
سَلامٌ عَلى آلِ يس، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللهِ وَرَبّانِيَ آياتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ وَدَيّانَ دينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وَناصِرَ حَقِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَدَليلَ اِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ اللهِ وَتَرْجُمانَهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَاَطْرافِ نَهارِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ في اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللهِ الَّذي اَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللهِ الَّذي ضَمِنَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذوُب .
هذه أملاك السماء ...في منازل العلياء ..و في الجنان ...حور حسان ...تهنئ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
و بضعته الزهراء عليها السلام و سائر أهل بيت النبوة عليهم السلام ...بهذا الخبر المفرح ...
الله اكبر مالذي حدث ...؟!
اليوم سيتولى ذلك القائد المخلص زمام الإمامة ...!! نعم أيها الكون المنتظر ...نعم ...سوف تسعد اليوم ..الامل ..الأمل ..الأمل ...
الفرج ...الفرج .....الفرج ....!!

صباح العالم و أحلى ماعنده و مواعيده ....صباح البيت و آله و نوره و أفراحه و مواليده ...
صباح المتظر يعقد قصة الحب و أغاريده ...صباح الأمة مبتسمة زغادرها على إيده ...
يا مهدي ..يا مهدي ...يا مهدينا يا مهدي ...............!!

يا الله
لبيك يا رسول الله
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق الرسول المسدد أبيالقاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين والعن الدائم على أعدائهم من الأولين والأخرين الى يوم الدين
يعد اليوم التاسع من ربيع الأول من كل عام هجري مناسبة تسمى في العرف الأجتماعي وبأصطلاح أهل
العراق ولدى المتشرعين بـ ( فرحة الزهراء) . والتفسيرات لهذه المناسبة وفي هذا اليوم كثيرة .....
إلا أن مايهمنا في ذلك ، هو ماتشكله هذه المناسبة وهذا اليوم في فكر السيد الشهيد محمد الصدرالثاني (قدس) .
فقد تحدث عن هذه المناسبة مخصصاً الخطبة الأولى من الجمعة الثالثة عشر لذلك .

فالسيد الشهيد محمد الصدر(قدس) يحلل معنى هذه التسمية، رغم وجود كثير من المحتملات ، وفق رؤية بعض
أساتذته ( من أن اليوم التاسع من شهر ربيع الأول هو اليوم الأول لتولي الإمام المهدي (عجل الله فرجه )
الإمامة بعد أبيه ، بأعتبار أن اليوم الثامن من شهر ربيع الأول هو يوم وفاة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)
فبطبيعة الحال يكون الإمام من بعده هو ولده المهدي (عليه السلام) فيكون اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول
أيام إمامة إمامنا المهدي (عليه السلام) الفعلي والحي والقائم بالمسؤوليه تجاهنا في طول الزمان ، ليضيف
السيد الشهيد محمد الصدرقائلاً : ( نحن نفرح بذلك ، ويكون لنا عيداً ، باعتباره الإمام الحي ، والقائد الفعلي
والمتكفل للمسؤولية لنا أمام الله سبحانه في هذه العصور ، من حين وفاة أبيه(عليه السلام) إلى عصر الظهور
والى وفاته هو (سلام الله عليه) شهيداً مقتولاً كما في بعض الروايات وفي السياق ذاته يحلل السيد الشهيد تسميتين، التسمية الأولى (القائم) حيث يقول : ( لذا يسمى بالقائم ، يعني أنه يقوم بأمر الإمامة فعلاً ، أي
القيم والمتولي والمباشر للمسؤولية حقيقة وتفصيلاً، من نعلم أو لا نعلم .

والتسمية الأخرى : هي ( صاحب الزمان ) حيث يقول : وكذلك يسمى صاحب الزمان ، يعني أمير الزمان
واحاكم عليه، والمتسلط عليه بالسلطة التكوينية والتشريعية على رغم أنف من لايرضى . وتحليله لتسمية
(صاحب الزمان) جاءت وفقاً للغة القديمة ، حيث كان يقال : صاحب دمشق، وصاحب حلب ( يعني أمير دمشق
وأمير حلب ، أو قل والي دمشق ، ووالي حلب ، فكذلك يقال صاحب الزمان ، أي والي الزمان ، وإمام الزمان
وأمير الزمان ، والزمان الذي يقصد هنا بطبيعة الحال هو الذي ذكرناه من أول يوم وفاة أبيه (سلام الله عليه)
إلى يوم وفاته هو مروراً بعصر الغيبة الصغرى ، وعصر الغيبة الكبرى، وعصر الظهور أيضاً بطبيعة الحال
إلى أن يتوفى ويستشهد (سلام الله عليه) ويكون الأمر لله سبحانه وتعالى عن الذي يخلفه بطبيعة الحال في ذلك الحين أما السؤال الذي يطرح في هذا المقام ، هويقيناً أنه كيف تفرح الزهراء (عليها السلام) وهي متوفاة ،
وهي في دار الآخرة وليست في دار الدنيا ؟

