الحسين نداء الملايين إن قلب الإمام الحسين (ع)، يشع رحمةً، ونقاءً، وصدقاً، فقد جمع الله له من رؤية الحق.. ورفعة النفس، فعمل جاهداً على تخفيف معاناة المحرومين، لكي يزرع في قلوبهم الأمل وهذا ما أدركناه..
عندما قام بتوديع أبي ذر، وقد أخرجه عثمان من المدينة بعد أن أخرجه معاوية من الشام، فحاول الحسين (ع) أن يخفف من معاناته وأن يشع في قلبه حزمة من الصبر والأمل بالنصر.. فقال له:
(يا عماه، إن الله قادر أن يغير ما قد ترى، والله كل يوم في شأن وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك، وما أغناك عما منعوك، وأحوجهم إلى ما منعتهم، نسأل الله.. الصبر والنصر، وأستعيذ به من الجشع والجزع، فإن الصبر من الدين والكرم، وإن الجشع لا يقدم رزقاً، والجزع لا يؤخر أجلاً).
يقول هذا الكلام.. وكأن في كل حرف فلذة من قلبه النابض، وهذا هو دأبه، ينفّس عن كربة المظلومين، ويقرّب ما بين المتباعدين ويكشف دسائس وأحابيل الظالمين، وبكلمة..
كان همه السلام والإصلاح، فعندما سمع بمكيدة معاوية التي أراد بحياكة فصولها التفريق بين زوجين منسجمين وهما زينب بنت إسحاق وعبدالله بن سلام.. لا لشيء إلا لإشباع أهواء ولده يزيد الفاجر، الذي وقع في حب هذه المرأة المحصنة من حيث لا تشعر، فأرسل على عبدالله بن سلام وقرّبه وحاول إغراءه بالمنصب والزواج من ابنته، حتى خدعه بضرورة تطليق زوجته، ولما وقع في الفخ وطلقها.. سارع معاوية بارسال (أبي هريرة) لكي يطلبها لابنه يزيد! ولما وصل أبو هريرة إلى المدينة والتقى بالحسين (ع) وقص عليه الحكاية، طلب الإمام (ع) منه أن يذكره عند زينب خاطباً.. فصدع أبو هريرة بأمره.. وقال لزينب: (إنك لا تعدمين طلاباً خيراً من عبدالله بن سلام).. قالت: مَن؟ قال: (يزيد بن معاوية والحسين بن علي، وهما معروفان لديك بأحسن ما تبغينه في الرجال). فقالت: (لا أختار على الحسين بن علي أحداً وهو ريحانة النبي وسيد شباب أهل الجنة).. ولم يلبث الحسين أن ردها إلى زوجها قائلاً: (ما أدخلتها في بيتي وتحت نكاحي رغبةً في مالها.. ولا جمالها، ولكن أردت إحلالها لبعلها).
هذه القصة تكشف ـ من ضمن ما تكشف ـ عظمة شخصية الإمام الحسين (ع) وانسانيته، وبالمقابل خسة ودناءة أعدائه.. كما تكشف ـ من جهة أخرى ـ شعبيته، ومقدار الحب والتعظيم الذي تحمله الناس لشخصه، فقد غزا أفئدة الناس حباً..
فكلّ مَن عرفه تعلّق به.. وأصبح لا يطيق فراقه، كحال ذلك الصحابي الذي آثر البقاء بقرب الإمام الحسين (ع) على قرابته، عندما أتى هذا الصحابي والرجل الجليل بنبأ عن ابنه بأنه أسر في فتنة الديلم وقيل له أن الديلم لا يفكّون أسره ولا يطلقون سراحه إلا بفداء فأذن له الحسين (ع) وكان في عاشوراء، فأبي أباء شديداً وقال: (عند الله أحتسبه ونفسي).. ثم التفت إلى الإمام (ع) وقال: (هيهات أن أفارقك ثم أسأل الركبان عن خبرك لا يكن والله هذا أبداً).
وهناك موقف آخر.. يرينا كيف تعلق الجنود بقائدهم في الميدان، عندما قام الحسين (ع) ليلة التاسع من عاشوراء بجولة تفقدية للمواضع الدفاعية، يتفحص عن كثب موضعه الدفاعي، حتى لا تكون هناك ثغرة يتسلل منها الأعداء لضرب مؤخرة جيش الحسين (ع)، حيث النساء والأطفال فبينما هو (ع) يتنقل من مكان لآخر.. لا يقر له قرار، وفجأة أحس بأن هناك شبحاً يتعقبه، اقترب منه وتفحصه فإذا هو الصحابي (نافع بن هلال الجملي).. فقابله الإمام بوجه مشرق.. وعيون تبرق بالرحمة والعطف.. لماذا تتبعتني في هذا الليل البهيم؟ لماذا السهر والأرق؟ (ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك). فأخذ نافع يبكي ودموعه تنساب على لحيته وقال: (ثكلتني أمي.. ان سيفي بألف وفرسي مثله.. فوالله الذي منَّ بك عليَّ.. لا أفارقك حتى يكلا عن فري وجري).
لقد أحسّ برحمة الإمام الحسين (ع) العبيد قبل الأحرار.. والصغار قبل الكبار والنساء قبل الرجال.. كان كجده المصطفى (ص) الذي وصفه الخالق بقوله: (… وبالمؤمنين رؤوف رحيم).
