بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم عجل لوليك الفرج
هناك مجموعة أهداف لتصلّب الزهراء في مواقفها :
أوّلاّ ـ أرادت الزهراء استرجاع حقها المغصوب ، وهذا أمر طبيعي لكل إنسان غصب حقّه أن يطالب به بالطرق المشروعة . ثانياً ـ كان الحزب الحاكم قد استولى على جميع الحقوق السياسية والإقتصادية لبني هاشم ، وألغى جميع امتيازاتهم المادية والمعنوية ، فهذا عمر بن الخطاب يقول لابن عباس : أتدري ما منع قومكم ( أي قريش ) منكم بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحاً ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت ، هذا بالنسبة للخلافة ، وبالنسبة للأموال فقد منعوا بني هاشم فدك والميراث والخمس ـ أي سهم ذوي القربى ـ واعتبروهم كسائر الناس .
وكان بنو هاشم وفي مقدّمتهم علي عليه السلام لا يقدرون على المطالبة بحقوقهم المغصوبة بأنفسهم ، فجعلت الزهراء من نفسها مطالبة بحق بني هاشم وحقها ، ومدافعة عنهم اعتماداً على فضلها وشرفها وقربها من رسول الله ، واستناداً إلى أنوثتها حيث النساء أقدر من الرجال في بعض المواقف . ومعلوم أن الزهراء إذا استردّت حقوقها استردّت حينئذ حقوق بني هاشم معها . ثالثاً ـ استهدفت الزهراء من مطالبتها الحثيثة بفدك فسح المجل أمامها للمطالبة بحق زوجها المغلوب على أمره ، والواقع أنّ فدك صارت تتمشّى مع الخلافة جنباً إلى جنب ، كما صار لها عنوان كبير وسعة في المعنى ، فلم تبق فدك قرية زراعية محدودة بحدودها في عصر الرسول ، بل صار معانها الخلافة والرقعة الإسلامية بكاملها .
ومما يدل على هذا تحديد الأئمة لفدك ، فقد حدها علي عليه السلام في زمانه بقوله : حدّ منها جبل أحد ، وحدّ منها عريش مصر ، وحدّ منها سيف البحر ، وحدّ منها دومة الجندل . وهذه الحدود التقريبية للعالم الإسلامي آنذاك .
ففدك تعبير ثانٍ عن الخلافة الإسلامية ، والزهراء جعلت فدكاً مقدمة للوصول إلى الخلافة ، فأرادت استرداد الخلافة عن طريق استرداد فدك .
إن الزهراء اتّخذت من فدك ذريعةً للوصول إلى استرداد خلافة علي عليه السلام ، وإلا فما الذي حداها وهي تطالب بميراثها أن تشيّد بمواقف الإمام وأحقّيته بالخلافة حتى أثارث الأنصار ، فهتفوا بذكر علي ؟ وما الذي حدا أبابكر أن يذكر عليّاً بسوء في خطبته كقوله : إنّما هو ثعالة شهيده ذنبه ، مربّ لكل فتنة . رابعاً : أرادت الزهراء عليها السلام بمنازعة أبي بكر إظهار حاله وحال أصحابه للناس ، وكشفهم على حقيقتهم ، ليهلك من هلك عن بيّنهة ، ويحيى من حيّ عن بيّنة ، وإلاّ فبضعة الرسول أجل قدراً وأعلى شأناً من أن تقلب الدنيا على أبي بكر حرصاً على الدنيا ، ولا سيّما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرها بقرب موتها وسرعة لحاقها به ، ولذا لم ينهها عليّ عليه السلام عن منازعة أبي بكر في فدك وهو القائل : « وما أصنع بفدك وغير فدك ،
والنفس مكانها في غد جدث » ، ولم تكن الزهراء أقلّ من علي تقىً وزهداً في الدنيا . ثم إنّ عليّاً عليه السلام كان بإمكانه أن يعوّض الزهراء عن ما غصب منها بما يملكه من الأموال ، ويمنعها من الهوان ، فإنّ ممّا يملك إرثي البغيبغة وأبي نيزر ، وهما أكثر قيمة من فدك ، وقد جعلهما عليه السلام قبل وفاته وقفاً على الفقراء ، وكنا واردهما السنويّ 470 ألف درهم .
