا ابن أُم ، إنّ القوم استضعفوني ، و كادوا يقتلونني ) .

و روي عن عدي بن حاتم أنّه قال : ( و الله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، حين أُتي به ملبّباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، و قالوا له : بايع ! ، قال : ( فإن لم أفعل فَمَه ) ؟ ، قال له عمر : إذاً و الله أضرب عنقك ، قال علي ( عليه السلام ) : ( إذاً والله تقتلون عبد الله وأخا رسوله ) .
فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم ، و أمّا أخو رسول الله فلا ، فقال : ( أتجحدون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بيني و بينه ) ؟! ، و جرى حوار شديد بين الإمام ( عليه السلام ) و بين الحزب الحاكم .
و عند ذلك وصلت السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) ريال و قد أخذت بيد ولديها الحسن و الحسين ( عليهما السلام ) ، و ما بقيت هاشمية إلاّ و خرجت معها ، يصحن و يوَلوِلن ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( خلّوا عن ابن عمّي !! ، خلّوا عن علي !! و الله لأكشفن رأسي ، و لأضعنّ قميص أبي على رأسي ، و لأدعوَنَّ عليكم ، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي ، و لا فصيلها بأكرم على الله من ولدي ) .

والداخـلين علـى البـتـــولة بيـــتـها * والمسقــطـيـن لهـا أعـزّ جـــنيـــــنِ
والقائــــــديـن إمامهـم بـنــــجــــاده * والطـهــر تــدعو خلفهـم بـرنيــــنِ
خلّوا ابـن عمّي أو لأكشف للدعــــا * رأســي وأشـكـو للإله شـــجونـــــي
مـا كــان ناقـة وفـصـيلهــــــــــــــا * بـالفـضـــل عنــدالله إلاّ دونــــــــي
ورنت إلـى القبر الشريف بمـقلـــة * عبـرى وقلـــب مكـمـد محــــــــزونِ
قالت وأظفـار المصـــاب بقلـبهـــا * ابتاه قلّ علـــى العـــداة مـعيــــــنـي
أبتاه هـذا السـامـري وصحبـــــــه * تُبعاً ومال النـــاس عــن هــــــارونِ
أيّ الـرزايــا اتـقــي بتـــجــــــــلّد * هـو في النوائــب ما حيـيـت قرينــي
فقدي أبي أم غصــــب بعلـي حقّه * أم كسر ضلعـــي أم سقــوط جنيـــني

و جاء في رواية العياشي أنّها قالت : ( يا أبا بكر ، أتريد أن ترملني عن زوجي ، و تيتّم أولادي ؟ ، و الله لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري ، و لأشقّنّ جيبي ، و لآتينَّ قبر أبي ، و لأصرخنَّ إلى ربّي ) ، فأخذت بيد الحسن و الحسين تريد قبر أبيها ، عند ذلك تصايح الناس من هنا و هناك بأبي بكر : ما تريد إلى هذا ؟ ، أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأُمّة ؟
و راحت الزهراء ( عليها السلام ) ، و هي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، تستنجد بهذا الغائب الحاضر : ( يا أبتِ يا رسول الله ! ( صلى الله عليه وآله ) ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب و ابن أبي قحافة ) ؟، فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن و عيوناً جرت دمعاً .
أبا القاسم بــــــعدك مالقــــــينا ...سوى العذاب و حقد الظالمينا
أبة قم و استقــــــبل فاطما فقد ...جفـــــتنا القوم و أدمت العينا
أبتي و دمعي على خدي جارٍ ...و ضلعي كســير و بت حزينه ...!!
http://shiavoice.com/play-1fdkh.html
نسأل الله القبول و محمد و آل محمد عليهم أفضل الصلاة و السلام الشفاعة ..
.
قام على العمل : خادمات السيدة فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة و السلام :
قلب أبيض ، شجرة فاطمة الزهراء ، الفردوس المحمدي ،اليقين الزينبي، بريق العباس عليه السلام ، دموعي حسينية
افتخاري انتمائي لعلي عليه السلام ، أنوار الرسالة .
لايحل نقل الموضوع دون ذكر المصدر والكاتب منتديات سماحه السيد الفاطمي دام ظله الوارف