رحمة عامة ملكت عليه وجدانه، وكانت واضحة كفلق الصبح في علاقاته وسلوكه، وتتجسد مرة في خصال (العفو والصفح التي يتحلى بها.. كتعامله مع ذلك الغلام الذي كان يعمل في بيت الإمام (ع).. فجنى جناية توجب العقاب، فأمر به أن يُضرب فقال: يا مولاي (والكاظمين الغيط)، قال: خلو عنه، قال: يا مولاي (والعافين عن الناس)، قال: قد عفوت عنك، قال: يا مولاي (والله يحب المحسنين)، قال الإمام له: أنت حر لوجه الله.. ولك ضعف ما كنت أعطيك.
وتتجلى الرحمة الحسينية مرة أخرى في مبدأ المساواة التي جاءت بها الرسالة الاسلامية تحت شعار (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وقد جسد هذا المبدأ عملياً في تعامله مع الناس.. فكانت الرحمة تتفجر من حناياه، حيث ساوى بين ابنه (علي الأكبر) القرشي وبين عبده (جون) الحبشي.. الذي كان واحداً من أولئك العبيد الذين اشتركوا في عاشوراء مع الإمام الحسين (ع)، وقاتل بشجاعة نادرة فسقط في الميدان.. فأسرع إليه الإمام (ع) ووضع خده على خده، ومسح عنه الدم والتراب، ودعى الله تعالى بأن يطيب ريحه.. ويبيض وجهه.. ويحشره مع جده رسول الله (ص).
(وليس عجيباً مجيء الإمام الحسين (ع) عند جون بقدر ما هو عجيب احتفاء الحسين (ع) به بذات الطريقة التي احتفى بابنه علي الأكبر، حيث وضع خده على خده، ورثاه عند مصرعه بمرارة).
وفوق هذه وتلك، تتجلى رحمته مرة ثالثة وتبلغ الذروة والقمة حينئذ، عندما تعامل مع أعداءه ومناوئيه بتلك الروح السامية المترفعة عن الأحقاد.. وما أسمى تلك النفوس التي تترفع عن أنانيتها.. وتحب أعدائها.. أجل أحب الإمام الحسين (ع) أعداءه بل بكى عليهم.. عندما استقبل الجيش المعادي بقيادة الحر الرياحي وكانوا زهاء ألف فارس.. وكأن أسنتهم اليعاسيب.. وكأن راياتهم أجنحة الطير.. فخرج الإمام الحسين (ع) لاستقبالهم في حر الظهيرة.. وعلى وجهه الأبيض المشوب بالحمرة ابتسامة عذبة.. فقال لفتيانه: (اسقوا القوم وأروُهم من الماء.. ورشفوا الخيل ترشيفاً.. ففعلوا)!
وعندما قيل له يابن رسول الله ان قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من قتال مَن يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به.. قال (ع): (ما كنت لأبدأهم بقتال).
والأغرب من ذلك، إن الإمام الحسين (ع) كان ينظر إلى معسكر الأعداء وهم ملأ الصحراء.. (فيبكي)، فسألته أخته الحوراء زينب: (مم بكاؤك.. يا أبا عبدالله؟).. فأجاب: أبكي لدخول هؤلاء النار بسببي!
هكذا بلغت رحمة وانسانية أبي عبدالله الحسين (ع)، انه يبكي على أعداءه الذين أضرموا النار في خيامه.. وشتتوا عياله وأطفاله.. انه القلب الكبير الذي طفح بالرحمة والبشر.. فكان يسع الدنيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة أنوار فاطمة الزهراء بارك الله فيكِ على الطرح الطيب رزقنا الله وإياكم زيارة وشفاعة المولاى أبي عبدالله الحسين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين
اختي الكريمة بارك الله فيكِ في الدنيا والاخرة على هذا الجهد القيم وفقكِ الله ورعاكِ, وسدد الرحمن خطاكم وقضى حوائجكم
وصلّي الله على محمّد وآله الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~~ مشاركة رائعة وموضوع راقي ~~
{{ وكلمة رائعة قليلة في حقكم }}
~~ فبوركتم لهذا الطرح الجميـــــــــــل ~~
جزاكم الله خير الجزاء ..
وقضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق سيدنا ومولانا ابا عبد الله الحسين (ع)
رزقكم الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
نسأل الله لكم دوام الموفقية والسداد
في أمان الله
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
يا غياث المستغيثين أغثني بحرمة الغريب الإمام محمد الجواد
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم في ميزان أعمالكم أن شاء الله
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحمْدُ لِلِّه الدالّ عَلى وُجُودِهِ بِِخلقِهِ وبِمُحْدثِ خَلقِهِ عَلى أزَليّتِهِ وباشتِباهم ْعلى أن لآ شَبَهَ لَهُ...
والصلآة والسلآم على خير خلقة مُحًمدْ وعلى آله الطيبين الطاهرين... يـآربْ الح ـسين بِح ـق الح ـسين أشفْ صَدر الح ـسين بظهور الحجةَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مأجورين اختي ،، احسنتم الطرح في ميزان حسناتكم ان شاء الله تعالى
رزقكم الله زيارة الأمام الحسين عليه السلام في الدنيا وشفاعته في الأخرة
حرسكمـ الله بعينه التي لآتنآمـ☺ ~
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام