بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغنيّ هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه
الغِنى من الأوصاف الكماليّة للنفس، بل هو من الصفات الكماليّة للموجود بما أنّه موجود، ولهذا، فإنَّ الغنى من الصفات الذاتيّة للذات الحقّ المقدّس جلّ وعلا.
إنَّ الثروة والأموال لا تُسبِّب الغنى في النفس.
مَن لا يملك غنىً في النفس، يكون حرصه تجاه المال والثراء والمنال أكثر، وحاجته أشد.
ولمّا لم يكن أحدٌ غنيّاً حقيقياً أمام ساحة الحقّ جلّ جلالُه المقدّسة الغنيّ بالذات، ولمَّا كانت الموجودات كلُّها من أدناها -وهو التراب- إلى ذُروة الأفلاك، ومن الهيولى الأولى إلى الجبروت الأعلى، فقيرةً ومحتاجة، لهذا كلّما كان تعلُّق القلب -بغير الحقّ، وتوجُّه الباطن نحو تعمير [عالم] المُلك والدنيا- أشدّ، كان الفقر والحاجة أكثر.
أمّا الحاجة القلبيَّة، والفقر الروحي، فواضحٌ جداً، لأنّ نفس التَّعلُّق والتوجّه فقر.
وأمّا الحاجة الخارجيَّة التي تؤكّد بدورها الفقر القلبي، فهي أيضاً أكثر، لأنّ أحداً لا يستطيع النُّهوض بأعماله بنفسه، فيحتاج في ذلك إلى غيره. والأثرياءُ وإنْ ظهروا في مظهر الغِنى ولكن يتبيّن بالتَّمعُّن أنّ حاجتهم تتضاعف على قدر تزايد ثرواتهم. فالأثرياء فقراء في مظهر الأغنيـاء، ومحتاجون في زيّ مَن لا يحتاج.
وكلّما اتجه القلب نحو تدبير الأمور وتعمير الدُّنيا أكثر، وكان تعلُّقه أشدّ، كان غبار الذُّلّ والمسكنة عليه أوفر، وظلام الهوان والحاجة أوسع، وعلى العكس كلّما رَكَلَ بقَدمه التَّعلُّقَ بالدنيا، حوّل بوجه قلبه إلى الغنى المطلق، وآمن بالفقر الذاتي للموجودات، وعرف بأنّ أحداً من الكائنات لا يملك لنفسه شيئاً، وأنّ جميع الأقوياء والأعزّاء والسلاطين قد سمعوا بقلوبهم أمام ساحة الحق المقدّسة من الهاتف الملكوتي، واللّسان الغيبي
الآية الكريمة: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }(فاطر:15)
كلَّما استغنى الإنسان عن العالَمِين أكثر، وبلغ مستوى استغنائه درجةً لا يرى لمُلك سليمان قيمة، ولا يأبه بخزائن الأرض عندما توضع بين يدَيه مفاتيحُها، كما ورد في الحديث أنّ جبرائيل قد هبط من قِبل الله تعالى بمفاتيح خزائن الأرض لخاتم النبيّين صلّى الله عليه وآله ، فتواضع صلوات الله وسلامه عليه ورفض قبولها وافتخرَ بفقرِه.
يقول عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) لابن عباس: «وَإنّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لأهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرادَةٍ تَقْضمُهَا».
ويقول الإمام عليّ بن الحسين (عليه السّلام): «أَسْتَنْكفُ أنْ أَطْلُبَ الدُنيا مِن خَالِقَهَا فَكَيفَ بطَلَبِهَا مِن مَخْلُوقٍ مثلي».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كـــــــــل عـــــــام وأنتـــــــــم بـــــــألــــف خيـــــر
بارك الله فيكِ أختي العزيزة على الطرح المميز جعله الله في ميزان حسناتكِ موفقين للخير دومـــاً
ان ماأردت الفوز بالعلياء والمكارم فاسجد وقل بفاطم بفاطم بفاطم