وأيضاً هذا هو السبب في حمل عليّ الزهراء على بغلة ، والمرور بها على دور المهاجرين والانصار ، ومطابتهم بنصرتها مع علمها بخذلانهم ، كلّ ذلك لاطلاع الناس أبد الدهر على حقيقة الأمر ، وإظهار حال الغاصبين وحال أصحابهم ...
وما قصد أبوبكر وعمر بمنع فاطمة عنها إلا ألاّ يتقوّى بحاصلها وغلّتها على المنازعة في الخلافة ، ولهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة وعلي وسائر بني هاشم وبني المطّلب حقّهم في الخمس ، فإنّ الفقير الذي لا مال له تضعف همّته ، ويتصاغر عند نفسه ، ويكون مشغولاً بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرئاسة .
وثمّة سبب أخر وهو إرادة التظاهر بالقوّة أمام أهل البيت ، وسدّ الطريق أمامهم ، وقطع أيّ أملٍ في نفوسهم للوصول إلى غايتهم .
لهذه الأسباب قامت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، وتوجّهت نحو مسجد أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأجل المطالبة بحقّها ، إنّها لم تذهب إلى دار أبي بكر ليقع الحوار بينها وبينه فقطّ ، بل اختارت المكان الأنسب وهو المركز الإسلامي يومذاك ، ومجمع المسلمين حينذاك ، وهو مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما وأنّها اختارت الزمان المناسب أيضاً ليكون المسجد غاصّاً بالناس على اختلاف طبقاتهم من المهاجرين والأنصار ؛ ولم تخرج وحدها إلى المسجد بل خرجت في جماعة من النساء ، وكأنّها في مسيرة نسائية ، وقبل ذلك تقرر اختيار موضع من المسجد الجلوس بضعة رسول الله وحبيبته ، وعلّقوا ستراً لتجلس السيدة فاطمة خلف الستر ، إذ هي فخر المخدّرات ، وسيدة المحجّبات . كانت هذه النقاط مهمّة جدّاً واستعدّ أبوبكر لاستماع احتجاج سيدة نساء العالمين ، وابتة أفصح من نطق بالضاد ، وأعلم امرأة في العالم كلّه .
خطبت السيدة فاطمة الزهراء خطبة ارتجاليّة منظّمة منسّقة بعيدة عن الاضطراب في الكلام ، و منزّهة عن المغالطة والمراوغة والتهريج والتشنيع ، بل وعن كلّ ما لا يلائم عظمتها وشخصيّتها الفذّة ، ومكانتها السامية ، وتعتبر هذه الخطبة معجزة خالدة للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، وآية باهرة تدلّ على جانب عظيم من الشقافة الدينيّة التي كانت تتمتّع بها الصدّيقة فاطمة الزهراء .
وأمّا الفصاحة والبلاغة ، وحلاوة البيان ، وعذوبة المنطق ، وقوة الحجة ، ومتانة الدليل ، وتنسيق الكلام ، وإيراد أنواع الإستعارة بالكناية ، وعلوّ المستوى ، والتركيز على الهدف ، وتنوّع البحث ...
الاسرار الفاطمية
الشيخ محمد فاضل المسعودي
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~~ مشاركة رائعة وموضوع راقي ~~
{{ وكلمة رائعة قليلة في حقكم }}
~~ فبوركتم لهذا الطرح الجميـــــــــــل ~~
جزاكم الله خير الجزاء ..
وقضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق سيدنا ومولانا ابا عبد الله الحسين (ع)
رزقكم الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
نسأل الله لكم دوام الموفقية والسداد
في أمان الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد ورزقكم الشفاء العاجل