فيجيب السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) عن هذا السؤال قائلاً : ( إن هذا السؤال سؤال مادي ممن لايؤمن بالله ،
ولا باليوم الآخر ، ولا بالحياة بعد الموت ، وإلا كثير من الأموات – حسب فهمي – لا ينقطعون عن الدنيا ، العلم
بالأحداث التي تقع فيها ، وهناك روايات تقول بأن (المؤمن يأتي إلى أهله كل أسبوع) مثلاً على شكل طير أو نحو ذلك . هذا هو حال المؤمن ، فكيف بالمعصومين(عليهم السلام) ؟
فهذا الأمر هين لديهم ، لأن لهم السلطة على الخلق كله ، ومن هنا يستدل السيد بما ورد من نص في زيارة المعصوم (عليه السلام) قائلاً : (ومن هنا ورد في الزيارة ( أشهد أنك تسمع الزيارة ، أو تسمع السلام وترد الجواب ) يعني إلا إنني لااسمع جوابك ، أنت تجيب إلا إنني من التدني ، والضعف وكثرة العيوب ،والذنوب،
بحيث أكون محجوباً عن سماع الجواب في الحقيقة ، وإلا المسألة ليست كما نتصور ، لأننا معتادون بحدود مكاننا
وزماننا ورتبتنا من الكمال المعنوي – لو صح التعبير- وإلا لو أنفتح الحجاب لكنانتخاطب مع الآخرة خطاباً مباشراً كما في المعصومين(عليهم السلام) فلذايقول أمير المؤمنين(عليه السلام) مامضمونه( لو أرتفع الحجاب ماأزدت يقيناً) محل الشاهد من ذلك أن الزهراء(عليها السلام) هي واحدة من المعصومين الأربعة عشر(عليهم السلام) فضلاً عن ذلك فهي أمهم وجدتهم ، ونحن نجد أن المعصومين(عليهم السلام) يفتخرون بذلك، كما أنها أحد أصحاب الكساءالخمسة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . والزهراء(عليهاالسلام) حزنت لمقتل الحسين (عليه السلام) بكربلاء حيث يستدل السيد الشهيدمحمد الصدر(قدس) على ذلك بموقف الإمام الرضا(عليه السلام) من الشاعر دعبل الخزاعي عندما أنشد قصيدته التائية في حضرة الإمام الرضا(عليه السلام)
فأنشد ماأنشد من أبياته إلى أن قال : أفاطمُ لو خلت الحسين مجدلاً – وقد مات عطشاناً بشط فرات –
إذن للطمت الخد فاطم عنده – وأجريت دمع العين في الوجنات – إلى أن قال : أفاطم قومي يابنت الخير واندبي-
نجوم سموات بأرضٍ فلاةِ . فهذه القصيدة أنشدت كما أسلفت في حضرة الإمام الرضا(عليه السلام) ولم ينكر عليه شئ ، أقره وإقر الإمام حجة ، (فليست الكلمة لدعبل ( رضوان الله عليه) فقط ، بل للإمام الرضا كأنها صادرة منه ، وهوخطاب للزهراء (عليها السلام) ونعلم أنها ترد الجواب) وبعد أن يسترسل السيدالشهيد محمد الصدر(قدس) بإقامة الدليل على كلامه من خلال الروايات الواردةفي أن المؤمن يحضر عند أهله ليشاركهم أفراحهم وأحزانهم ، وكذلك استدلاله بإقرار المعصوم (عليه السلام ) الذي هو حجة، ينتقل مجدداً إلى فرحةالزهراء(عليها السلام) بتكفل المسؤولية بالنسبة إلى الإمام المهدي (عليه السلام) فتفرح بإمامته وهي في علياء الجنان ، ومن هنا كان بحق هذا اليوم هو فرحة للزهراء (عليها السلام)
ويستمد السيد في رؤيته التحليلية إنطلاقاً من مهدوية النشأة لديه قائلا ً : ( ولكن الفرح الأعظم والعيد الأكبر حقيقة
لهاولنا ولكل المؤمنين هو يوم الظهور ، حين يمن الله سبحانه وتعالى على البشرية المظلومة ، بأرتفاع الظلم ، وبسط العدل ، كما في الدعاء ( اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق
وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة )
ونسالكم الدعاء
هبة الله



وكذا روينا عن وصي محمد ... ولم يك فيـما قـال بالمــــــكذب
بأن ولي الأمر يفقـد لا يرى ... سـنين كفعل الخائف المـتــرقب
ويقسم أموال العقود كأنمــا ... تضمنـه تحت الصفيـح المنصب
له غيبة لا بد أن سيـــــغيبه ... فصلى عليه الله من متغـــــــيب

السيد الحميري رضوان الله عليه
